* طبعة حطمت كل الأرقام و عززت التكامل القاري * أكثر من 48,3 مليار دولار قيمة اتفاقيات المعرض * مشاركة 20 قائدا ورئيس حكومة بينهم 14 رئيس دولة * أكثر من ثلاثة...
* الشروع في مرافقة و تمويل 30 مؤسسة مشاركة في هذه التظاهرةأعلن وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح، أمس...
تشهد المعارض التجارية للمستلزمات المدرسية التي تم استحداثها على مستوى مجمل الولايات إنزالا من قبل ممثلين عن وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق...
تمكنت مفارز للجيش الوطني الشعبي، في عمليات متفرقة عبر التراب الوطني خلال الأسبوع الماضي، من القضاء على إرهابيين اثنين، فيما سلم آخر نفسه للسلطات العسكرية،...
عرضت الجزائر، مجددا، تجربتها في مكافحة الإرهاب على المجتمع الدولي إثر العملية الإرهابية التي استهدفت قلب العاصمة الفرنسية عشية الانتخابات الرئاسية.
و تدعو الجزائر إلى مكافحة الظاهرة في إطار شرعي، أي تحت راية الأمم المتحدة بعد أن يجري توافق دولي على كيفية مواجهة هذا العدو الكامن الذي لا يستثني أحدا في نهاية المطاف.
و تتوفر بلادنا على رصيد إيجابي في مكافحة الإرهاب بعد اكتساب الجيش وقوات الأمن لتجربة مكنت في السنوات الأخيرة من شلّ كلّ المحاولات التي يقوم بها متسلّلون من الخارج أو «مجنّدون» في الداخل، وشاءت الصدفة ألا تفصل بين اعتداء باريس ومحاولة اعتداء فاشلة في قسنطينة سوى 24 ساعة، حيث نجحت قوات الشرطة في تحييد إرهابيين كانا يمتطيان دراجة نارية ويبحثان عن عملية مثيرة تعلن وجود التنظيم المشلول خلال الحملة الانتخابية وليست المرة الأولى التي تنجح فيها الشرطة الجزائرية في إحباط عمليات قبل حدوثها. واللافت أن مختلف أجهزة الأمن الجزائرية بداية بالجيش ووصولا إلى الشرطة تعمل في صمت ودون ضجيج، وتكتفي ببيانات للرأي العام، بعد كل عملية، بل أن عملها أصبح غير مرئي، رغم أن قوات الجيش لم تتوقف عن تمشيط الجبال والصحاري، وتحولت النجاعة إلى عنوان عمل، عكس بلدان أخرى، لا سيما في الغرب، حولت مكافحة الإرهاب إلى استعراض في الشوارع وفي وسائل الإعلام التي يمزج المتدخلون فيها بين الإرهاب والإسلام، بل ويحوّلون كل اعتداء إلى تهمة تلصق بالجاليات.
لذلك لا تتردّد الدبلوماسية الجزائرية وهي تعرض التجربة الوطنية في مكافحة الإرهاب، في التشديد على أن تحييد الإرهابيين بالسلاح هو الخطوة الأخيرة في عملية تلاحق الظاهرة إلى منبعها، لأنها تتغذى على الحيف الاجتماعي وبعض المظالم السياسية التي تتحوّل إلى بيئة ملائمة لتخصيب التطرف، وتقدم تجربة المصالحة المرفوقة بعمل اجتماعي يستأصل جيوب الفقر ويتبنى تنمية المناطق المحرومة كطريقة لقتل التطرف في “بيضه”، تضاف إلى ذلك دمقرطة الأنظمة بالنسبة لدول الجنوب التي لم تجرب هذا النموذج في تسيير أمورها.
وحتى وإن باتت المقاربة الجزائرية محلّ إشادة دولية، إلا أن الكثير من نقاط الظل لا تزال تشوب التعاطي الدولي مع الظاهرة، ففرنسا بالذات صمّت أدانها في عهد ساركوزي عن نداءات العقل القادمة من الجزائر عشية غزو ليبيا، حيث حذرت الجزائر من أساليب التدخل العسكري في البلدان العربية وتقويض الأنظمة بالعنف وما ينجر عنها، ولسنا هنا في حاجة إلى التذكير بسلوك هذا الرئيس ولا بتصريحاته خلال التدخل وبعده في الحملة الانتخابية المبكرة التي خرج منها.
وقد بات واضحا للخبراء وغير الخبراء أن “استخدام” الإرهاب لأغراض جيوستراتيجية مغامرة غير محمودة العواقب، لأنها تمنح تنظيمات إجرامية مساحة للتحرك وتقويها إلى الحد الذي يصعب التحكم فيها، وقد برهنت التجارب على رجاحة هذا الطرح من حرب أفغانستان إلى البراكين المفتوحة في عدة بلدان عربية وإسلامية، إلى العمليات التي تستهدف مدنا غربية في مواقيت تثير الحيرة لأنها تنتهي عادة بدفع الرأي العام في هذه البلدان نحو تطرف وانغلاق هوياتي، لا يخدم الإنسانية ولا السلم والسكينة في العالم.
وإذا كانت الجزائر اليوم تعرض رصيدها على المجتمع الدولي، فإنها لا تفعل ذلك من فراغ، ولكن عن تجربة أثبتت الوقائع والأيام نجاعتها.
النصر