دافع رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، عن خيار المصالحة الاقتصادية والتفاوض من أجل استرجاع الأموال المنهوبة، مثمنا ما جاء في مخطط عمل الحكومة في هذا الجانب، منتقدا الأحزاب التي ترفض هذه الخطوة داعيا إياهم إلى مراجعة أنفسهم، وقال بأن حزبه لم يقدم صكا على بياض للحكومة الحالية، مشددا على أن الإصلاحات التي باشرها الرئيس تبون تواجه عراقيل تضعها قوى مضادة داخل وخارج الوطن ترفض الإصلاح والتغيير ولا تريد بروز دولة قوية في المنطقة.
قال رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، أمس، إن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يملك النية في التغيير، وأضاف بلعيد خلال افتتاح للدورة الثالثة للمجلس الوطني لحزبه بفندق الرياض بسيدي فرج الجزائر، أن هناك قوة مضادة للتغيير والإصلاح. مشيرا بأن التغيير صعب يتطلب جهدا كبيرا وثقة كبيرة، ونحن نملك ثقة كبيرة في رئيس الجمهورية وفي الحكومة.
وذكر رئيس جبهة المستقبل أن مشاركة حزبه في  الحكومة لا يعني توقيع صك على بياض لها، قائلا: “نتعهد بأننا سنتحمل مسؤوليتنا إزاء أدائها كما سننتقد فشلها قبل تثمين إنجازاتها”، مضيفا بأن حزبه ملتزم بالبناء والتغيير. وقال بعيد: رغم المراوغات والمكائد التي حدثت فإن الشعب الجزائري أثبت أنه واع بسعيه للتغيير والمضي للجمهورية الجديدة بأفعال وتغيير حقيقية لأساليب الحكم لبناء دولة قوية صامدة. وأضاف قائلا: «أستبشر من برنامج الحكومة المبني على الحوار والتفاوض بآليات فعالة، شعار حزبنا هو الحوار الذي هو أساس الازدهار والتقدم»
ورافع بلعيد لصالح خيار المصالحة والتفاوض من أجل استرجاع الأموال المنهوبة، مثمنا ما جاء في مخطط عمل الحكومة في هذا الجانب، ورد رئيس جبهة المستقبل، على اتهامات رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري- دون ذكره بالاسم- الذي هاجم مقترح جبهة المستقبل  للمصالحة المالية مع المسؤولين الذين يتابعون بتهم فساد، قائلا: “أنت من خدمت الفاسدين عندما كنا نعارضهم”.
وأكد بلعيد أن مبادرته بإجراء مصالحة مع رجال الأعمال والمسؤولين المتورطين في نهب المال العام لا تقف وراءها أي جهة تستغله كواجهة للمرافعة عن هذا الطرح، مشيرا أنها -المصالحة- ستدر الأمن والطمأنينة التي تحتاجها  الجزائر لبعث التنمية المرجوة. وشدد رئيس جبهة المستقبل على ضرورة طي صفحة الماضي بالتفاوض مع المتورطين في نهب المال العام واختصار الوقت الذي تحتاجه الإجراءات الكلاسيكية لاسترداد الأموال المنهوبة، مستدلا بفشله في النموذج التونسي. وتساءل بلعيد: هل بعد 20 سنة فساد نقضي 20 سنة حساب كذلك؟؟ لا، بل لابد من المصالحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أسسنا حزبنا للوصول للسلطة بمشروع يغير الجزائر من كل الصعوبات التي تواجهها من الداخل والخارج.
من جهة أخرى، تطرق عبد العزيز بلعيد إلى الصعوبات التي يواجهها مناضلو حزبه على المستوى المحلي في جمع استمارات اكتتاب التوقيعات، قائلا: “حسب المعطيات الأولية الواردة إلينا فإن العملية تسير بصفة عادية باستثناء بعض العراقيل والصعوبات التي شابت العملية على غرار تصادم النصاب القانوني التوقيعات في بعض البلديات مع الكثافة السكانية الخاصة بها”.
وجدد بلعيد الدعوة إلى “بناء جدار وطني” بإشراك جميع الطبقة السياسية، مشددا على ضرورة تعميق العمل الديمقراطي لتأدية المؤسسات دورها الكامل، و قال رئيس جبهة المستقبل، إنه لايمكن أن نبني دولة بخطابات الكراهية والوعود الكاذبة، وتابع يقول: «رسالتنا تتمحور في كيف تبقى الجزائر واقفة، ولتحقيق ذلك لابد أن نبتعد عن السياسة الشعبوية و أن يكون الوضوح والصراحة مع شعبنا وكشف الحقائق».
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى