وقعت الجزائر، أمس الاثنين، على خمسة عقود جديدة في مجال المحروقات، حيث تم بموجبها منح خمس رقع لاستكشاف واستغلال المحروقات بالشراكة مع عدد من الشركات...
بقلم الدكتور محمد مزيان وزير الاتصالشكلت اللغة العربية في المبتدأ والخبر رافعة حضارية للأمة، وجسرًا للتلاقي والتفاهم والتفاعل وعنوانا للهوية...
أعلنت الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره «عدل»، أمس الاثنين في بيان لها، أن الرد على طلبات المكتتبين في البرنامج السكني الجديد بصيغة البيع...
• نحو إنشاء مجلس وطني للخبراء الجزائريين في مجال الإسمنت الأخضرأكدت وزيرة البيئة وجودة الحياة نجيبة جيلالي، أمس، أن الجزائر تخطو بثبات نحو نموذج...
منحت نوبل تقديرها السنوي للحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية "لعملها من أجل لفت الانتباه إلى التبعات الكارثية " لاستخدام هذه الأسلحة. و استشهدت الأكاديمية المرموقة في حيثيات منح الجائزة بالخطر النووي لكوريا الشمالية، دون سواها. صحيح أنه من غير اللائق التشكيك في نوايا قضاة الجائزة، خصوصا حين ينتصرون لجهد محمود كالجهد الذي قامت به الحملة و توّج في جويلية الماضي بإبرام معاهدة لحظر الأسلحة النووية وقعت عليها 122 دولة في غياب تسعة نوويين كبار في سلوك يعكس استهانة الأقوياء بكل المبادرات مهما كان نبلها، لكن الإشارة إلى كوريا وحدها واستثناء المتخلفين عن المعاهدة من لوم خفيف، يؤكد أن الجائزة لن تشذ عن قواعد الامتثال التي يفرضها الأقوياء على العالم بسيطرتهم على المؤسسات الدولية المسخرة لحراسة نفوذهم وعلى وسائل الإعلام التي تشيطن خصومهم، فالخطر النووي، مثلا، لا يأتي من كوريا الشمالية فقط، والتلويح بالدمار لا يصدر عن كيم جونغ أون وحده، وكم لكيم من نظراء تتجنّب آلة الميديا التطرّق إلى “جنونهم”.
وقصص استهانة الأقوياء بالمعاهدات بل وحتى بالقوانين الدولية طويلة لعلّ آخرها تنصّل القوة الكبرى من اتفاق باريس حول المناخ، لأنه يضرّ بالمصالح الاقتصادية الأمريكية، وفق ترامب، وحين ترفض قوة عظمى الكف عن تلويث الكرة الأرضية فإنها لن تجد من يلومها على ذلك.
ولن نكون في حاجة إلى الإشارة إلى أن السلاح النووي تحوّل إلى عصا سحرية، تمنح النفوذ السياسي والاقتصادي لمالكه وتجعله يتفاوض من موقع قوة على كعكعة العالم التي يتقاسمها الشّرهون قسمة ضيزى.
لذلك يسارعون إلى منع “الصّغار” من امتلاكه حتى لا يكثـر الجالسون إلى المائدة، و وصل الأمر إلى حد تدمير دول لمجرد شكوك كما هو حال العراق، الذي استند الغزاة إلى طموحه الكاذب في الدخول إلى الدائرة المحرّمة لتحويله إلى ما هو عليه.
و تلعب عوامل جيوستراتيجية وحتى دينية في الملف حيث يرفض القيّمون على “كازينو” الأمم امتلاك المسلمين للقنبلة وحين فاجأتهم باكستان عملوا كلّ ما في وسعهم من أجل “رعاية” الرجل الذي يخفي “القنبلة الخضراء» تحت سريره في إسلام أباد، فيما تجري حروب طاحنة على أكثـر من صعيد لتطويق المارد الفارسي الذي رفض البقاء في دائرة المحظور عليهم.
و الخلاصة أن السلاح النووي بات يستخدم استخداما غير أخلاقي في العلاقات الدولية، فهو أداة الهيمنة وصك الإفلات من العقاب، وهو حجة للتدخل العسكري و فرض اللوائح، إنه بالمختصر الدليل الذي يثبت بأن البشرية بالرغم من التطوّر العلمي الذي حقّقته والذي بلغ حدّ محاكاة الخيال، ما زالت تحتكم إلى معطى “القوة” البدائي في تدبير شؤونها وفي إدارة العلاقات بين مكوناتها، ما يعني أنها لم تتطوّر أخلاقيا و أن الحضارات المتوالية التي أنجبتها لم تنجح في تدريب الإنسانية على كبت شهوات الأذى.
قد تكون نوبل على حق في منح التقدير للمناضلين ضد السلاح النووي، لكن الحق كان على الدوام يتيما في مآدب القوة.
النصر