تتوفر بأشكال مختلفة وأفكار حديثة: دفاتر التلوين تعلم الطفل التواصل مع محيطه

توفر المكتبات دفاتر خاصة للتلوين بأشكال وأحجام مختلفة موجهة لأطفال التحضيري و المرحلة الابتدائية، تلقى رواجا و تعد هذه الكراريس من وسائل التسلية و التعليم المهمة كما يؤكده المختصون، لأن تعلم الطفل مهارات أساسية أولية كالإمساك بالقلم و تحديد الألوان و فهم ماهية الأشكال، و هي طريقة تعليمية بسيطة ومفيدة.
لاحظنا خلال زيارتنا إلى عدد من المكتبات بوسط مدينة قسنطينة، بأن دفاتر التلوين المعروضة تأتي في أشكال عصرية ومسلية منها دفاتر ثلاثية الأبعاد، وأخرى تعتمد على أشكال هندسية متداخلة بأحجام متوسطة، عكس  الكراريس التقليدية مستطيل الشكل، كما تحتوي أغلفتها على رسوم بألوان زاهية تلفت انتباه الأطفال، وتتطرق إلى مواضيع مختلفة منها جوانب تعليمية كالحساب والحروف والأشكال  و وسائل النقل، فضلا عن تعليم اللغات الأجنبية، ودفاتر ترفيهية تحتوي على ألعاب وألغاز تربوية بعضها جاء في نصوص مقروءة قصيرة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الرسومات التي تعود إلى عناصر من الطبيعة كحيوانات وشخصيات من أفلام الكرتون، وهي أنواع متوفرة بكثرة تتراوح أسعارها بين 40دج و100دج حسب الحجم.
أكد لنا مسير مكتبة نوميديا فيصل نويصر، بأن الإقبال على دفاتر التلوين يتضاعف خلال العُطل، ويفضل الآباء اقتناءها بهدف تحضير لأطفالهم لمرحلة التعليم الابتدائي، من خلال توظيفها لتعليمهم أساسيات الكتابة و الحساب والتلوين، كما يعتبرونها وسيلة فعالة لتعود الطفل على الطريقة الصحيحة للإمساك بالقلم و التركيز، عبر تكرار عملية التلوين والحرص على ألاّ يخرج اللون عن الإطار المحدد للشكل.
وأضاف، بأن توفير دفاتر باللّغات الأجنبية فضلا عن اللغة الأمازيغية هي فكرة حديثة، الهدف منها تلقين الطفل بعض المفردات البسيطة بلغة جديدة، تقابلها ترجمتها باللغة العربية باستخدام التعلم البصري الذي يكون أكثر مرحا وهو المناسب لهذه الفئة حسبه.
فيما أوضح عزيز بائع بمكتبة الشافعي، بأن الآباء يستخدمون الدفاتر التعليمية كوسيلة ترفيهية تُجنب أطفالهم الاستخدام المفرط للشاشات ناهيك عن الهواتف الذكية، فضلا عن تعليمهم أسماء الأشياء والأشكال المحيطة بهم، وأضاف بأن هذه الدفاتر موجهة لفئة الأطفال من سن الثالثة إلى غاية السادسة.
وأفاد الباعة الذين تحدثنا معهم، بأن الدفاتر التي تحتوي على الرسوم المتحركة هي الأكثر طلبا خاصة تلك التي تخص شخصيات كرتونية مفضلة لدى الأطفال أو المشهورة، مثل شخصية الفيلم الكرتوني «دورا» أوالأبطال الخارقين، و«توم وجيري» فيما تفضل الفتيات الصغيرات الدفاتر التي تحتوي على صور أميرات عالم ديزني و « ماشا».
ويستطيع الطفل استخدام أقلام التلوين اللوحية أو أقلام اللُّباد للاستمتاع بهذا النشاط، وقال مسير مكتبة نوميديا، بأن الدفاتر التي يمكن تلوين رسوماتها باستخدام الألوان المائية تُعرض بكميات قليلة حيث يتفادى الزبائن شراءها حتى لا يلوث الأطفال ملابسهم.
فن التلوين ممارسة علاجية في علم النفس

وترى الأخصائية النفسية ومصممة الكتب التعليمية رشيدة عبد العزيز، بأن الطفل يستفيد من دفاتر التلوين بطرق عديدة وشرحت، بأن فن التلوين يعد ممارسة علاجية في علم النفس و هو نشاط يساعد في إعادة التأهيل والتغلب على أنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية والمشاكل السلوكية وبالخصوص عند الطفل العنيد، وأضافت بأن الطفل يتخلص من الأفكار السلبية عند استعماله لدفاتر التلوين لأنه يقوم بعمل صامت، يمكنه من التعبير عن كل انفعالاته، كما أن لهذا النشاط فوائد كثيرة فيما يتعلق بتنمية الحواس و زيادة التركيز والدقة والملاحظة و تعزيز الثقة بالنفس و التنفيس الانفعالي وتنشيط الفص الأيمن للدماغ من خلال القدرة على التفكير والتحليل والخروج بحلول منطقية لكافة المشاكل.
وأفادت الأخصائية، بأنها لاحظت من خلال ورشات التلوين التي تبرمجها للأطفال في عيادتها، وجود رغبة ودافعية في التلوين عند أغلبهم، كما أن حب الأطفال للتلوين يجعل منهم أشخاصا مبدعين، فضلا عن تطوير حركات أيديهم مما يساعدهم في التحضير لمرحلة الكتابة.
كما عرجت للحديث عن الأسس الصحيحة في تصميم دفاتر الأطفال، حتى تلفت انتباههم وتثير إعجابهم وتوجد لديهم القابلية لممارسة التلوين وتطوير مهاراتهم خاصة إذا كان الطفل في مرحلة النمو.
وقالت عبد العزيز، بأن التصميم تسبقه دراسة ميدانية حتى يكون الدفتر مناسبا للجانب النفسي أو الدراسي للطفل، وأكدت على أولوية الجانب التعليمي أكثر من التسلية، وذكرت المتحدثة، مجموعة من العناصر التي يجب توفرها كالتدريبات والأنشطة التي تعزز التنسيق بين العين واليد والتركيز والدقة ومهارات الرسم، التي تساعد على تعليم الأطفال التلوين والرسم بطريقة ممتعة.
إيناس كبير