استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، المجاهد والكاتب والروائي الكبير، رشيد بوجدرة.ويأتي هذا الاستقبال ضمن...
تم، أمس الاثنين، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة توقيع الحزمة الأولى من العقود التنفيذية الخاصة بالمرحلة الأولى من المشروع الزراعي...
• توقيع اتفاقية بين «كوسوب» ووزارة العدل لتبادل المعلومات والخبرات أبرز وزير المالية، عبد الكريم بو الزرد، أمس الاثنين بالعاصمة، الخطوات الهامة التي خطتها...
• علاقات متميزة في إطار الاحترام المتبادل والحوار • التزام قوي بتعزيز العلاقات في المجالات التجارية والأمنية أكد المستشار الرفيع للرئيس الأمريكي لإفريقيا...
يعد شهر رمضان المبارك فرصة للتخلص من بعض العادات السيئة، وقد أضاف الانفتاح الرقمي ممارسات جديدة كالصيام الإلكتروني الذي حسن الصحة النفسية والعقلية للإنسان كذلك، ويتعلق الأمر بالانقطاع أو التقليل جدا من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خلال أيام رمضان لتصفية الأذهان، واستبدال ساعات من التسلية بأنشطة أخرى مفيدة وتحقق الراحة للعقل والعينين و تحسن الأداء اليومي للذاكرة.
إيناس كبير
فك العزلة الافتراضية
تختفي بعض الحسابات على المنصات التفاعلية خلال شهر رمضان المبارك، لتعلن عن عودتها بعد نهايته، حيث يضع أصحابها برنامجا خاصا لتجاوز مشكلة فرط الاستخدام، والحصول مقابل ذلك على وقت مستقطع يبتعدون فيه عن الالتصاق بالهواتف والأجهزة الذكية التي تقاسمهم يومياتهم و يستخدمونها لحد الإدمان، كما يعيد آخرون ربط خيوط العلاقات الاجتماعية والعائلية التي تأثرت بالعزلة الإلكترونية والعلاقات الافتراضية. وقد أفرز الفضاء الافتراضي في هذا الخصوص مصطلحين جديدين، الأول هو الصوم الرقمي، ويُقصد به الامتناع الكامل عن استخدام التقنية لفترة معينة، كتعطيلها نهائيا، أو الغياب فقط عن وسائل التواصل الاجتماعي لأسابيع أو شهور، وهناك مصطلح ثان يشرح آلية عمل وفوائد هذا النوع من الصيام، وهو تنقية السموم الرقمية، حيث يشير إلى تقليل معدلات استخدام التقنية يوميا، عبر ممارسات مختلفة تبدأ بتعطيل التنبيهات، أو إغلاق الهاتف أثناء العمل، أو تحميل تطبيقات لتحديد مواعيد الوجود على وسائل التواصل الاجتماعي، أو على الأقل تفعيل خاصية حساب الوقت المتوفرة على الأجهزة المحمولة، والتي تتيحها منصة فيسبوك كذلك للإشارة إلى حجم الساعات التي يقضيها الإنسان أمام الهاتف، وفي استخدام التطبيق.
صيام ينظم عمل الأعصاب
وفي حديثه عن الموضوع قال الدكتور المختص في طب الأعصاب والعضلات، ورئيس جمعية أطباء الأعصاب الأحرار، أحمد عليوش، إنه يجب توضيح التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على الإنسان بسبب فرط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تمس الذاكرة والتركيز، وتشوش عمل الأعصاب، بالإضافة إلى ظهور تذبذب في النوم خصوصا على الطلبة والعمال، وكما يصبح إدراك الشخص ضيقا. أما في حالة تطبيق الصيام الإلكتروني، يرى المختص بأن الأمر سيكون صعبا نوعا ما في البداية، لأن الانقطاع عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية بالمعدل السابق يسبب للبعض خصوصا المدمنين ضيق التنفس، ويدفعهم إلى القيام بتصرفات عشوائية، وأحيانا التعامل بغضب، لذلك ينصح عليوش باستغلال وقت الفراغ لممارسة أنشطة بديلة مثل المطالعة والرياضةو الخروج والتواصل مع الأصدقاء حتى يسهل على الفرد تجاوز تلك الحالة.
