فوائدها الصحيّة تعيدها إلـى الــواجهة: وصفات تحضير اللحوم المجففة تغزو مواقع التواصل

تشهد وصفات تحضير القديد، أي اللحم المجفف، و غيره، بالطرق التقليدية، انتشارا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات من ربات بيوت و بعض خبراء الصحة، لاعتماد إرشادات الجدات في حفظ لحوم أضاحي العيد، لاستغلالها في تحضير أشهى الأطباق التقليدية.

القديد، «الخليع»، «الشحمة الغاوية» .. القائمة طويلة، لوصفات تقليدية أزاحها تطور العصر عن موائد الكثير من الجزائريين، لتعوضها أخرى عصرية قد تكون لذتها لا تقاوم، لكن العديد منها قد تضر بالصحة، نتيجة طرق تحضيرها أو إدراج مكونات و محسنات غير صحية عليها، و اللافت في هذه الفترة، هو الترويج للوصفات التقليدية في حفظ اللحوم، و الدعوة للعودة إليها.
الملاحظ أن مواقع التواصل الإجتماعي تعج بمختلف الوصفات التي تطرحها ناشطات لتحضير القديد، أي اللحم المجفف، فهناك من تنصحن بالاكتفاء باستعمال الملح كمادة حافظة، في حين تدعو أخريات إلى استعمال توابل أخرى إلى جانب الملح، لإضفاء مذاق خاص على القديد الذي يتم حفظه إلى غاية الشتاء لاستخدامه في تحضير أطباق تقليدية شهية في مقدمتها «العيش».
قالت السيدة سعاد، ربة بيت، بأنها افتقدت القديد طيلة سنوات بعد رحيل والدتها، التي كانت تحضره في كل عيد أضحى، فقررت هذا الموسم  إحياء   عادة والدتها و تحضيره بنفسها، فاطلعت على وصفات كثيرة لمختصة في الطهي، و أخرى في الصحة الغذائية و مجموعات محلية تسعى للترويج لتراث الجدات. حدثتنا الحاجة زهية عن الطريقة التي ظلت تعتمدها منذ عقود طويلة لتحضير اللحم المجفف،حيث تنصح ربات بيوت بعدم تحضيره يوم النحر، بل يجب انتظار جفاف اللحم من الدم، لمدة 24 ساعة على الأقل، ثم  تقطع اللحم  بشكل  طولي، إلى شرائح رقيقة لتجف سريعا، ثم تضيف لها كمية كبيرة من الملح،  و تضعها فوق حبل لتجف تماما من الماء. كما حدثتنا السيدة زهية عن طريقة أخرى لتحضير القديد أو «الخليع»، و ذلك بإضافة الملح و مختلف التوابل المفيدة، كالكمون، الفلفل الأحمر «العكري»، و كذا الهريسة و النعناع المجفف و غيرها، حسب الذوق.
أما بالنسبة للحفظ، فتنصح بوضع قطع القديد في مكان جاف، أو في المجمد، فيما تبقى الطريقة التقليدية الأفضل لحفظه، حسبها، هي وضعه داخل قدر طيني، أو ما يعرف بـ»الزير» ، وسط «دهان» الغنم المذاب. و ترى من جهتها أخصائية التغذية العلاجية هاجر بوسليع، أن تحضير القديد يبقى من الطرق التقليدية التي لها مزايا و محاسن، و مساوئ، موضحة بأن تجفيف اللحم يعمل على تركيز المعادن الموجودة في اللحم، خاصة   الزنك  و الحديد، حيث ترتفع نسبة البروتينات و الفيتامين «ب 12»، مقابل انخفاض نسبة الكاربوهيدرات، فضلا عن كونه غذاء يمكن استهلاكه على  المدى الطويل. و تدعو المختصة إلى إتباع طريقة صحية في تحضير القديد، بدءا بنزع الجزء الأكبر من الشحوم عن اللحم، و وضعه في مكان تحت الظل، مع الحرص على توازن كمية اللحم و الملح، و عدم طهيه مطولا، كي لا يفقد البروتينات بتحللها في الماء.  و في ذات السياق تدعو المصابين ببعض الأمراض المزمنة أو الخطيرة، كارتفاع ضغط الدم، إلى عدم تناوله.  الأخصائية قالت أنه لا ضير من تجفيف كمية من اللحم، لكن حفظه في المجمد يضمن الفعالية في تثبيط الميكروبات، فضلا عن كون هذه الطريقة هي الأكثر أمنا، في حال القيام بها بطريقة صحيحة.          إيمان زياري