رحيل رجل الأرشيف الوطني المؤرخ والباحث عبد الكريم بجاجة

توفي أول أمس، المؤرخ و الباحث في الأرشيف عبد الكريم بجاجة، المدير السابق للأرشيف الوطني و  الفاعل في عملية تنظيمه و تطويره.
 الباحث من مواليد 26 مارس 1945 بقسنطينة، درس بجامعة الإخوة منتوري، و اختار التخصص في مجال البحث و الأرشفة بداية من سنة 1974، قدم الكثير  للبحث التاريخي و في سنة 1992، عين على رأس المركز الوطني للأرشيف، أين لعب دورا محوريا و أساسيا في عملية ضبط وتنظيم الذاكرة الوطنية، حيث عمل على الحفاظ على الأرشيف و نشره من خلال عدد من البحوث التي أشرف على إعدادها باللغتين العربية والفرنسية، قبل أن يغادر الجزائر سنة 2002، أي بعد سنة واحدة من تركه للمنصب، ليلتحق بمركز التوثيق والبحث بإمارة أبو ظبي  بالإمارات العربية المتحدة، وذلك كمستشار في الأرشفة، حيث قدم الكثير هناك و كان من بين العناصر الفاعلة في عملية تنظيم و تطوير الأرشيف الإماراتي كما يقدمه الموقع  الإلكتروني للمركز.
يعد الراحل أشهر أرشيفي في الجزائر و واحدا من أهم الكفاءات العربية في هذا المجال، تقلد في بداياته منصب مدير الوثائق بولاية قسنطينة، وينسب إليه الفضل في عملية تنظيم أرشيف الولاية، كما يؤكده الباحث محمد غرناوط، مشيرا إلى أن فترة رئاسته لمصلحة الأرشيف المحلي عرفت تغييرات إيجابية كبيرة، حيث يعد المهندس الأول لمخطط حماية الإرث الأرشيفي للمدينة خصوصا وأنه بقي وفيا لهذا الكنز المعرفي إلى غاية آخر أيامه.
الفقيد كان باحثا و مؤرخا، كتب العديد من الأعمال عن مهنة الأرشفة و عن التاريخ عموما باللغتين العربية والفرنسية، ومن أهم العناوين التي خطها نذكر، كتاب “معركة قسنطينة 1836ـ 1937”، و كتاب “ أوتوبيا كابوس توماس مور” و  أوتوبيا نهاية الإنسانية” إلى جانب كتاب “ بجاجة ينتقل للوحة ـ أرشيفي جزائري ينشر ذكرياته” و كذا كتاب “ اعترافات أرشيفي جزائري “ و كتاب “ دار القالال مسار قسنطيني”، وهو عمل  قريب للسيرة الذاتية استعرض فيه قصصا وحكايات ترتبط بالمنزل الذي ولد فيه و البيئة التي شكلت معالم شخصيته.               هدى-ط