دعا إبراهيم بوغالي، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، إلى تحرك برلماني عربي موحد وفعّال يكسر جدار الصمت حول ما يجري من إبادة متواصلة في...
ستكون أول رحلة للحجاج نحو البقاع المقدسة يوم 10 ماي الجاري، حيث تم تخصيص 12 مطارا على المستوى الوطني لهذه العملية، حسب ما أفاد به وزير الشؤون...
أعلنت وزارة التربية الوطنية، أمس، عن انطلاق عملية سحب الاستدعاءات بالنسبة لامتحان شهادة التعليم المتوسط، لدورة جوان 2025، اعتبارا من اليوم الأحد...
انطلقت اليوم السبت بالجزائر العاصمة، أشغال الجلسات الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، المنظمة من طرف اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته....
مهما تكن التعاليق الصادرة على ما وقع داخل حزب جبهة التحرير الوطني السبت الماضي، وما وقع فيه قبل هذا التاريخ من أحداث وهي كثيرة، إلا أن هذا الحزب يبقى في الحق قلعة من قلاع السياسة في البلاد، ومؤشرا مهما لفهم توجهات السياسة الوطنية في مختلف المراحل.
لا يمكن أبدا إنكار المستوى المتدني الذي وصل إليه الحزب في السنوات الأخيرة على مستويات متعددة، وما عرفه من سلوكات أساءت إليه، ولمناضليه وتاريخه المجيد
و إرثه الحضاري والثقافي والسياسي الضخم، لكن الآفلان يبقى فعلا حزبا عتيدا، يرحل الذين يسيئون إليه ويبقى هو شامخا، يذهب الذين ينتفعون منه نفاقا ويبقى هو في مكانه ينتظر جيلا آخر من المناضلين علهم يصححون مثل هذه الخطايا.
يمر الأمناء العامون، ويمر المناضلون
و الإطارات كبيرهم وصغيرهم ويبقى الحزب جهازا وآلة في خدمة البلاد قبل خدمة السلطة القائمة، ويعود ليضمد الجراح التي تركتها سيوف أبنائه في صدره، في معاركهم المختلفة والتي ازدادت حدتها في العشرية الأخيرة، يعود الآفلان ليحرك المياه الراكدة للسياسة الوطنية.
يعطي الآفلان دائما ثقبا ولو صغيرا للناس كي يروا عبره ما يقع في كواليس الحياة السياسية الوطنية، سواء أكانت هذه الكواليس تحمل البشرى السارة أو غير السارة، فهو يمثل بحق بارومتر السياسة الوطنية في مختلف مراحلها و على كافة مستوياتها، الخفية والمعلنة منها.
لقد جعل الآفلان من أشخاص عاديين لم يكونوا يذكرون، كبارا في مجتمعهم، وأوصلهم إلى مستويات لم يكونوا يحلمون بها، و قدم لهم الجهد والمال والجاه والوقار، لكن منهم من كافأه بجزاء سينمار، ولم يكلف نفسه حتى عناء المحافظة على سمعته التاريخية بين أفراد المجتمع.
نعم لقد جعل الآفلان بعضا من قيادييه ومناضليه المتسلقين شخصيات وطنية، وهذه حقيقة يقولها أبناؤه قبل غيرهم، لكن عندما نعيد شريط الأحداث التي مر بها الحزب منذ سنوات نلاحظ أن مثل هؤلاء لم يحفظوا كرامته، بل داسوا عليها لمجرد أنهم خافوا على فقدان مكانهم بين صفوفه، رافضين مبدأ التداول الذي تكرسه ثقافة هذا الحزب.
الشيء الايجابي ربما الذي لا يمكن لأحد إنكاره داخل الآفلان هو قدرته على التكيف مع الأحداث بما يملكه من مناضلين و ثقافة سياسية، وحنكة وتجربة في التعامل مع الأحداث، يستطيع هذا الحزب تغيير الجلد المتسخ بجلد آخر بعد كل معركة تقوم بين أبنائه، وهي ربما من الصفات التي جعلته يصمد في وجه تقلبات ورياح عاتية أتت عليه من كل جهة، أولها كانت رياح التعددية السياسية نهاية ثمانينات القرن الماضي والتي تعامل معها بثقافة عالية وتمكن من الانحناء أمام مؤامرات استهدفته في تلك الفترة وبدأت بتجريده من جميع مقراته.
اليوم وبعد ذهاب الأمين العام السابق عمار سعداني يجد الآفلان نفسه على أبواب مرحلة جديدة عنوانها الهدوء، و ضم جميع أبنائه، والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية والمواعيد السياسية المقبلة، و بالموازاة مع دوره الريادي في الحفاظ على الاستقرار داخل الطبقة السياسية وداخل المجتمع، وهو دور لا يمكن لأي كان إنكاره.قد يضم الآفلان الوصوليين وغيرهم لكنه يضم أيضا الشرفاء والمناضلين الحقيقيين، و بعيدا عن ذلك هل يمكن تصور حياة سياسية دون الآفلان؟.
النصر