أعربت الجزائر، الخميس، عن تفاجئها للقرار"المتسرع" و"أحادي الجانب" الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي والقاضي باللجوء إلى التحكيم، بسبب ما اعتبره قيودا...
أكد، أمس الأول، وزير الصحة عبد الحق سايحي، بأن قطاعه يحصي إنجاز وتشييد 603 مؤسسة صحية في أقل من 5 سنوات، وهي التي سيعتمد عليها القطاع في التأسيس...
واصل أول أمس الخميس فريق طبي ألماني بالمؤسسة الاستشفائية لمكافحة السرطان بالبليدة تكوين الأطباء الجزائريين في استخدام تقنية حديثة ومتطورة في علاج...
يدخل قرار رفع منحة السفر إلى 750 أورو حيز التنفيذ رسميا غدا الأحد الموافق لـ 20 جويلية الجاري، تجسيدا لقرار رئيس الجمهورية ، المتضمن مراجعة رفع قيمة منحة...
عبد الله غربي يحنّط الحيوانات الصحراوية المهددة بالانقراضمن مشغله الصغير بمنزله في واد سوف يعمل الحرفي عبد الله غربي، على تحنيط الحيوانات الصحراوية حفاظا عليها من الانقراض، خصوصا ما تعلق ببعض الفصائل النادرة كالغزلان.
حرفة تعلمها منذ الصغر و حوّلها إلى سبيل للاسترزاق و الحفاظ على التوازن البيئي من خلال حماية الأصناف الحيوانية المهدّدة بالانقراض عن طريق تجميدها في هياكلها الأصلية بعد نفوقها.
حديقة عبد الله غربي صنعت الفرجة، مؤخرا في معرض الحرف التقلدية لمدينة الواد التي حلت ضيفة على قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بدعوة من الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، حيث جذب جمال أعماله القريبة إلى الطبيعة الزوار، فالملاحظ لحيوانات واحته الصحراوية الصغيرة، لا يكاد يميّز بأنها كائنات ميتة و في حالة جمود، نظرا لدقة تحنيطها.
غزلان، ضباء، أفناك و حيوانات و زواحف أخرى على غرار السحلية و سمكة الصحراء، تم توزيعها على رمال صحراوية تحمل عبق مدينة الألف قبة، شكلت واحة عبد الله، التي يستغلها للتعريف بالتنوّع البيئي للمنطقة المشهورة بغزلانها و أفناكها الفريدة من نوعها، حيث أوضح لنا، بأن رحلته مع التحنيط بدأت منذ الصغر، بعد نفوق حيوان فنك صغير كان يحتفظ به، ولشدة تعلّقه به رفض دفنه وقرّر تجميده ، ومن خلال دراسة أجراها عبر الإنترنت و بحث معمق في الموروث الطبي للمنطقة، استطاع أن يصنع خليطا من الأعشاب و بعض المواد كالملح و الكحول و النجارة و النخالة، إضافة إلى مواد عضوية أخرى، سمح له بتحنيط الحيوان و الحفاظ عليه في حالة قريبة إلى الطبيعة.
من هناك بدأت تجربته في التوّسع، ورغم دراسته لقانون العمال في الجامعة، إلا أنه اختار التخصص في حرفة التحنيط، حيث باشر خرجات تنقيبية في الصحراء بالتنسيق مع مصالح محافظة الغابات لمدينة واد سوف، للبحث عن الحيوانات المريضة أو تلك المصابة و الموشكة على الموت، ليقوم إما بإسعافها و تطبيبها أو بتحنيطها لتتحوّل بذلك إلى تحف يعيد بيعها، مقابل مبالغ تتراوح بين 5000 إلى 50 ألف دج، تتحدد حسب فصيلة الحيوان و حجمه وكذا الجهد المبذول في تحنيطه، فقيمة الغزال تتعدى بكثير قيمة سكمة الصحراء أو الزواحف.و عن مراحل عملية التحنيط أوضح بأنها، تبدأ بسلخ الجلد بدقة و دون أية أخطاء للحفاظ عليه سليما، لأن أي خدش بسيط قد يؤدي إلى تشوّه الشكل العام لبنية الحيوان، بعد ذلك يعاد تشكيل الهيكل و حشوه بخليط خاص، رفض الإفصاح عن كافة مكوناته، ليخاط الجلد مجددا وقبل أن يبرد ويفقد ليونته بطريقة فنية تخفي معها كل دليل يبيّن بأن الحيوان ميّت، ليتحصل في الأخير على تحفة فنية شبه حية.
محدثنا أوضح بأن التحنيط عملية دقيقة تتطلب تركيزا عاليا و كثيرا من الوقت، حيث يستغرق هيكل غزالة أزيد من يومين كاملين، بالمقابل قد يتطلب هيكل ذئب أو ثعلب ثلاثة أيام، أما الزواحف و الأفاعي فتستغرق عادة ساعتين إلى ثلاث ساعات من الزمن.
محنط الحيوانات الذي فاز بالجائزة الأولى في مهرجان مدينة «بلي» التونسية للحرف التقليدية العربية العام الماضي، متقدّما على حرفيين من تونس و مصر و المغرب، أشار إلى أنه الوحيد في الجزائر الذي يجيد هذا العمل، فالتحنيط يتطلب دراية واسعة بالبنية الحيوانية و منافع بعض الأعشاب و المواد العضوية و الطبية، وهو ما تطلب منه سنوات من البحث في صيدلية الطب الشعبي لمنطقة واد سوف، ليخلص في النهاية لاكتشاف خصائص علاجية لذات العملية فسمكة الصحراء المعروفة محليا « بالشرشمان» تساعد على تسهيل الحمل بالنسبة للنساء اللواتي يواجهن مشكلة في ذلك، إذا ما تم استغلال الأملاح المستعملة في تحنيطها بشكل جيّد، فيكفي حسبه دقها و خلطها مع العسل لتكون شفاء للعقم، و بعض مشاكل الجهاز الهضمي عند الأطفال و كذا البالغين.
كما أوضح بأن حرفته ورغم أهميتها إلا أنها لا تحظى بالشعبية المطلوبة لتحقيق الرواج، فزبائنه محدودون و يقتصرون على ملاك الفنادق و المطاعم و بعض الأثرياء، أما خلاف ذلك فالطلب محدود، مرجعا السبب لافتقاره لورشة عمل حقيقية تسمح له بتوسيع نشاطه و التعريف أكثر به، مطالبا المسؤولين المحليين بمدينة واد سوف بمساعدته على تأسيس ورشة حرفية مناسبة في وسط المدينة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح من أجل التسويق لمنتوجه الحرفي الذي يشمل كذلك جلود الحيوانات، و بعض الحقائب و القطع الجلدية الجميلة، و كذلك التعريف أكثر بالثروة الحيوانية التي تزخر بها الصحراء الجزائرية .
نور الهدى طابي