وقعت الجزائر، أمس الاثنين، على خمسة عقود جديدة في مجال المحروقات، حيث تم بموجبها منح خمس رقع لاستكشاف واستغلال المحروقات بالشراكة مع عدد من الشركات...
بقلم الدكتور محمد مزيان وزير الاتصالشكلت اللغة العربية في المبتدأ والخبر رافعة حضارية للأمة، وجسرًا للتلاقي والتفاهم والتفاعل وعنوانا للهوية...
أعلنت الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره «عدل»، أمس الاثنين في بيان لها، أن الرد على طلبات المكتتبين في البرنامج السكني الجديد بصيغة البيع...
• نحو إنشاء مجلس وطني للخبراء الجزائريين في مجال الإسمنت الأخضرأكدت وزيرة البيئة وجودة الحياة نجيبة جيلالي، أمس، أن الجزائر تخطو بثبات نحو نموذج...
تحيي أرياف ولاية قسنطينة هذه الأيام، عادة «النشرة»، أو «النفقة»، بعد أن تخلت بعضها عن إحيائها لسنوات، في حين حافظت أخرى عليها، لأنها عبارة عن موروث ثقافي و تقليد أصيل، يعكس تجذر التكافل و التضامن و الترابط بين أفراد المجتمع، و يرتبط بحلول فصل الربيع، حيث يجمع السكان مبالغ مالية لشراء عجول و ذبحها و توزيع لحومها بينهم ، دون تمييز بين من يساهم في العملية و من لا تسمح له إمكانياته المادية المحدودة بذلك.
أرياف قسنطينة هذه الأيام تعيش على وقع عادات الأجداد عبر كل بلدياتها، انطلاقا من عين السمارة، مرورا بأولاد رحمون، وعين عبيد إلى ابن باديس و الخروب، فبعد جمع مبالغ مالية من المساهمين في «النفقة» أو «النشرة»، حسب التسمية المتداولة في كل منطقة، يتم التوجه إلى سوق الخروب الأسبوعي، لشراء العجول و نحرها و تقسيم لحومها على المساهمين في موسم النشرة، وكذا غير القادرين على الاشتراك فيها، من سكان القرية.
بهذا الخصوص أوضح أحد القائمين على إحياء النشرة في دوار عامر الصراوية بعين عبيد، أن السبب الحقيقي لتنظيمها لم يعد موجودا، و يتمثل في الفقر المدقع وعدم القدرة على اقتناء اللحوم، لكنه يحرص هو و جيرانه على إحيائها، باعتبارها عادة الأجداد، و فرصة للالتقاء بالأهل، الذين رحلوا واستقروا في بلديات أخرى بالولاية، فعين عبيد شهدت مؤخرا تنظيم «نشرتها»، و نظمت ثانية بدوار سكرانية، و من المنتظر إحياء نشرة بئر بوزيان.
و الملاحظ أن معظمها تنظم على حواف منابع الماء من آبار و عيون، كنوع من التمسك بشريان الحياة الماء و سجلت العودة إليها، لارتباطها الوثيق بالفلاحة، و بالأخص في المواسم التي يقل فيها المطر، فتقام هذه المناسبة لاستجداء المطر بالصدقة و التوسيع على الأسر بوجبة دسمة.
كما علمنا أن سكان منطقة عين النحاس، عادوا لإحياء عادة النفقة، و أخبرنا موسى. ب، أن سكان دوار البشاكرة ، نحروا عجلا و وزعوا لحمه على السكان والجيران، دون اللجوء إلى المساهمة المالية، و نفس الأجواء عاشتها بعض أرياف بلدية عين السمارة.
و تنص العادة أن يتم نحر العجول مساء الجمعة، بعد العودة من السوق مباشرة، بغرض تجفيف اللحم وتخليصه من الدماء، و غسل الأحشاء ، لتقسم في صباح اليوم الموالي إلى غاية منتصف النهار، في أجواء من الألفة و تبادل أطراف الحديث و رواية بعض الأحداث و الحوادث الطريفة التي وقعت أثناء ذبح و سلخ «النشرة» خلال المواسم الماضية.
عمي السعيد شعبي، الذي انسحب من تلك الأجواء، بعد أن تقدمت به السن، و سكن المدينة، لا يزال يتذكر بأن بعض العائلات كانت تكلف نساءها بتحضير «فتل» كسكسى جديد، خصيصا لهذه المناسبة، و أخرى تكلف نساءها بتحضير تريدة الطاجين « الشواط «.
في اليوم الموعود و في أجواء تضامنية بهيجة، كانت السيدات يحضرن تلك الأطباق التقليدية و يسكبنها في القصع، و يقمن بتزيينها بمختلف الخضر و حبات الحمص و قطع اللحم ، و كانت هذه الولائم صعبة المنال على أغلبية الشعب، قبل عقود طويلة، حسب المتحدث، بسبب الفقر و الظروف الاجتماعية و الاقتصادية الصعبة، لكن اليوم، أصبح اللحم متوفرا طوال السنة، و خاصة لحم الدجاج.
و أكد عمي السعيد، أن الجميع آنذاك كانوا يترقبون موسم النفقة بفارغ الصبر، لكسر الفراغ القاتل الذين كان سائدا آنذاك بين فصلي الشتاء و الربيع، و الاستمتاع بأجواء البهجة و لم الشمل بالمنطقة، في غياب وسائل الترفيه، ماعدا انتظار موسم الكرة الذي يتزامن مع نفس المناسبة، و بعد ذلك ينتظر سكان الريف موسم جمع المحاصيل الذي يبدأ بجمع الكلأ للمواشي.
ص. رضوان