يتنقل إلى منازل المرضى و يفحص بعضهم مجانا: طبيب الفقراء بالحروش يخفض ثمن المعاينة إلى 500 دج

صنع الطبيب العام عبد العزيز خديش، الذي تقع عيادته بمدينة الحروش بولاية سكيكدة ، الاستثناء ،بعد أن حدد قيمة الفحص الطبي في حدود 500 دج،  و في حالات عديدة مرضاه مجانا، خاصة إذا كانوا معوزين، كما يتنقل إلى المنازل لمعاينة بعض المرضى،  فيوفر عنهم عناء و مشقة التوجه إلى عيادته الخاصة، وذلك في الوقت الذي يشهد الفحص الطبي في مختلف التخصصات، ارتفاعا ملحوظا يتجاوز أحيانا 2000 دج. النصر التقت صدفة في حي 460 مسكن بالحروش، ببعض المرضى الذين كانوا يبحثون عن عيادة الدكتور عبد العزيز خديش، و عندما أرشدناهم إليها،  قالوا لنا إنهم اختاروا هذا الطبيب، لأنه يفحص المريض مقابل 500 دج، كما أثنوا على خبرته و كفاءته، مشيرين إلى أنه قبل أن يفتح عيادته الخاصة، كان يمارس مهنة الطب في القطاع العام، و بالتحديد بمستشفى الحروش.

يقصده مرضى من خارج مدينة الحروش
 رافقنا هؤلاء المرضى إلى غاية العيادة، وهناك وجدنا الكثير من المرضى، بعضهم يقطنون بمدينة الحروش، و البعض الآخر أخبرونا بأنهم قدموا من مناطق مجاورة ، بعد أن سمعوا أن سعر الفحص عند هذا الطبيب، لا يتجاوز 500 دج ، خاصة وأن حالتهم المادية لا تسمح لهم بدفع أكثر من هذا المبلغ، في ظل غلاء المعيشة، كما يمكنهم هذا العرض المغري من توفير تكلفة شراء الدواء، مثمنين في تصريحاتهم مبادرة الدكتور خديش و تمنوا أن يقتدي بها بقية الأطباء، على اختلاف تخصصاتهم الطبية.
انتظرنا انتهاء الطبيب من دوامه و قصدناه ، فاستقبلنا بحفاوة كبيرة و عندما سألناه عن مبادرته، رد  بأنه تأثر بوضعيته بعد أن أحيل على التقاعد من القطاع العام، فقد عانى من الفراغ و الروتين و الملل، على حد قوله، فقرر فتح عيادة طبية خاصة، مؤكدا أن ذلك ليس من أجل الربح، لأن وضعه المادي و الاجتماعي حسن،  بل أراد البقاء على صلة بمهنة الطب التي مارسها لسنوات طويلة، و المحافظة على العمل و النشاط اليومي، وأيضا لمساعدة المرضى ،خاصة الفئات المعوزة في ظل غلاء المعيشة.
فتح عيادته الخاصة بعد مسار مهني عمره 34 عاما في القطاع العام
و أشار المتحدث إلى أنه بدأ العمل كطبيب في 1986 ، عند افتتاح مستشفى الحروش،  وظل يعمل به إلى غاية 1997 ، ثم انتقل إلى مصلحة طب العمل، حيث عمل  إلى غاية 2020 ، ثم استفاد من التقاعد بعد مسار مهني دام 34 سنة، قبل أن تراوده فكرة فتح عيادة والعودة إلى مهنة الطب من جديد لكن من بوابة القطاع الخاص.وأضاف الطبيب أنه في بداية نشاطه، كان الإقبال محتشما على عيادته، بحكم أن الكثيرين لا يعلمون بعودته إلى النشاط، فمعظم مرضاه و المحيطين به، كانوا يعتقدون أنه توقف تماما عن ممارسة الطب، بعد تقاعده.
و في مطلع العام الجاري، كما قال المتحدث،بدأ المرضى يتوافدون على عيادته، ليس فقط من الحروش، وإنما من مختلف المناطق المجاورة ، مضيفا أن نشاطه لا يقتصر على العيادة ، بل ينتقل إلى منازل المرضى و يفحصهم هناك، ليجنبهم مشقة و عناء التنقل إلى العيادة، و يراعي ظروف بعض المرضى، و يتنازل حتى عن قيمة 500 دج و يفحصهم مجانا، مشيرا إلى أن عديد الحالات رغم معاناتها من آلام المرض، ترفض التوجه إلى الطبيب للفحص و العلاج، بسبب وضعيتها المادية و الاجتماعية و توفر المصاريف، للحصول على لقمة العيش.
كمال واسطة