• الجزائر تعتبر اللغة العربية قضية سيادية وثقافية بامتيازدعا وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، بالجزائر العاصمة، خلال إشرافه على افتتاح أشغال...
دعا عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني، إلى تأسيس عهد لغوي عربي جديد يعيد للغة العربية اعتبارها في وسائل الإعلام، ويصونها من...
أصدرت المديرية العامة للجمارك منشورا داخليا جديدا يحدد الكيفيات العملية المتعلقة بمراقبة قيمة السيارات المستوردة من طرف الأفراد، وطرق استعمال قواعد...
كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتفاع وفيات المجاعة إلى 101، من بينهم 80 طفلًا، ووثقت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 15 حالة وفاة بسبب المجاعة وسوء...
يتزايد الاعتماد خلال الأيام الصيفية الحارة، على خزانات المياه البلاستيكية، في ظل معاناة سكان أحياء عديدة عبر الوطن من ضعف التزود بالمياه، وأمام انتشار استخدام الخزانات يحذر مختصون من أضرارها و خطرها على الصحة، لأنها قد تكون سببا في تلف المياه ما يعرض المستهلك لأمراض.
أضحت البراميل العملاقة متعددة الألوان جزءا مهما من ديكورات بيوت الجزائريين، نجدها على الأسطح أو في الشرفات بشكل كبير يشوه أحيانا مناظر العمارات و الأحياء، وقد عرفت تجارتها نشاطا في الآونة الأخيرة حسب ما وقفنا عليه خلال جولة بين عدد من نقاط البيع ببومرداس والعاصمة، إذ أكد تجار، بأن اقتناءها تضاعف بشكل لافت في السنتين الأخيرتين مع تزايد أزمة المياه في ظل ظهور أحياء جديدة وتوسع العمران، ويعتبر الصيف موسم الذروة بالنسبة لهذه التجارة، لأن الطلب يكثر جدا نتيجة لتزايد استهلاك الأفراد للماء.
طلب على خزانات الإينوكس
يعرض معظم تجار الخردوات و خزانات المياه سلعهم بشكر لافت على حواف الطرقات و أمام بوابات المحلات، مستخدمين لافتات إشهارية عليها عبارات تجارية مغرية لجذب الزبائن، خاصة من أرهقهم جفاف الحنفيات، إذ يستغل التجار حاجتهم لتشجيعهم على شراء خزان يقولون بأنه صار ضروريا جدا و بمثابة خطة ضمان بديلة في حال طال انقطاع التزود بالمياه، قابلنا زبائن في محلات و نقاط تجارية مختلفة منهم حسين، الذي كان بصدد شراء خزان بسعة 1000 لتر، و الذي أخبرنا، بأنه يسكن منطقة لا تصلها المياه إلا مرة كل 4 أيام، وهو ما دفعه لشراء خزان إضافي إلى جانب الخزان الموجود في بيته ليستخدمه من أجل الغسيل
و التنظيف، وقد صدم كما عبر، بالارتفاع الذي شهدته الأسعار و قدره بالضعف تقريبا، مشيرا إلى أن أسعار الخزانات ذات ثلاث طبقات قفزت من 12000 إلى 20000 دينار في ظرف وجيز منذ بداية الصيف.وقال زبون آخر، قابلناه بسوق الحميز بالعاصمة، إنه قرر شراء خزان لمياه الشرب، واختار واحدا من البلاستيك الصحي عالي الجودة كما أكده له البائع، لكنه في الحقيقة لم يجد داخله كتيب إرشادات و بطاقة وصفية أو أي شيء يؤكد ذلك.
و أوضحت سيدة، بأن حنفية بيتها شحيحة وهو ما دفعها لشراء خزان لمياه الشرب، قالت إنه مصنوع من مادة «الإينوكس»، و قد صنع لأجلها خصيصا تحت الطلب و وفق القياسات التي أرادتها، مع ذلك لم تخف توجسها من الخزان و من صلاحية ما سيحفظ فيه من مياه، خاصة وأن لها تجربة سيئة مع خزانات البلاستيك المعاد تدويره.
