الصيام الصحي: التغذية الصحية وتقليل استهلاك الأدوية وقاية للصائم

ينصح أطباء في الصحة العمومية، وأخصائيون في التغذية، بتبني نظام غذائي صحي خلال رمضان، و ممارسة الرياضة، وتوخي الحيطة من الإفراط في تناول الأدوية خاصة مع موجة الأنفلونزا المنتشرة هذه الأيام.
وبالتزامن مع دخول شهر الصيام، وانطلاق الحملة الوطنية للوقاية تحت شعار «من أجل رمضان صحي وآمن» يشارك أطباء وأخصائيون في التغذية، في أنشطة تحسيسية واسعة قصد تعزيز ثقافة ووعي المواطنين لضمان صيام رمضان بشكل صحي ودون مشاكل.
وحسب رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية بومرداس، صالح أوحاج، فإنه يتعين على المواطنين اكتساب وعي أكبر بأهمية الوقاية وذلك من خلال اعتماد تغذية صحية سواء بالنسبة للأصحاء أو المرضى، كما دعا إلى التقليل من استهلاك الأدوية في هذه الأيام وذلك بالنظر إلى انتشار الأنفلونزا، مؤكدا أن البدائل يجب أن تكون صحية وأن تركز على تعزيز مناعة الجسم، وذلك بانتقاء ما يتناوله الفرد أثناء الإفطار، ناهيك عن ممارسة النشاط البدني، والحصول على قسط كاف من النوم.
من جهتها، شددت أخصائية التغذية العلاجية آسيا آغا، على ضرورة الالتزام بنظام غذائي صحي طوال شهر رمضان، معتبرة أنه أمر أساسي للوقاية وتجنب أنواع الاضطرابات الصحية المحتملة والشائعة وأوضحت، أن الفرد عادة ما يتناول وجباته دون رقابة طوال 11 شهرا والغالبية تتناول طعاما غير صحي، مثل الوجبات السريعة، والسكريات والفرينة البيضاء والأغذية المصنعة، ولذلك فإن شهر رمضان فرصة لتنظيف الجسم من سموم الأشهر الماضية، خاصة وأنه أصبح نموذجا لعلاج عديد الأمراض كالالتهابات، والاكتئاب.
مؤكدة، أن الأكل الكثير وغير الصحي يرفع مستوى الجذور الحرة في الجسم، ولتنظيف فعلي للجسم من هذه الجذور، لابد من الصيام الذي يؤدي إلى ما يسمى الالتهام الذاتي، وبالتالي القضاء عليها وعلى الخلايا غير الصالحة والميتة.
فوائد الصيام تتحقق بما يستهلكه الجسم
ولتحقيق تغذية صحية أثناء الصيام، توصي الأخصائية بالإفطار على التمر لتحفيز الطاقة الداخلية، ويفضل تناول تمرة واحدة مع الماء أو اللبن، على تكون الوجبات التالية قليلة الدهون، والأفضل أن تطهى بزيت الزيتون وبكمية محددة، مع أهمية التقليل من المواد الدسمة.
وقالت، إنه من المستحسن ألا يتناول الصائم اللحوم بشكل يومي في أطباقه، وذلك لتفادي الالتهابات التي تسببها نسب الحديد العالية، علما أن المواشي تتناول حسبها، أغذية مهجنة ومضادات حيوية عديدة تؤثر على نوعية اللحوم التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى لحوم التهابية، وهو ما يفرض تغذية ضد الالتهابات عبر التقليل من البروتينات والتخلي عن السكريات المصنعة، ما عدا التمور أو العسل أو الفواكه، التي يجب تناولها بعد ساعتين من وجبة الإفطار.
أما عن التحليات المعروفة مثل الزلابية وغيرها، فدعت الأخصائية، إلى ضرورة التخلي عنها كليا واعتماد تحلية طبيعية تستهلك خلال مواعيد بعيدة عن وجبة الإفطار.
وشددت آسيا آغا، على أهمية تناول السلطات والتقليل قدر الإمكان من الدهون المشبعة، وكل ما هو مصنع كالمشروبات، مع الإكثار من الخضار والماء، لتبقى قائمة طعام السحور مفتوحة شريطة أن تكون صحية.
مضيفة، أنه من المهم للصائم ممارسة الرياضة قبل الإفطار بساعة على الأقل، على أن تكون الحركات خفيفة، مع أخذ القسط الكافي من النوم الذي يساعد الجسم على الاستجابة الجيدة للتنظيف أثناء الصيام.
إيمان زياري