الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 الموافق لـ 16 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub
أوباسانجو يشيد بنجاح الجزائر في تنظيم معرض التجارة البينية: الرئيـس تبـون أثبـت أن الجزائـر منصـة لمشاريـع التكامـل الإفريـقي
أوباسانجو يشيد بنجاح الجزائر في تنظيم معرض التجارة البينية: الرئيـس تبـون أثبـت أن الجزائـر منصـة لمشاريـع التكامـل الإفريـقي

*  إفريقيا لن تنهض إلا بوحدة شعوبها وتحررها من التبعيةأكد الرئيس الأسبق لنيجيريا ورئيس المجلس الاستشاري لمعرض التجارة البينية الإفريقية، أوليسيغون أوباسانجو، أمس،...

  • 08 سبتمبر 2025
مؤسسات عمومية وخاصة تفتك أكبر نسبة من عقود إياتياف 2025 : المنتـــوج الجزائـــري يكسب الرهــان
مؤسسات عمومية وخاصة تفتك أكبر نسبة من عقود إياتياف 2025 : المنتـــوج الجزائـــري يكسب الرهــان

تشمل تصدير العديد من المنتجات الجزائريةتوقيـع عقـود تفـوق 300 مليـون دولار مع شركاء أفارقةشهدت أشغال الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، المنظم بقصر المعارض...

  • 08 سبتمبر 2025
رئيس قطاع التمويل والتجارة في
رئيس قطاع التمويل والتجارة في "أفريكسيمبنك" أيمن الزغبي للنصر: الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر هي الأنجح

* الجزائر قادرة على قيادة التنمية في القارة أكد رئيس قطاع التمويل والتجارة والشركات والاستثمار في البنك الإفريقى للتصدير والاستيراد، أيمن الزغبي، أن...

  • 08 سبتمبر 2025
طاقة ومناجم : بحث آفاق التعاون بين الجزائر وروسيا
طاقة ومناجم : بحث آفاق التعاون بين الجزائر وروسيا

  استقبل وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، نائب وزير الطاقة الروسي، رومان مارشافين، والوفد...

  • 08 سبتمبر 2025

رحل عن عمر ناهز 70 عاما: الموت يغيب البروفيسور مصطفى حساني مؤسس أول استعجالات جراحية بالجزائر