استخدامات في غير محلها
أصبح تخزين المياه هاجسا بالنسبة للأسر التي تعاني من مشكل انقطاع التزود، وهو ما لاحظناه خلال جولتنا، حيث علمنا من مواطنين بأنهم لا يشترون الخزانات العادية الصغيرة أو الكبيرة فقط، بل يستخدمون أيضا خزانات كانت في الأصل مخصصة لنقل مواد خاصة بمصانع الأغذية أو صناعات أخرى، و أكد لنا مالك لشركة متخصصة في صناعة الطلاء أنه يقوم باستيراد مواد كيميائية تدخل في صناعة الطلاء في خزانات بلاستيكية بيضاء ملفوفة في معدن بسعة 500 لتر للخزان، ثم يجمعها بعد إفراغها و يبيعها بصيغة الجملة لأشخاص ينشطون في هذا المجال، مقابل 5000 دج للخزان الواحد، علما أنهم يعملون بدورهم على تدويرها أو إعادة بيعها للمواطنين بصيغة التجزئة.و أكد أحد باعة هذه الخزانات، أنه يعيد بيعها للمواطنين بمبلغ يتراوح بين 8000 إلى 10000 دينار، بحسب قانون العرض و الطلب في السوق و بحسب الفصل، معترفا، بأن الأسعار ترتفع صيفا.
و عن الغاية من استعمالها، أوضح ذات المتحدث، أنه في الوقت الذي يستغلها البعض في أشغال البناء، فإن الكثيرين يقتنونها و يربطونها بحنفياتهم في البيوت كخزانات يغتسلون منها و يشربون منها أيضا.
خلال حديثنا إلى الباعة، أوضحوا بأن الصهاريج الصغيرة ومتوسطة الحجم موجهة للاستخدام المنزلي ولا تطلبها بالعموم سوى العائلات مقابل ذلك فإن الطلب على الصهاريج كبيرة الحجم، ينحصر بشكل كبير في فئة «تجار المياه» إن صح الوصف حسبهم، وهم الباعة المتجولون الذين يعرضون مياه الينابيع الطبيعية، وأوضح بائع خزانات من بومرداس، بأن هذا المجال مزدهر بالنظر إلى حجم الطلب على هذه الخزانات، مرجعا ذلك إلى انتشار ثقافة استهلاك مياه للاعتقاد بأنها صحية وتعالج مشاكل صحية كحصى الكلى.
* أخصائية التغذية آسيا آغا
يفضل عدم الاعتماد عليها لحفظ الماء الموجه للاستهلاك
حذرت أخصائية التغذية آسيا آغا ، من استخدام الصهاريج و الخزانات البلاستيكية لحفظ المياه الموجهة للاستهلاك وبخاصة الشرب و التنظيف و أكدت أن المياه التي تخزن فيها غير صالحة للشرب نهائيا، داعية إلى ضرورة تشديد الرقابة على هذا النوع من الأنشطة التجارية التي لها علاقة بالحصة.
وحسبها، فإن تعريض الخزانات لأشعة الشمس بعد وضعها فوق الأسطح أو حتى في الشرفات، يؤثر على المياه المعبأة داخلها، موضحة أن تحول مكونات البلاستيك بفعل الحرارة، ينعكس لا شك على المحتوى و يغير من نسب بعض العناصر المشكلة للمياه المحفوظة، كتغير نسبة الحموضة مثلا.
و أكدت أن استهلاك مياه الخزانات البلاستيكية يهدد صحة الإنسان، إذ كشفت الدراسات أن شرب الماء المعبأ في بلاستيك تعرض لأشعة الشمس يؤدي للإصابة بمرض السرطان، خاصة الثدي، محذرة من استعمال الدلاء و الخزانات الموجهة للاستخدام الصناعي و حفظ المواد الكيميائية، لأجل تخزين المياه و من ثم استهلاكها لأن في ذلك إضرارا بصحة الكبد نظرا لالتصاق المواد الكيميائية بالبلاستيك مهما تم غسله و من ثم تسربها للماء بعد مدة من تخزينه.
وفي الأخير دعت الأخصائية، إلى استبدال تلك الخزانات البلاستيكية بأخرى مصنوعة من الإينوكس، لأنها صحية بدرجة أكبر.
إيمان زياري