أكد خبراء ومختصون، أمس، على أهمية استكمال تعميم الرقمنة على مستوى كل القطاعات، تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بهذا الخصوص، ما...
أبدت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر، كاتارينا جوهانسون، «استعدادها للمشاركة ودعم كل المبادرات التي يقوم بها قطاع التضامن الوطني»، مع...
أعلنت المحافظة السامية للأمازيغية يوم أمس، عن اختيار ولاية بني عباس لاحتضان الاحتفال الوطني برأس السنة الأمازيغية 2976/2026، إلى جانب تنظيم الطبعة...
أجرى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف، أمس الأحد بنيويورك، محادثات ثنائية شملت عددا من...
ودّعت الجزائر أمس، الزعيم التاريخي و المعارض السياسي حسين آيت أحمد في جنازة شعبية غير مسبوقة، و هذا أعلى تكريم و أكبر عرفان يمكن أن يحظى به مناضل سياسي بحجمه بعد مماته.
هذا الرجل الذي دخل التاريخ و هو حيّ، ابتداء من نضالات الحركة الوطنية إلى المنظمة السرية، إلى الثورة التحريرية ، إلى غاية معركة الديموقراطية و حقوق الإنسان بعد الإستقلال، ربّما يكون اليوم قد حققّ أمنيته السياسية الغالية أخيرا دون عناء، و هي ربح ثقة فئات واسعة من الشعب الجزائري دون موعد انتخابي و دون وعود سياسية.
ثقة الشعب التي مصدرها الصندوق قد تهتز مع العواصف السياسية، لكن آيت أحمد الذي كان يقود أقدم حزب سياسي معارض منذ الإستقلال و دخلت تشكيلته الحزبية معركة الصناديق، استطاع أن يوفق بين أطراف معادلة صعبة ، و هو الإبقاء على وهجه الثوري كزعيم تاريخي من الطراز الأول من جهة ، و من جهة أخرى ممارسة المعارضة السياسية لرفقاء السلاح بالأمس.
و يبدو أن الزعيم قد حفظ الدرس جيدا غداة الإستقلال و رفض المغامرة بالمنطقة، وانتصر في نهاية المطاف للجزائر الواحدة و للقيم الوطنية السامية و التي من بينها قيمة السلم التي ظل يردّدها إلى آخر أيامه.
آيت أحمد ليس فقط قلعة في الجهاد ضد المستعمر الفرنسي، بل أيضا مدرسة في الوطنية و الممارسة السياسية النزيهة، فلم يحدث أن شتم خصومه السياسيين أو حطّ من قيمتهم أثناء الفترات العصيبة التي مرت بها الجزائر سنوات التسعينات، و يقال أنه رفض تولي منصب رئاسة الجمهورية عقب استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد ، و إن صحّ ذلك ، فإنه من النادر أن تجد حالة من هذا النوع السياسي.
آيت أحمد السياسي حافظ على استقلاليته طوال سنوات الأزمة ، فقد كان خلافه مع النظام السياسي ككتلة ، و ليس مع الأشخاص الطبيعيين، حتى في الأوقات الحاسمة كان يتمتع برباطة جأش كبيرة و ينتصر أخيرا للجزائر و المصالح العليا للأمة ، ولمّا كان يتحدث عن منطقة القبائل و حقها في التنمية، كان يفضل «الجهوية المليحة” ، و هو المرشح الرئاسي الذي جمع الناس من حوله و أقام تجمعات انتخابية في الشرق و الغرب و الصحراء، فاجأت المتتبعين الأكثر متابعة للشأن العام الجزائري.
آيت أحمد، المجاهد و الدبلوماسي و المناضل السياسي، ليس صفحة تاريخ طويت و انتهى الأمر ، بل هو مثل يقتدي به المناضلون الوطنيون الشرفاء الذين لا يبيعون و لا يشترون لمّا يتعلق الأمر بالجزائر، و هو أيضا مدرسة للأجيال الناشئة في تعلم النضال دون مقابل إلى غاية الموت ، أما أولئك التائهون و المغرر بهم من الذين يحتكرون الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإن ابنه يوغورطة قد تكفل أحسن تكفل بتبليغ وصية أبيه عندما رفض أن يمدّ يده ليصافح أحدهم .
و يبدو أن رسالة “ الدا الحوسين» قد وصلت إلى الجميع و هو يرقد في قبره هنيا، و عزاؤنا الوحيد فيه أنه ترك للجزائر ابنا يدعى يوغورطة.
النصر