وقعت أمس كل من وزارة السكن والعمران والمدينة، و الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره، و البنك الوطني للإسكان، اتفاقية ثلاثية تحدد شروط وكيفيات تمويل إنجاز...
قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع النطاق والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية...
يشرع ابتداء من اليوم طلبة الأقسام النهائية في اجتياز الامتحانات التجريبية في ظروف شبيهة بامتحان شهادة البكالوريا، من خلال تركيبة المواضيع والحراسة...
* صفقات بقيمة 44 مليار دولار ستوقع بالجزائر في سبتمبر المقبل أكد وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، أن الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو...
يتعزز التعاون والتنسيق الأمني بين الجزائر وتونس بشكل واضح من يوم لآخر، بالنظر للخطر الارهابي الذي يهدد البلدين القادم من الجارة الأخرى أو من جهات غيرها.
وقد وصل البلدان اليوم بعد تجربة سنوات إلى قناعة حقيقية مفادها أن التهديدات الارهابية بالنسبة لهما أصبحت قائمة بالفعل، و أن الأمر يتطلب مواجهتها بحزم و بالملموس في الميدان، وبنوع من الجدية، وعدم الاكتفاء بالخطب والوعود أمام الكاميرات فقط.
و قد قال أكثر من مسؤول جزائري وتونسي في أكثر من مناسبة أن أمن الجزائر من أمن تونس والعكس صحيح، وخطا البلدان خطوات مهمة في مجال التنسيق الأمني، وتبادل المعلومات بين أجهزة الأمن في البلدين وبين جيشيهما في الميدان وعلى الحدود.
وقبل يومين فقط ، وقع الطرفان اتفاقية خاصة بتعزيز التعاون في المجال الأمني، بمناسبة زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى تونس، و إن كان لم يكشف عن فحواها فإنها تصب في خانة محاربة الخطر الإرهابي الذي يهدد البلدين، وبخاصة منه القادم من ليبيا، بالنظر للظروف التي يمر بها هذا البلد الجار.
ويقتضي التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب أن يقوم كل طرف بصد التهديد الارهابي القادم من جهته، وتنبيه الطرف الشريك بالخطر الذي يتهدده، و طلب المساعدة وتبادل المعلومات وتبادل الوسائل اللوجيستية لتوجيه ضربة قاصمة للجماعات الارهابية التي تريد العبث بأمن واستقرار بلدان المنطقة.
وحتى بعيدا عن بنود الاتفاق الموقع بين الجزائر و تونس، فإن الجيرة والعلاقات الأخوية التاريخية بين الشعبين والبلدين تقتضي أن ينبه كل طرف جاره بما قد يتهدد أمنه وسلامة ترابه ومواطنيه، و أن يكون سدا منيعا لصد أي خطر إرهابي من جانبه دون تسريب أو تهاون أو لا مبالاة.
تونس ومنذ اندلاع الاضطرابات في المنطقة تبدي نية حقيقية في العمل على هذا الاتجاه، على الرغم من الإمكانات المحدودة والتجربة المنعدمة، التي تتوفر عليها لمواجهة أخطبوط الارهاب العالمي متعدد الرؤوس والأشكال، وهي تعبر عن كل ذلك بصراحة في كل فرصة للحديث عن هذا الموضوع.
لكن بالمقابل هناك جيران آخرون لا يعملون بنفس المنطق إطلاقا، بل لديهم نظرية مغايرة وعكسية تماما، نظرية تقوم على زرع اللاستقرار في المنطقة وتسريب التوتر و المخدرات، و دعم الجماعات المتطرفة، بهدف إلحاق الأذى ببعض الجيران والتأثير على مقدراتهم وضرب استقرارهم وأمنهم، على الرغم من الخطاب السياسي المخادع الذي يبدونه في كل مرة.
وانطلاقا من معادلة أن شعوب المنطقة تتقاسم التاريخ والدين واللغة والعرق فإن مصيرها مشترك لا محالة، وأمنها واحد دون شك، وبدلا من تضييع الوقت والجهد في المؤامرت والكواليس والمناورات، الأفضل للجميع الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في مجال مكافحة الارهاب.
نعم تبدو التجربة الأوروبية في مجال مكافحة الإرهاب جديرة بالتأمل، فالإرهابي الذي يضرب في باريس لا يستطيع أن يشرب الشاي كما يحلو له في بروكسيل أو برلين، بل هناك عمل حقيقي وجاد يلاحقه أينما كان في القارة.
ويمكننا هنا في المغرب العربي العمل بنفس المنطق ونفس الجدية لمحاربة هذه الآفة التي لا ولن تستثني أحدا في المستقبل، وهو الرهان الذي على الدول المغاربية رفعه في المرحلة القادمة التي لا ندري كيف ستكون عناوينها الرئيسية في عالم يتسارع ولا يرحم أحدا.
النصر