شملت اللجوء إلى الأنقاب: البرامـــــج الاستعجاليـــــة تُجنــــــب البـــــرج أزمـــــــــــة العطش

شهد قطاع الموارد المائية بولاية برج بوعريريج، خلال الفترة الأخيرة تحسينات في برنامج توزيع المياه، والحد من الفترات الطويلة لانقطاعها، مقارنة بما كانت عليه قبل بداية موسم الحر، بعد دخول العديد من العمليات والمشاريع المدرجة في البرنامج الاستعجالي لتفادي أزمة العطش والتخفيف من انعكاسات موجة الجفاف والحر، حيز الخدمة تباعا.
وساعد البرنامج الاستعجالي، حسب ما أقرته مصالح الولاية في تقرير لها، في تدارك الوضع وتبديد المخاوف في وقت اشتدت فيه أزمة المياه وتراجع منسوبها على مستوى السدود والأنقاب، قبل الاستفادة من مزايا البرامج الاستعجالية التي مست أغلب البلديات ناهيك عن تساقط الأمطار الغزيرة خلال الصائفة، ما أنعش منسوب السدود ودعم المياه الجوفية.
وتمثلت أهم المشاريع في إنجاز الأنقاب لتدعيم حصص البلديات، ناهيك عن ارتفاع منسوب السدود خلال فترات التساقط الغزير للأمطار على مدار الأسابيع الأخيرة، ما ساعد على توفير المياه  للساكنة، لاسيما على مستوى بلديات دائرة الجعافرة وثنية النصر، والبلديات الممونة من سد عين زادة، بما في ذلك عاصمة الولاية، وبلديات رأس الوادي والحمادية المعروفة بكثافتها السكانية وتزايد حجم الاحتياج بها لهذه المادة الأساسية، بعدما كانت تعاني من النقص في حصص المياه والتذبذب في توزيعها الذي لا يزال قائما ببعض البلديات، لكنه ليس بنفس الحدة كما كان عليه الوضع مع بداية موسم الحر، إذ بلغت فترة الانقطاع أزيد من شهر ببعض البلديات، على غرار بلدية برج زمورة، وتم فيما بعد تدارك الأمر والتقليل من الأزمة والحد من فترات الانقطاع.
وأشارت مديرية الموارد المائية، إلى أنه وقياسا بالوضع الاستثنائي الذي شهدته البرج، على غرار العديد من ولايات الوطن، المتمثل في حالة الجفاف التي أدت إلى انخفاض وشح الموارد المائية، فقد تجاوزت الولاية أزمة حقيقية بفضل البرنامج الاستعجالي المسطر، إذ ارتكزت المجهودات في هذا القطاع الهام على مواصلة تنفيذ البرنامج الاستعجالي والاستدراكي، باعتباره ضرورة حتمتها الظروف القاهرة وليس اختيارا، حيث تم اللجوء إلى خيار التنقيب عن الموارد المائية الجوفية، لتعويض نقص الكميات والتراجع الكبير لمنسوب سد عين زادة الممون الرئيسي للبرج، وفي ذات السياق الشروع في تنفيذ برنامج يتضمن إنجاز أنقاب وآبار عميقة وإعادة الاعتبار لكل الأنقاب خاصة بالجهة الشمالية والغربية الممونة من سد تلسديت.
وقد تم الانطلاق في تجسيد برنامج استدراكي، يتضمن إنجاز 29 نقبا مائيا، 19 منها في إطار برنامج دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للجماعات المحلية، عبر 17 بلدية، و10 في إطار برنامج صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية استفادت منه 7 بلديات، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 60 مليار سنتيم، لإنجاز آبار عميقة وتهيئة وتجديد 8 كيلومترات من شبكة التوزيع بمبلغ 17 مليار سنتيم، وتسريع وتيرة الأشغال المتعلقة بعمليات ربط الأنقاب والآبار بالكهرباء ووضع معدات الضخ وإنجاز الخزانات.
وزيادة على عملية التنقيب، أشارت مديرية الموارد المائية في عرض خاص حول جهود القطاع لتجاوز الأزمة، إلى إنجاز تجهيز وكهربة 5 ألاف متر طولي من الأنقاب، منها 6 آبار عميقة، وإعادة الاعتبار للأنقاب القديمة بالجهة الغربية، خاصة بعد دخول بعض البلديات في نظام التوزيع لوحدة الجزائرية للمياه، وإنجاز نقبين بمنطقة سيدي إيدير ببلدية الماين في ظرف وصفته بالقياسي، وربطها بشبكة سد تيشي حاف والشروع في إنجاز نقبين آخرين، ودخول حيز الخدمة لشبكة التوزيع الجديدة الممونة لبلديات دائرة برج زمورة وجعافرة وبلدية ثنية النصر، انطلاقا من تحويل مياه سد تيشي حاف خاصة بعد إنجاز نقبي الماين، بالإضافة إلى تجديد وتحديث شبكة التوزيع بمدينة برج بوعريريج وتدعيم المدينة انطلاقا من الأنقاب العميقة ببلدية تيكستار.
كما تم تدعيم حصص البلديات الممونة من الأنقاب المتواجدة بالجهة الجنوبية الشرقية للولاية، على غرار النقب المنجز ببلدية غيلاسة، الذي بلغ تدفقه 37 لترا في الثانية، والرفع من حصص العديد من البلديات بزيادة قدرها 7 آلاف متر مكعب يوميا، لمراكز عين تسرة، رأس الوادي الرمايل، رواق غيلاسة برج الغدير، برج بوعريريج، وسيدي مبارك.
 ع/ بوعبدالله