وقعت الجزائر، أمس الاثنين، على خمسة عقود جديدة في مجال المحروقات، حيث تم بموجبها منح خمس رقع لاستكشاف واستغلال المحروقات بالشراكة مع عدد من الشركات...
بقلم الدكتور محمد مزيان وزير الاتصالشكلت اللغة العربية في المبتدأ والخبر رافعة حضارية للأمة، وجسرًا للتلاقي والتفاهم والتفاعل وعنوانا للهوية...
أعلنت الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره «عدل»، أمس الاثنين في بيان لها، أن الرد على طلبات المكتتبين في البرنامج السكني الجديد بصيغة البيع...
• نحو إنشاء مجلس وطني للخبراء الجزائريين في مجال الإسمنت الأخضرأكدت وزيرة البيئة وجودة الحياة نجيبة جيلالي، أمس، أن الجزائر تخطو بثبات نحو نموذج...
اختار طلبة بجامعة باتنة منذ أيام السكاكين والهراوات لتسوية خلافات حول من يحق له دخول إقامة جامعية، وأشرف على تجسيد المشهد تنظيمان طلابيان يتنافسان على استقطاب القاعدة الأكبر، فراح منضوون تحت لوائهما يناضلون بلغة العنف لاستعراض القدرة على قلب الموازين.
ما شهدته جامعة باتنة وقبل ذلك معاهد وكليات و إقامات جامعية في عدة ولايات مؤشر على مدى تجذر العنف في مجتمعنا وتحوّله إلى أداة تعوّض الحوار، فحتى داخل الحرم الجامعي أين يفترض أن يتشكل الوعي ويتجسد في شكل تصرفات تحتكم إلى العقل والقانون، أصبحنا نخشى السلوكات العدوانية، لأن الجامعة للأسف تكاد تنافس الشارع من حيث العشوائية وطغيان منطق القوة.
يكفي أن يختلف طالبان حول طابور مطعم أو ملعب، حتى يتحوّل الأمر إلى معركة ينخرط فيها كثيرون من الأصدقاء وأبناء الجهة في مشاهد تتكرر في كل مرة وبنفس التفاصيل تقريبا، وإن تعددت الأسباب، حتى انتخابات لجان الأحياء عادة ما تسوى الخلافات بشأنها بالحجارة والعصي.
حوادث كالتي كانت جامعة باتنة مسرحا لها لا يمكن أن تمر هكذا على أنها حالات عرضية أو جزء من حراك طلابي، بل يجب التوقف عندها بالدراسة وباتخاذ إجراءات صارمة تؤسس لثقافة الانضباط وسلطة القانون، وتمنع استسهال الاعتداء، لأن من يستل سلاحا أبيض في وجه زميله أو عون أمن و لا يعاقب سيتمادى في استخدام الوسيلة وربما يبحث عن أساليب أكثـر عنفا تجعله يشعر بسطوة أكبر.
التنظيمات الطلابية على كثـرتها في الجامعة نادرا ما تلعب دورها في التوعية، بل نجدها تنساق وراء الشكاوى دون تمحيص وغالبا ما تدرج ضمن مطالبها رفع العقوبات التأديبية بغض النظر عن خطورة ما ارتكبه الطالب، وفي المقابل نجد بعض التنظيمات تتحوّل إلى محرّك لآلة العنف، بتبني أو تأطير أساليب احتجاجية لا تليق بحرمة الجامعة ولا بمكانة الأوساط الطلابية.
اليوم ممثل الطلبة يغلق الجامعة ويمنع الأستاذ من دخول القاعة ويحتجز المسؤول، وفي حالات أخرى يخرّب الحافلة والمطعم ويستخدم الكرسي للتعبير عن غضبه، ومن طرائف من نشهده مؤخرا أن هناك من يضرب عن الطعام لرفع النقطة وإلغاء الرسوب، وكلما كانت هناك استجابة، كلما زادت المطالب غرابة.
ومثلما على التنظيمات أن تلعب دورها في التأسيس لثقافة الحوار ومنطقية المطالب، على الإدارات والأساتذة أن يشاركوا في إنقاذ الجامعة، بعيدا عن سلوكات المحاباة وازدواجية التعامل، لأن القانون إن طبق على الجميع لا يمكن أن يكون محل شك أو تظلّم، لكن ما دام هناك أساتذة يتساهلون في النقاط ويتخذون معايير غير بيداغوجية لمنح تأشيرة النجاح سنظل نشهد حوادث تؤثر على قيمة الجامعة وتفقد الطالب قدرته على التحكم في ردود أفعاله.
الجامعة هي المجال الأنسب لإحداث التغيير السلس والفعال لا لإحداث الفوضى والعراك لأبسط محرك، خلف أسوارها يتعلم الشاب كيف يستمع للغير وكيف يعبر عن نفسه، وبالاحتكاك مع الأوساط العلمية وزملاء من ثقافات مختلفة يعرف أن الاختلاف إضافة، وأن ما يتلقاه من علوم ليس مجرد مواد تسقط على ورقة الامتحان إنما هي تراكمات تمنحه القدرة على أن يكون فعالا بدل أن يكون أداة لأفعال تخريبية.
النصر