صوفية الأناضول التركي تختتم ليالي المهرجان الدولي للإنشاد بقسنطينة

 سحرت الفرقة الهولندية «تافازو»، ليلة الخميس جمهور السهرة الأخيرة للطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي للإنشاد بقسنطينة، بأداء متميّز و فريد زاده دراويش الصوفية جمالا، ليكون بذلك ختام التظاهرة مسك، عطره صوت المنشد المغربي رشيد غلام الذي أبدع بدوره خلال الجزء الثاني من الليلة الإنشادية. السهرة الأخيرة تميزت بحضور جماهيري كبير، تفاعل برقي مع أداء الفرقة الهولندية التي تغنت بحب الرسول و عشق الله بلسان تركي خالص، كون جل أعضائها من أبناء الأناضول المهاجرين بهولندا، فقدموا مزيجا جميلا من الأداء الصوتي الطاغي و الإنشاد المرفق بالآلات الموسيقية، على غرار الدف و القانون و الكمان و التشيلو، قبل أن يعتلى ركح المسرح الجهوي آخر أعضاء الجوق المكوّن من 16 فردا، وهو أحد الدراويش الزاهدين في حب الله، الذي ناجى خالقه من خلال الدوران المستمر حول نفسه مرتقيا بروحه الى مصافي الروحانية، فقدم بذلك عرضا مبهرا لقي التصفيق و الثناء.الفرقة أنشدت كذلك أغان باللغة العربية على غرار «ولد النبي»، و «طلع البدر علينا»، قبل أن يمنح أعضاؤها الجمهور الحاضر فرصة مشاهدة عرض رائع للتصوف الخالص، امتزج فيه أنين حناجرهم المناجية لله بصوت الضرب على الدف، كما رافقهم المنشد الرئيسي بالتهليل و الغزل في حب النبي محمد خاتم الأنبياء و الرسل.أما المنشد المغربي رشيد غلام الذي عبر عن فخره بالمشاركة في المهرجان الدولي للإنشاد، استطاع كما قال أن يتحرّر من القيود و الأعراف و ينفتح على العالم بلغاته و فلسفته، فقد أسر القلوب بصوته الشجي الرنان، فغنى لحب الله و رسوله، كما غنى للحرية و السلام و الإنسانية.وكان أعضاء الفرقة الهولندية قد نشطوا صبيحة أول أمس ندوة صحفية، تحدثوا خلالها عن تجربتهم الإنشادية في بلد أوروبي، قالوا بأنه لا يعترف بالفوارق الثقافية و يحترم الفن حتى و إن كان إسلاميا، مؤكدين بأن الأحداث التي يشهدها العالم الإسلامي بسبب الإرهاب، أصبحت تخدم صورة الدين أكثر مما تشوّهها، عكس ما كان قبل أحداث أمريكا في 11 سبتمبر، مؤكدين بأن الإعلام الغربي فصل اسم الإسلام عن الإرهاب، وأصبح يصنفه كجريمة لا دين لها. للتذكير فقد عرفت ليلة الأربعاء مشاركة مميزة لفرق إنشادية جزائرية، هي فرقة الأمل الفنية لبني عباس من ولاية بشار، إضافة الى جمعية مريدي الطريقة العيساوية، أولاد شياد من قسنطينة.
نور الهدى طابي