تم عرضها على ركح كاتب ياسين بتيزي وزو

مسرحية - ساكتة - تطرح قضايا أخلاقية مسكوت عنها في المجتمع
عرضت مؤخرا ، الممثلة والمخرجة تونس آيت علي مسرحية «ساكتة» على ركح  المسرح الجهوي كاتب ياسين لمدينة تيزي وزو، فنالت إعجاب الجمهور الحاضر في القاعة الذي تجاوب مع مشاهدها .
المسرحية اقتبسها حليم رحموني عن رواية «يوميات خادمة» للكاتب الفرنسي «أوكتافيو ميرفو»،و أعاد كتابتها  لتطرح العديد من الانشغالات و القضايا المسكوت عنها في أي مجتمع، لاسيما القضايا الأخلاقية المتعلقة بالعنف و الاغتصاب، و قد رافقت العرض مقطوعات موسيقية حزينة تعبر عن معاناة النساء عبر العصور و التجاوزات والتحرشات التي تعرضن لها من طرف الطبقات الأرستقراطية.
وتقمصت شخصيات «ساكتة» ثلاث ممثلات، هن وسيلة عريج و ثيللي صالحي من مسرح تيزي وزو وحورية بهلول من مسرج باتنة، و تحدثن عن المآسي والأوضاع المعقدة و الظروف القاهرة التي يعشنها كخادمات عند عائلات أرستقراطية،  فبالرغم من أنهن مثقفات ومتحصلات على شهادات جامعية عليا، إلا أن هذه العائلات قمن باستغلالهنّ وحاولت اغتصابهن، و من بينهن فتاة تعيش مع عجوز تبلغ من العمر 95 سنة تقوم بتعنيفها، وأخرى وجدت نفسها خادمة ببيت شخصية حكومية مرموقة تغتصب الأطفال.
وقالت المخرجة تونس آيت علي للنصر ، أن هؤلاء الفتيات، يجدن أنفسهن أمام العدالة و توجه لهن تهما عن بريئات منها، لأنه لا يمكن اتهام شخصيات أرستقراطية ، وهو ما ترويه كل واحدة من هؤلاء الفتيات.
الممثلات الثلاث اللائي تقمصن أدوارهن بكل احترافية، باللغة العربية و اللهجة القبائلية الممزوجة بالفرنسية، وسط  ديكور بسيط و هن يرتدين أزياء باللون الأسود الذي يعكس معاناتهنّ، و قالت المخرجة أنها حاولت عرض كل ما يمثل مجتمعنا الجزائري، لكي تتمكن من جذب الجمهور الذي ترك نوعا ما قاعات المسرح.
مسرحية «ساكتة» ستعرض أيضا خارج الوطن قريبا، حيث أكدت تونس آيت علي أنها ستشد الرحال نحو هولندا بداية من شهر ديسمبر المقبل، ثم بروكسل ، كما ستشارك بالعرض في مهرجان مونولوغ القاهرة في مصر، كضيف شرف وستدخل غمار المنافسة في المهرجان الإفريقي، كما ستشارك بها أيضا خارج المنافسة في مهرجان قرطاج الدولي للمسرح بتونس وستعرض أيضا في الأردن.
أما عن مشاريعها المستقبلية، أكدت تونس آيت علي أنها ستشرف على إخراج مسرحية في افرحونان بأعالي ولاية تيزي وزو، مع الجمعية الثقافية «ماشاهو» لتشارك بها في مهرجان المسرح الأمازيغي في ولاية باتنة.     
كما أعلنت المخرجة، أنها بصدد التحضير للمشاركة في فيلم سينمائي تحفظت عن ذكر عنوانه، واكتفت  بالإشارة إلى أن التصوير سينطلق شهر مارس المقبل، و بأن مخرجه جزائري يعيش خارج الوطن وسيتم تصوير المشاهد في المغرب وتونس و يحتمل تصوير مشاهد في ولاية بجاية.     
  سامية إخليف