ووري أمس الثرى، بعد صلاة الجمعة، جثمان البروفيسور مصطفى حساني، مؤسس أول مصلحة استعجالات جراحية بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة و الجزائر ككل، و رئيس الأطباء السابق لذات المصلحة، بمقبرة زواغي، في أجواء مهيبة، بحضور أفراد عائلته و مجموعة من زملائه و أحبائه .
البروفيسور وافته المنية ليلة أول أمس، قبل شهور قليلة من بلوغه 71عاما، كما أعلن أطباء و مقربون منه، و ذلك بعد معاناة طويلة و صامتة مع مرض كلوي مزمن.
و يعد الراحل أحد أعمدة الطب و الجراحة بقسنطينة ، و كان له الفضل في إنشاء أول مصلحة جزائرية للاستعجالات الجراحية و مقرها بالمستشفى الجامعي بن باديس، و اقتدت بتجربته الرائدة مستشفيات أخرى، ففتحت مصالح في ذات التخصص، و قد أشرف البروفيسور حساني بنفسه على بناء و افتتاح المصلحة و أجرى مئات العمليات الاستعجالية الناجحة لإنقاذ ضحايا الحوادث المختلفة الذين ينقلون إلى المصلحة من مختلف ولايات الشرق الجزائري، و أشرف على تكوين عشرات الأطباء الجراحين و الأساتذة الذين لا يزالوا يدينون له بكل ما تعلموه ميدانيا.
الإنسـان موقف و الطبيب رسالـــة
ابن ولاية أم البواقي، كان يؤمن بأن الإنسان موقف و الطبيب رسالة، فتسلح بمبضعه و قلبه الكبير و إنسانيته التي لا تضاهى، مكرسا كل حياته و جهوده لعمله، و طلبته و مرضاه، و لم يستسلم قط، لإغراءات القطاع الخاص، و كل العروض التي تلقاها لتخصيص بعض الوقت، لإجراء عمليات جراحية، خارج المستشفى، مقابل الملايين، كما كان يكره الزيف و النفاق و المجاملة و البيروقراطية و البروتوكولات الجوفاء، و لم يكن يتردد في مغادرة لقاءات غير مثمرة و اجتماعات تنحرف عن أهدافها مهما كان نوعها.
شدد في لقاء سابق بالنصر، خلال إجراء روبورتاج حول تبعات حوادث المرور، بأن الطب بالنسبة إليه، ليس وسيلة لكسب المال و تحقيق الثراء، و لو كان كذلك لمارس التجارة، مشيرا إلى أنه عاهد نفسه منذ كان طالبا في كلية الطب، ألا يعمل خارج القطاع العام، مهما حدث، و كرس كل ما أوتي من قوة و جهد و كفاءة مهنية ، معترف بها محليا و وطنيا و دوليا، للتخفيف من آلام المرضى، و مساعدة الفقراء و المعوزين منهم الذين يحتاجون لأكثر من عملية جراحية، للتماثل للشفاء و الحفاظ على كرامتهم و إنسانيتهم، كما قال لنا، في مجتمع قاس لا يرحم الضعفاء ..
البروفيسور حساني دعانا، عندما زرناه بالمصلحة، في إطار عمل، إلى مرافقته إلى قاعة المرضى، لكي يطمئن عليهم، قبل أن يستقبلنا بمكتبه، و يرد على أسئلتنا الصحفية، بخصوص أسباب حوادث الدراجات النارية و عواقبها المميتة، و وجدناه يتخلى عن الملامح الصارمة التي تعامل بها في البداية مع مجموعة من أفراد الطاقم الطبي و شبه الطبي، و يصبح شخصا آخر تماما، يتدفق تعاطفا و رفقا، ذهلنا بالترحيب الحار الذي حظي به من قبل المرضى الممددين على الأسرة، و نظرات العرفان التي صوبوها جماعيا نحوه، و هو يوزع عليهم الابتسامات و عبارات المودة و التشجيع، و حتى بعض النكت للرفع من معنوياتهم، أثناء اطلاعه على نتائج فحوصاتهم.  
في مكتبه حرص البروفيسور على أن يوضح لنا بأنه يعشق مهنته و يشعر بأنه مسؤول عن كل مرضاه و طلبته و المصلحة التي يسيرها بشكل متواصل ، مشيرا إلى أنه يتعامل معهم، وفق طبيعة ابن الريف العفوي الصريح و الطيب المتواضع، لكن عندما تتطلب بعض الأمور الصرامة و الحزم و التكشير عن الأنياب ينسى ذلك، و ضحك مطولا.
و أضاف بأنه ينتقي الصحفيين الذين يتعامل معهم و هم قلة قليلة، وفق معاييره الخاصة و هي صارمة،  و يسعى من خلالهم إلى تمرير رسائل تحسيس و توعية إلى المواطنين من أجل تجنب الحوادث، سواء في المنزل أو الشوارع التي تتزايد،  حسبه، يوما بعد يوم، و الالتزام بالحذر و وسائل الوقاية، حرصا على سلامتهم، معربا عن أسفه، لأن إهمال وضع القبعة الواقية أثناء قيادة دراجة نارية، يتسبب في وفاة مئات الشبان في زهرة العمر، و تمنى أن يتم التغلب على بعض المشاكل التي كن يصادفها في المصلحة، بدءا بتسرب أشرار من حين لآخر، و تسبب بعض مرافقي المرضى في فوضى و ضوضاء، فمن بعده سيهتم بكل تفاصيل راحة و سلامة المرضى لتلك الدرجة، فمشاعر الأبوة و الاحتواء كانت تشملهم جميعا ؟!  البقاء لله
rالبروفيسور محجوب بوزيتونة، عميد كلية الطب بقسنطينة
الفقيد أشرف على تكوين عشرات الجراحين
  « الفقيد كان من أوائل الأطباء الجراحين بقسنطينة، و كان سباقا لتأسيس أول مصلحة للاستعجالات الجراحية في الجزائر، بالمستشفى الجامعي بن باديس، و أشرف على كل مراحل بنائها إلى حين تدشينها بنفسه، قبل أن تفتح مصلحة مماثلة في مستشفى سيدي بلعباس، ثم مستشفى سطيف، لتعمم التجربة ببقية المؤسسات الاستشفائية الوطنية.