أما بخصوص الأسلوب السليم لتطبيق الصيام الإلكتروني، فيرى أنه يكون بتدرج وليس تاما وبشكل مفاجئ، وأعقب قائلا :» يمكن أن يتواجد المستخدم على المنصات الإلكترونية لمدة أربع ساعات فقط، ثم لساعة وصولا إلى مستويات أقل تصل إلى نصف أو ربع ساعة من الزمن». وهذا التدرج وفقا له، يجعل الشخص يشعر بالراحة وبتحسن على مستوى الذاكرة والقدرات الإدراكية، إضافة إلى الشعور براحة في الأعصاب والشرايين.
كما تطرق الدكتور عليوش، إلى أهمية هذه الخطوة في تقوية المناعة العصبية ووقاية الفرد من بعض الأمراض العصبية مثل الزهايمر، الذي يزيد فرط التعلق بالتكنولوجيا من احتمالية الإصابة به قبل سن 65 وذكر أيضا، داء «باركنسون» وهو اضطراب حركي يصيب الجهاز العصبي ويتفاقم بمرور الوقت.
فرصة لتحسين نمط استخدام المنصات الرقمية
من جهتها، اعتبرت الأخصائية النفسانية، فيروز صحرواي، أن مجرد التفكير في تنظيم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يعد خطوة إيجابية، ونصف الحل، كما تكشف عن وعي الفرد بأهمية صحته النفسية، مقابل من يرفض تماما هذه الفكرة، وهم في الغالب الأشخاص الذين يعانون وفقا لها من الإدمان الإلكتروني.
وتضيف صحراوي، أن التوجه نحو الأجهزة الإلكترونية ومخرجات البيئة الرقمية يختلف، وذكرت الفئة التي تستطيع التحكم في وقتها أثناء تواجدها في العالم الافتراضي وتقدم انشغالاتها على تضييع الوقت في التسلية والتنقل من منصة إلى أخرى. بينما هناك فئة أخرى تختفي من فترة إلى أخرى حتى خارج شهر رمضان، ويتواجد هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي للضرورة فقط كالاطلاع على بعض المستجدات الحاصلة في مجال عملهم. وأوضحت الأخصائية، أن الصيام الإلكتروني بمثابة بداية لدخول حياة جديدة هادئة وبعيدة عن التوتر، حيث يستغل الفرد يومياته في أمور ترجع بالفائدة على حياته وأسرته، فالعائلات وفقا لها، أصبحت تعيش قطيعة اجتماعية بالرغم من تواجدها في حيز واحد، لأن الحوار يغيب بين أفرادها، ما يسبب العزلة داخل الأسرة التي تخترق وحدتها مواقع التواصل الاجتماعي، وبحسبها فإن هذه المنصات تعتبر سببا في هذا النوع من العزلة، التي تسبب مشاكل كثيرة منها الانفصال الناجم عن الإهمال العائلي.
أما إذا كان المستخدم شابا فيمكن أن يخصص فترة الصيام الإلكتروني كما قالت، لتحسين لياقته البدنية من خلال ممارسة الرياضة، أو السعي لتحصيل مدخول مالي يستفيد منه في إنشاء مشاريع، والأمر نفسه بالنسبة للفتيات كأن يتعلمن الخياطة، أو صناعة الحلويات والاهتمام بتطوير ذواتهن.
كما ترى الأخصائية، أن التواجد على عدة منصات إلكترونية دون الحاجة إلى ذلك سبب أيضا في تشويش الذهن وبالأخص في شهر رمضان المبارك، أين تكثر الإشهارات على المنتوجات وتداول أسعارها، ناهيك عن ظاهرة مشاركة صور طاولات الإفطار ما يوقع بعض المستخدمين في فخ المقارنات، والضغط النفسي، والتوتر بسبب عدم توفر القدرة المالية للحصول على كل ما يرونه منتشرا.
ودعت المتحدثة، إلى تغيير نمط التفكير والتوجه نحو استخدام الأجهزة والمنصات الإلكترونية خصوصا مع زيادة عدد المؤثرين الذين أصبحوا عاملا في تشكيل وعي المستخدمين وبالأخص الذين يتحدثون في مجالات النصائح الأسرية والروتين اليومي الصحي، ناصحة باستغلال اليوم في أمور إيجابية ومفيدة تزيد في وعي الفرد وتحسن علاقته بمحيطه.