وقعت أمس كل من وزارة السكن والعمران والمدينة، و الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره، و البنك الوطني للإسكان، اتفاقية ثلاثية تحدد شروط وكيفيات تمويل إنجاز...
قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع النطاق والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية...
يشرع ابتداء من اليوم طلبة الأقسام النهائية في اجتياز الامتحانات التجريبية في ظروف شبيهة بامتحان شهادة البكالوريا، من خلال تركيبة المواضيع والحراسة...
* صفقات بقيمة 44 مليار دولار ستوقع بالجزائر في سبتمبر المقبل أكد وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، أن الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو...
يسجل رجال دين من غير المسلمين بداية انفتاح المجتمع الجزائري وتجاوزه لمرحلة الريبة والخوف من الآخر، التي كانت نتيجة لسنوات الإرهاب والانغلاق التي عزلت الجزائريين عن العالم، ونتيجة الخطابات المتطرفة التي تربت تحت تأثيرها أجيال جديدة. فضلا عن الحيف الحاصل في العلاقات الدولية جراء الحروب التي استهدفت دولا عربية وإسلامية وحملت في بعض الأحيان عناوين دينية أحيت الصراعات الدينية القديمة في المخيال الشعبي.
و إذا عدنا بالمشكلة إلى جذورها فإن الإدارة الاستعمارية تتحمل مسؤولية زرع الأحقاد الدينية بسنها لقوانين عنصرية تفرق بين المسلمين واليهود والمسيحيين.
حتى و إن انحاز مسيحيون ويهود إلى الثورة ونالوا التقدير الذي ناله غيرهم من الجزائريين، تماما كما فضل مسيحيون البقاء في الجزائر في سنوات الجنون التي أعلن فيها متطرفون الحرب على الكيان الجزائري باسم الإسلام.
المعطيات السابقة طمست أوجه الجزائر المتعددة التي تعايشت على أرضها الديانات والثقافات، وجعلت الأجيال الجديدة من الجزائريين تحت رحمة خطابات غير متسامحة قادمة عبر الفضائيات و وسائط الاتصال وإذا أضيف إلى ذلك الصدام الحاصل بين الحضارات نتيجة أنانية صناع القرار من رجال السياسة هناك بالجوار، في أوروبا تحديدا، حيث بات يجري فرز ديني مخيف للمواطنين فإن رجع الصدى هنا قد لا يخدم الرغبة في الانفتاح الذي تحتاج إليه الجزائر الطامحة إلى لعب دورها كدولة كبيرة في حوض المتوسط وفي إفريقيا، بكل ما تتوفر عليه من إمكانيات قادرة على استقطاب مختلف الأجناس، ليس للسياحة فحسب، بل للعمل والإقامة.
وبالطبع فإن الجزائريين المسلمين في أغلبيتهم الساحقة في حاجة إلى اكتساب ثقافة الاختلاف، وتقع هذه المهمة على عاتق النخب السياسية وكذلك على عاتق وسائل الإعلام التي يلعب البعض منها دورا سلبيا يصل في بعض الأحيان إلى حد الإشادة بالتطرف والتحريض على الكراهية.
إذ لا يعقل أن يحمّل جزائري مسلم مسيحيا جزائريا أو مسيحيا عابرا أو مقيما مسؤولية توجهات وسياسات حكومات غربية، أو يمنعه من ممارسة شعائره الدينية في الوقت الذي يتمسّك هو فيه بهويته ودينه ويصرّ على أداء الصلاة في مطارات أوروبا
أو شوارعها.
و يبقى تقنين الممارسات الدينية من مهام الدولة التي يقرّ دستورها حرية المعتقد و تنتفي بذلك الحاجة إلى اجتهادات المجتهدين.
النصر