كان الفضل للبروفيسور حساني في تكوين عشرات الجراحين و الأساتذة، و كانت تربطه علاقات طيبة بزملائه و طلبته و مرضاه، كان يتميز بإنسانيته العالية و أخلاقه الرفيعة، و كان ممتازا من الناحية البيداغوجية و أشرف على رسائل تخرج الكثير من الأطباء، و تألق في عمله كطبيب جراح رئيسي بمصلحة الاستعجالات الجراحية، يشهد له الجميع بالكفاءة و النزاهة و التفاني في أداء مهامه.
كان صديقا حميما للبروفيسور و الوزير السابق يحيى قيدوم، و كان من بين الأربعة الأوائل الذين حصلوا على رتبة أستاذ في الطب، بكلية الطب بقسنطينة، بعد مناقشة رسالته، التي أشرف عليها البروفيسور مايار، الشخصية العالمية في مجال الجراحة، و من بين الذين ناقشوها البروفيسور مسعود زيتوني المكلف بالمخطط الوطني للسرطان و يعتبر الفقيد عضوا مؤسسا للجمعية الجزائرية للجراحين».
* البرلماني الدكتور عمر محساس الفقيد جمع بين الكفاءة والأخلاق
« الأستاذ مصطفى حساني من الرعيل الأول من الأطباء الجراحين ببلادنا، كان أستاذي و جاري و زميلي و صديقي و رفيق دربي الطويل، جمعتنا محطات كثيرة خلال مسارنا المهني، لا تنسى.
كان مؤسس أول مصلحة للاستعجالات الجراحية بالشرق الجزائري،  و كان معروفا بكفاءته و  ثقافته العالية و أخلاقه النبيلة، كرس حياته كاملة لحسن تسيير المصلحة و علاج المرضى و مساعدة الجراحين و دعمهم في أزماتهم، إلى أن هزمه مرضه العضال، و غيبه عنا..
انه من مواليد أم البواقي و استقر منذ عقود طويلة للدراسة و العمل، فبرز بتفانيه و اجتهاده و شكل مع زملائه و أصدقائه و أنا منهم،  عائلة واحدة قوية و متماسكة . جمعتنا ذكريات كثيرة خلال عملنا بالمستشفى، خاصة خلال العشرية السوداء، حيث كنا نبقى بمصلحة الاستعجالات الجراحية ليلا و نهارا ، لنعالج الجرحى و ننقذ الأرواح، و لا نبالي بكل المخاطر التي كانت تتربص بنا.
الراحل عمل و اجتهد و ضحى و منح للمهنة كل حياته».
rالبروفيسور عبد الحميد بلوم ، من مصلحة الطب الشرعي بمستشفى قسنطينة
سيبقى قدوتنا في التفاني في عمله و أخلاقه الرفيعة
«رحيل  البروفيسور مصطفى حساني فاجعة و خسارة كبيرة للطب الجزائري لا تعوض، فقد كان أحد أعمدته، مشهود له بكفاءته العالية و رقيه و نبله.
تعرفت عليه في سنة  1981، عندما كنت طالبا ، أتابع تكويني بمصلحة الجراحة» أ « ، و كان رئيس المصلحة آنذاك هو البروفيسور سليم مخلوفي، بينما كان كل من الفقيد و البروفيسور رحال أستاذين مساعدين، و عندما أصبحت طبيبا مقيما ، و خضت تجربة التكوين الميداني، كان يشرف علي البروفيسور حساني، أشهد أنه كان طيبا و بشوشا و لم يبخل علينا قط نحن طلبته بالعلم و المعرفة و التوجيه و التشجيع.
أتذكر أنني كنت في مكتبه في أحد الأيام ، و استدعاه الأطباء لأنه تم إحضار فتاة في ربيعها 18  ، كانت تعاني من ورم كبير على مستوى البطن، عندما فحصها البروفيسور اتصل بسرعة بأخصائي التخذير، و أمر بتحضيرها للخضوع لعملية جراحية استعجالية، و وجدت نفسي أقول له» يا بروفيسور يمنع فتح بطن منتفخ علميا و طبيا» ، فرد بثقة « الجانب النظري ضعه جانبا الآن، الجانب الميداني و التطبيقي هو الذي يفصل في نوعية العلاج اللازم «.
و استعد الراحل و أمسك بالمبضع  و شرع في إجراء العملية الجراحية للفتاة أمامي و أمام زملائي، و إذا بها تصاب بسكتة قلبية مفاجئة، لم يرتعد البروفيسور و لم يصب بالخوف مثلنا، بل واصل بقر بطن المريضة ليصل إلى القلب و شرع في إنعاشه يدويا مباشرة بسرعة فائقة، لأنه لو استعمل أجهزة الإنعاش فقد تستغرق وقتا أطول، ليس في صالح مريضته. و عاد النبض و عادت إلى الحياة،  و واصل العملية كأن شيئا لم يكن، و كللت بالنجاح. و غمرت الفرحة ملامحه عندما زارها في اليوم الموالي، وجدها مبتسمة ممتنة له لأنه أنقذها من موت محتوم.
تصوروا ماذا فعل أستاذي بعد ذلك، عندما حان موعد الاجتماع التنسيقي،  أحضر معه كعكة كبيرة و عندما سأله البروفيسور مخلوفي عن السبب رد بالحرف الواحد» لقد قمت بمغامرة و نجحت»، في إشارة لعملية الفتاة.
الفقيد كان يحب مرضاه و يخاف عليهم و لا يبخل عليهم بأي شيء لكي يشفوا و يسترجعوا عافيتهم ، و لم يؤثر عمله في مصلحة استعجالية ، صعبة و ساخنة و حرجة ، في درجة الإنسانية التي كان يتميز بها ، و حرصه الدائم على مساعدة كل من يحتاج إليه. أتذكر أيضا أنه كان عندما يحضر الملتقيات، لا يفقد بشاشته و روحه المرحة ، فكان من حين لآخر يكسر الأجواء الجادة و الصارمة بإلقاء نكت و مداعبة الحضور. لم أعلم بمرضه، فهو لم يشك قط من مرض أو مشكلة، لكنني شاهدته منذ حوالي شهر يركن سيارته و يتوجه إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية، و لاحظت أن وجهه كان شاحبا و فقد الكثير من وزنه. رحمه الله سيبقى حيا في قلوبنا نحن طلبته و كل من أحبه و ساعده و انتشله من قبضة المرض و الموت».                         إلهام طالب

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com