كشفت ممثلة الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية بقسنطينة، أن عدم امتلاك المجمعات الدراسية المختلطة للدفاتر التجارية تسبب في توقف الأشغال الخاصة بترميم الهياكل الدينية الأثرية و التاريخية، والمتمثلة في 19 مسجدا و زاوية معنية بإعادة الإعتبار.
ممثلة الديوان و خلال برنامج منتدى الإذاعة، أكدت أن أشغال الترميم انطلقت في البداية برخص استثنائية منحت من طرف الوالي للمقاولين بهدف الإسراع في العملية، إلا أن لجنة الصفقات العمومية بالولاية اصطدمت بعائق قانوني يتمثل في استحالة حيازة المجمعات الدراسية المختلطة و البالغ عددها 14 مجمعا جزائريا أجنبيا للدفاتر التجارية، و ذلك بسبب الشراكة بين شخص معنوي و المتمثل في مكاتب الدراسات الأجنبية و الشخص الطبيعي المتمثل في المتعامل الجزائري، حيث قامت السلطات الولائية على إثر ذلك بتأجيل الفصل في ملفات الصفقات الممنوحة لهذه المجمعات حسب المتحدثة، و هو ما أدى إلى توقيف الأشغال من طرف المجمعات الدراسية نتيجة عدم تسوية الأغلفة المالية للمشاريع.
و انتقد المنتخب بالمجلس الشعبي الولائي المكلف بالثقافة و الأوقاف عملية منح الصفقات لهذه المجمعات المختلطة التي يصعب التعامل معها قانونا نتيجة وجود فراغ قانوني في هذا الجانب، مضيفا أنه كان ينبغي على القائمين على المشاريع الانتباه إلى الإشكال القانوني الحاصل قبل منح الصفقة أو تعيين مكاتب الدراسات و المقاولات، متسائلا عن عدم الاستفادة من الأخطاء السابقة التي حصلت في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، مشيرا إلى إشكال آخر و المتعلق بكيفية تحويل الأموال بالعملة الصعبة للشريك الأجنبي، و هو ما أدى إلى توقف أشغال الترميم بقرارات إدارية لمدة تجاوزت السنة حسب الأخير، ما تسبب في خلق أزمة نقص المساجد و ازدحام المصلين في بعض المساجد الصغيرة و المصليات التي لا تتسع للعدد الكبير للمصلين بوسط المدينة، منتقدا تضليل المواطن من خلال إعطاء مواعيد غير صحيحة عن آجال انتهاء الأشغال و إعادة فتح المساجد، كما طالب بتدخل الوزير الأول من أجل حل الإشكال و استئناف الأشغال.
من جهته رئيس مصلحة الأوقاف بمديرية الشؤون الدينية، أكد أن غلق المساجد كان بعد دراسة تقنية لمشاريع الترميمات، مضيفا أن المديرية قامت بتعليق إعلانات للمواطنين عن غلق المساجد المعنية مع توجيههم  إلى مساجد أخرى مفتوحة رغم صغرها، و ذلك على غرار مسجد عبد الرحمن القروي، سيدي ميمون، سيدي مغرف، سيدي قموش، مسجد الإخلاص، سيدي الذرار، الشنتلي، الاستقلال و الحنصلية، كما اعتبر المتحدث أن التظاهرة فرصة كبيرة لاستفادة المساجد من ترميمات شاملة و نوعية، إضافة إلى تدعيمها بالتجهيزات الصوتية، مكيفات، زرابي و غيرها.   
و قالت المسؤولة أن برنامج الترميم يضم 12 مسجدا يتقدمهم المسجد الكبير، مسجد حسن باي، الكتانية، الرحمانية، سيدي لخضر، ربعين شريف، سيدي عبد المومن، سيدي جليس، سيدي ميمون، القروي و سيدي مغرف، إضافة إلى 07 زوايا كزاوية حفصة وغيرها، مؤكدة في هذا الإطار أن طبيعة الأشغال تختلف عن إنجاز مشاريع جديدة، كما تأخذ وقتا أطول بسبب وجود العديد من الدراسات التقنية و التاريخية لهذه المعالم الدينية، و ذلك بهدف المحافظة على هويتها القديمة و الأصلية و إتقان عملية الترميم، كما أضافت المتحدثة أن الغلاف المالي المرصود لعملية الترميمات التي يشرف عليها الديوان، بلغ 7.7 مليار دينار بما فيها المواقع التاريخية الأخرى كضريح ماسينيسا، تيديس، زاوية سيدي لغراب و بعض الشوارع و البيوتات التاريخية و الثقافية القديمة.
 خالد ضرباني

الرجوع إلى الأعلى