بدأت الجزائر تجني ثمار الإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية في مجال الاستثمار، والتي ترتكز على دعم المبادرة ورفع العراقيل البيروقراطية والإدارية...
قال مستشار الرئيس الأمريكي لإفريقيا والشؤون العربية والشرق الأوسط، مسعد بولس، إن زيارته إلى الجزائر ليست إلا بداية للعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر...
قامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتدعيم المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي ببنية تحتية جد متقدمة تسمح بتسريع وتيرة الابتكار في المجالات...
أشرف كل من وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، صورية مولوجي، و وزير الصناعة، سيفي غريب، أمس، على مراسم تجسيد اتفاقية التعاون بين القطاعين،...
من الصدف الجميلة أن يحيي الشعب الجزائري ثلاثة أعياد كاملة دفعة واحدة و أن تختلط مشاعره الدينية و الوطنية في محطات ذات دلالة رمزية يتوقف عندها الجزائريون دون استثناء، ليحاسبوا أنفسهم ماذا أعطوا لبلادهم مقابل ما أخذوا منها؟.
الجزائريون يحتفلون بالذكرى المزدوجة لعيد الإستقلال الوطني و عيد الشباب يوم غد الثلاثاء و يحيون عيد الفطر المبارك في اليوم نفسه أو اليوم الذي يليه، في ظروف وطنية و إقليمية أصبح فيها الحفاظ على الإستقلال الوطني و مظاهره من التحديات اليومية التي تواجه الوطنيين الذين يرون يوميا حدود جيراننا تخترق و سيادتهم تنتهك من قبل الغزاة الجدد.
الإحتفال بالذكرى الرابعة و الخمسين للإستقلال الوطني هذا العام، هي مناسبة عزيزة على الجزائريين يستذكرون فيها أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل سيادة الجزائر و استقلالها عن فرنسا، و الأكثر من ذلك استحضار تلك المبادئ السامية والقيم المقدسة اليوم و زرعها في الجسم الوطني و خاصة لدى الأجيال الصاعدة التي يواجهها هاجس الحفاظ على جزائر مستقلة و ذات سيادة أمام نوايا مكشوفة للنيل من وحدة الشعب و البلاد.
و هذه ليست ديماغوجية أو لغة الخشب التي تتلى عادة في مناسبات وطنية سابقة، أو مادة موّجهة للإستهلاك المحلي، فالأمور الآن لم تعد خافية على أي جزائري بأن بلدنا الحر يواجه منذ سنوات عديدة مخاطر جمّة لإلحاقه و ضمّه إلى خارطة الدول المرشحة للتقسيم الجغرافي و خلق كيانات هجينة على أساس عرقي و طائفي.
فالجزائر لازالت تواجه إلى اليوم فلول الإرهاب الذي يتلقى ضربات موجعة في الشمال، و بالموازاة مع ذلك دخلت في حرب إستباقية طويلة الأمد ضد أعتى الجماعات المسلحة التي تريد التسلل من الحدود الجنوبية و الجنوبية الشرقية مع دول الجوار، بعدما عملت على توريد السلاح العسكري و الذخائر طيلة السنوات الماضية، غير أن يقظة المرابطين من أفراد الجيش الوطني الشعبي على الحدود، أحبطت هذا المخطط الجهنمي لإشعال الجنوب الجزائري و أفشلت محاولة ضرب الصناعة الغازية التي تشكل القلب النابض للإقتصاد الوطني.
إن المخاطر التي تهدد استقلالنا الوطني لا تعد و لا تحصى، و يبدو أنها لن تتوقف و أن أعداء الجزائر لن يضعوا السلاح ضد هذا البلد المحوري الذي شذّ عن وصفة الفوضى الخلاقة و أبى “الثورة”، فاستعصى على كل المحاولات الدنيئة لتركيعه و جعله لقمة سائغة مثل العراق وسوريا و اليمن و ليبيا.
فزيادة على مخطط تعويم الجزائر بالسلاح الحربي، تواجه بلادنا المعروفة باعتدالها الديني و سماحة أهلها، هجمة متطرفة من تيارات غريبة قادمة من الشرق تريد أن تفسد علينا إسلامنا و تحدث الفتنة بين ظهرانينا. وتكتمل الحرب المفتوحة التي يعلنها الأشقاء علينا بالقناطير المقنطرة من المخدرات التي يرسلها المخزن لتدمير شباب الجزائر بعدما قضى على أحلام شباب المغرب.
و يتعاظم الخطر الخارجي من المستعمرين الجدد، لمّا نجد فئة ضالة من الجزائريين فقدت ثقتها في نفسها و في شعبها، و تريد أن تضع نفسها في خدمة الخارج الذي يقلقه استقلال الجزائر و مواقفها الدولية و حضورها القوي في المحافل الدولية.
غير أن يقظة الجزائريين على جميع الأصعدة، فوتت الفرصة على كل المناورات التي أرادت المساس باستقلال البلاد و وحدة الشعب، وكانت بالمرصاد لمحاولات تنظيم ثورات كاذبة بمناطق القبائل و غرداية و الجنوب و ما يسمّى بثورة السكر و الزيت على مدار السنوات الأخيرة.
إن الأجيال الصاعدة التي تنعم بالإستقلال اليوم و تعتبره مكسبا يجب صيانته ، مطالبة بالدفاع عن السيادة الوطنية و ربح معركة البناء، ذلك أن الإستقلال السياسي لم يعد كافيا في عالم اليوم الذي كسّر الحدود، فلم يعد يكفي أن يكون لديك إقليم و علم و شعب ..و الأهم هو كيفية المحافظة على ذلك أمام الإستعمار الجديد.
النصر