وقعت الجزائر، أمس الاثنين، على خمسة عقود جديدة في مجال المحروقات، حيث تم بموجبها منح خمس رقع لاستكشاف واستغلال المحروقات بالشراكة مع عدد من الشركات...
بقلم الدكتور محمد مزيان وزير الاتصالشكلت اللغة العربية في المبتدأ والخبر رافعة حضارية للأمة، وجسرًا للتلاقي والتفاهم والتفاعل وعنوانا للهوية...
أعلنت الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره «عدل»، أمس الاثنين في بيان لها، أن الرد على طلبات المكتتبين في البرنامج السكني الجديد بصيغة البيع...
• نحو إنشاء مجلس وطني للخبراء الجزائريين في مجال الإسمنت الأخضرأكدت وزيرة البيئة وجودة الحياة نجيبة جيلالي، أمس، أن الجزائر تخطو بثبات نحو نموذج...
أكد الدكتور مهدي سويح الأستاذ الباحث في علم الاجتماع بجامعة وهران2، أن فجائية الانتشار السريع لفيروس كورونا وقرارات الحكومة بالتزام تدابير الحجر الصحي المنزلي، أحدثت نقلة مجتمعية فجائية أيضا من الرتابة والحياة العادية إلى وضع استثنائي أرغم الجميع على التأقلم معه، كما أنتجت أيضا ما يعرف بـ «التفاعل بالتقليد» أي أن الأفراد أصبحوا يقلدون غيرهم في الدول التي مسها الفيروس، وتحولت النكت و الاستهزاء بالوضع عبر شبكات التواصل الإجتماعي، لمنشورات توعية و تحسيس ونشر لمعلومات حول «كوفيد 19» والتعبئة الإجتماعية.
وأوضح الأستاذ الباحث مهدي سويح في رده على أسئلة النصر حول الانعكاسات الاجتماعية للحجر الصحي وتداعياتها المستقبلية، أنه لا يمكن حاليا الخوض في أية فكرة لبحث علمي عن ما يحدث في المجتمع مبرزا في هذا الصدد «أنا شخصيا مفعم بالمشاعر التي لا تسمح لي كباحث أن أقترب من فكرة بحث مستقبلي الذي يتطلب ترك مسافة لرؤية الأشياء بوضوح»، مضيفا أن الأزمة الوبائية ستغير حتما نظرة علماء الاجتماع لمجتمعاتهم، مما سينتج عنه مجموعة كبيرة من البحوث والمؤلفات والمقالات العلمية مستقبلا، مستشرفا في ذات الوقت أن التحول الاجتماعي والمجتمعي سيتواصل وربما سيأخذ منحى مختلفا عن ما نعيشه اليوم ليس فقط في الجزائر ولكن عبر العالم.
وقال الدكتور سويح إنه منذ ظهور الوباء ظهرت مجموعة من الممارسات و السلوكات الجديدة التي لم نعهدها عند الجزائريين، منها الوعي الجماعي والذي تمحور حول أن «كوفيد 19» هو تهديد حقيقي وليس «مناورة سياسية» لتحويل الرأي العام عن ما يجري في الواقع، وهذا ما كان العديد من أفراد المجتمع يعتقدونه في البداية ما جعلهم حينها يقاومون كل تدابير الحجر الصحي الذي أقرته السلطات من أجل حماية أنفسهم من الفيروس، وخاصة عدم الخروج للشارع ، ومنهم من كانوا يخرجون للحراك، الذين بدورهم فسروا قرارات السلطة بأنها وسيلة لتوقيف مسار الحراك، ولكن سرعان ما استرجع الجميع الوعي بالوضع الصعب الذي تمر به البلاد على غرار باقي بلدان العالم، حيث ساهمت كما يضيف مضامين منشورات شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل هذا الوعي من خلال التعريف بتدابير الوقاية من فيروس كورونا وكل ما يتعلق بالوضع العام منذ إعلان الجائحة، مشيرا أنه و في البداية شهدت هذه الشبكات الافتراضية انتشار منشورات الاستهزاء و استسهال الأمر، خاصة عندما كان الفيروس محصورا في الصين على أساس أنه بلد بعيد عن الجزائر ولا يمكن أن تنتقل العدوى لبلادنا، ولكن كل شيء تغير مع قرار غلق المدارس والجامعات، وهي خطوة مفصلية ساعدت على رفع منسوب الوعي المجتمعي.
و اعتبر المتحدث أنه لا يمكن التكهن إن كانت هذه السلوكات الموسومة بـ "الوعي المجتمعي الجماعي" ستتواصل أو لا بعد انتهاء الوباء، ولكن من الأجدر وفق ما ذكر، إعطاء شروحات محتواها أن لا أحد في منأى عن الإصابة بكورونا، وأن مجتمعنا لا يعيش في كوكب معزول بل ينتمي لمنظومة دولية مترابطة «القرية الكونية»، ووسط هذه الشمولية، قال الأستاذ سويح إنه لم يسبق عبر العصور تداول والتركيز على كلمة «إنسانية» بالعمق الذي نعيشه اليوم، حيث لم تعد كلمة «الإنسانية» مفهوما مجردا بل حقيقة وممارسة واقعية عكستها مختلف الهبات التضامنية من كل الجهات، ولكن حسب محدثنا دائما فلكل مجتمع ثقافته وواقعه المختلف عن الآخرين، والحجر الصحي العام خلق عند الغرب حالات إحباط و انهيارات عصبية وغيرها من الاضطرابات النفسية، بينما في الجزائر المنظومة المجتمعية وطريقة التعايش وتقاسم الفضاء السكني تختلف عن ما هو عليه في الدول الغربية، إلى جانب العادات والأعراف والتقاليد التي أساسها أخلاقي، يمكنها حماية المجتمع من هذه الاضطرابات في مرحلة الوباء والحجر الصحي، أو على الأقل التقليل من أعراضها.
بن ودان خيرة