• الجزائر تعتبر اللغة العربية قضية سيادية وثقافية بامتيازدعا وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، بالجزائر العاصمة، خلال إشرافه على افتتاح أشغال...
دعا عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني، إلى تأسيس عهد لغوي عربي جديد يعيد للغة العربية اعتبارها في وسائل الإعلام، ويصونها من...
أصدرت المديرية العامة للجمارك منشورا داخليا جديدا يحدد الكيفيات العملية المتعلقة بمراقبة قيمة السيارات المستوردة من طرف الأفراد، وطرق استعمال قواعد...
كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتفاع وفيات المجاعة إلى 101، من بينهم 80 طفلًا، ووثقت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 15 حالة وفاة بسبب المجاعة وسوء...
اختتم أول أمس، معرض المنتوجات الحرفية الذي نظم على مستوى مركز تعليم الخياطة والطرز للإناث من فئة الصم البكم بقسنطينة، في إطار الاحتفال باليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، و عرفت هذه الفعالية عرض تشكيلة متنوعة من الأشغال اليدوية صنعت بأنامل إبداعية، لفتيات خضن رحلة كفاح ضد الإعاقة والمجتمع متسلحات بسلاح من الأمل والتحدي.
أغاني المالوف القسنطيني التي كسرت جو الصمت المخيم على المعرض، كانت سببا لجذب انتباه المارة للدخول إلى المركز وإلقاء نظرة على المعروضات، التي صنعت بمواد أولية بسيطة يتبرع بها أصحاب الورشات ومحلات بيع لوازم الخياطة، لدعم هذه الشريحة من المجتمع، لتحولها الفتيات اليافعات بفعل قدرتهن على مداعبة الخيط والابرة إلى أزياء صنعت بدقة واحترافية وهذا يظهر جليا في غرزة الخياطة.
أبدعت بنات المركز الذي يتوسط قلب المدينة والكائن مقره تحديدا بحي الجزارين الشعبي، في عرض ما تجيده أناملهن بالبهو المقابل لمدخل المدرسة مباشرة، من أعمال متنوعة دأبن على تحضيرها طيلة الستة أشهر الماضية منذ بدء عامهم الدراسي الجديد، بخياطة قياسات مختلفة من القندورة التقليدية، وفساتين للبنات الصغار تم تزيينها بالخرزات الملونة والسمسم والكريستال اللامع،وكذا مآزر أضيفت لها لمسة جمالية بشرائح الساتان والكروشيه،إلى جانب أشغال يدوية مميزة صنعت من مواد بسيطة جدا.
مطلوبات بشكل كبير من قبل ورشات الخياطة
تقول مديرة المركز الوحيد الذي يعنى بشريحة الصم البكم على مستوى المدينة بن الشيخ الحسين نجية، أن غالبية ورشات الخياطة الموجودة بقسنطينة تفتح أبوابها لاستقبال وتوظيف فتيات المركز ذات الكفاءة بمجال الخياطة والتفصيل، وهذا فور تخرجهن بعد سنتين من التربص اليومي المتواصل الذي يخضعن له لما يزيد عن ست ساعات في اليوم على مدار خمسة أيام في الأسبوع.بن الشيخ الحسين استحسنت الأمر، معتبرة إياه دلالة على أن الإعاقة السمعية لم تكن يوما حاجزا يمنع المرء من النجاح والوصول إلى هدفه، بل هذا ميزهم عن بقية الشرائح وجعلهم أكثر إنتاجية وحركية فلا وقت لديهملإضاعته في الكلام.
أما عن عدد المتربصات في المركز حاليا فأسرت لنا المتحدثة، على وجود عشرة فتيات يتم تحويلهن إلى المدرسة بعد رسوبهم في دراستهم البيداغوجية بالمركز المخصص لهذه الفئة على مستوى حي سيدي مبروك، مؤكدة أن جميع المتربصات يلتحقن بالمؤسسة عند بلوغ سن 18 غير متجاوزين من العمر 25، ليتحصلوا بعد انتهاء فترة التكوين على شهادة كفاءة مهنية تسمح لهن بدخول سوق العمل وفتح ورشات خاصة بالخياطة، موقعين انطلاقتهم في هذا العالم الحرفي والفني.
كما أفادت المتحدثة، بأن اقبال بنات الصمت على التكوين بالمركز في تضاءل مستمر مقارنة بالسنوات الماضية، ففي السابق كان عدد الملتحقات بالورشة يتجاوز 25 فتاة، مرجعة السبب حسبها، إلى توفر عديد العوامل على غرار ترحيل الكثير من العائلات نحو المدينة الجديدة علي منجلي، ما صعب على الأولياء التنقل خصوصا وأن غالبيتهم يرافقون بناتهم بشكل دائم، إلى جانب رغبة فتيات اليوم في تعلم الحلاقة والطبخ العصري والحلويات.
من جهة أخرى فطغيان التكنولوجيا على المجال الحرفي أبرز اهتماما كبيرا بمجال الاعلام الآلي والبرمجة لدى كافة شرائح المجتمع، مع استفادة البعض من الصم البكم من سماعات طبية، خلصتهم من مشكل الصم وساعدتهم على سماع الأصوات وتمييز الكلمات الى احتراف النطق والتكلم، ليتابعوا مشوارهم الدراسي والحصول على الشهادات الأكاديمية. كما ذكرت المديرة، أن المركز يعاني من قلة الإعانات المادية والمالية، والتمويل بالمواد الأولية كما في السابق، الأمر الذي أضحى عائقا أمام إبراز الموهبة الحقيقة للفتيات، فهن حسبها، يستعملن بقايا الأقمشة والخيوط والخرز الذي يتبرع بها أصحاب المحلات والورشات، إلى جانب إعانات معتبرة يقدمها الهلال الأحمر للمدرسة. فتيات اليوم يتمدرسن، على يد أستاذة من ذات الشريحة التحقت بالمدرسة منذ 24 سنة، يحصلن منها خبرة سنوات في مجال الحرف والخياطة، ليتعلمن أبجديات وأسرار العديد من المجالات على غرار التفصيل والطرز اليدوي "المجبود والفتلة"، وكذا فني الكروشيه والرسم على القماش.
رميساء جبيل