شهدت العاصمة الفرنسية باريس، أمس، مسيرة حاشدة تنديدًا بتصاعد الإسلاموفوبيا في البلاد، شارك فيها مواطنون ونشطاء حقوقيون وممثلون عن جمعيات مدنية،...
أنعشت، تظاهرة ربيع جيجل في طبعتها السادسة التي أقيمت بمنطقة الأربعاء ببلدية وجانة بجيجل، السياحة التضامنية بجبال الولاية، وعرفت أكثر بالمناطق...
دعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية أصحاب السيارات المستوردة أقل من 3 سنوات إلى استكمال إجراءات ترقيمها، وطلب استصدار البطاقات الرمادية للمركبات،...
دعت مجلة الجيش إلى التفطن للطرق والأساليب الخبيثة التي يستخدمها أعداء الجزائر لتحقيق مآربهم الخسيسة، ولاسيما التضليل والدعاية الهدامة التي أضحت...
بعيدا عن صخب التصريحات والتصريحات المضادة من أحزاب الموالاة و أحزاب المعارضة التي لكليهما اليوم مواعيد سياسية مهمة، يقف المواطن ومن ورائه البلد ككل على مسافة واحدة من المعسكرين في انتظار “حنة اليد” كما يقول المثل الشعبي.
لا يمكن الحكم على الأقوال والنيات، بل العقل والمنطق يقول أن الحكم يكون على الأفعال، من هذا المنطق لا يحق لأي كان الحكم على من سيجتمعون في القاعة البيضاوية أو أولئك الذين سيلتقون في زرالدة إلا بالنتائج، لأن العبرة بالنتيجة، والنتيجة هنا في هذا الظرف الإقليمي الصعب والمتوتر، و في ظل أزمة اقتصادية ومالية خانقة واضحة “من يقدم للوطن والمواطن”.
إن انتقاد المعارضة في بعض مواقفها أو بالنظر لتصريحات بعض أقطابها، لا يعفي الموالاة أيضا من الانتقاد، فهي ليست معصومة من النقد والتشريح فقط لأنها تقول “نعم” بدلا عن “لا” التي عادة ما تتفوّه بها المعارضة.. و نشطاء المعارضة ليسوا شياطين كلهم، كما أن المنتمين للموالاة ليسوا ملائكة أيضا.
في مثل الظرف الذي تمر به الجزائر اليوم يعتبر لقاء المعارضة في زرالدة و تجمع الموالاة في القاعة البيضاوية امتحانا حقيقيا لهما.. والنجاح في هذا الامتحان يمر عبر ما يقدمه كل قطب من أفكار ونصائح ووثائق تمكن البلاد في النهاية من تجاوز الأخطار التي تحدق بها من كل جانب وما أكثـرها.
العبرة بالنتائج لأن الكلام أمام الكاميرات يتقنه الجميع والتظاهر بحب الوطن ومصلحته يمكن أن يتقنه أيضا كل سياسي لأن ذلك من صميم مهمته، لكن المواطن في آخر المطاف سيكون هو الحكم، و مصلحة البلاد هي الحكم أيضا، والحكم الجمعي لا يخطئ ولن يخطئ.
لقد وفرت الدولة المساحات والظروف اللازمة لكل طرف كي يعقد اجتماعه كما يرغب و ذلك من صميم مهامها وفقا لبنود الدستور الجديد، وسيوفر الإعلام بمختلف قطاعاته وقنواته نفس المساحة أيضا للمجتمعين في زرالدة أو للمجتمعين في القاعة البيضاوية ويعطيهم نفس الفرصة.. ولم يبق لهم سوى أن يقدموا هم ما سيتمخض عن اجتماعيهما.
إن توجيه السهام للمعارضة لأنها معارضة وفقط ليس من العقل والحكمة في شيء.. المعارضة موجودة في كل دول العالم وهي معترف لها في الدستور وأدوارها مهمة في كل بلد وفي كل زمن.. و حدودها مرسومة في الدستور والقانون، لكن أهم الحدود لها هي تلك التي يرسمها الوطن في النهاية، هي الحدود التي ترسمها الأخلاق والقيم الوطنية، والتمتع بالحس الوطني والالتزام بمصلحة البلاد في نهاية الأمر.. هذه هي المعارضة التي ينبغي أن نراها.
بالمقابل إن الموالاة لا يكفيها أن تتدثر ببرنوس الحكومة أو رئيس الجمهورية لتفعل ما تشاء.. وتقول ما تشاء دون حدود أو حساب، هي أيضا عليها واجبات وعليها أن تقنع الناس بما تقدمه للوطن ومصلحته للمواطن ومصالحه كونها تحتل مواقع المسؤولية وتشرف على تسيير الشأن العام.. الموالاة التي تعرف فقط التسابق لإعلان الدعم والمساندة دون رؤية واضحة وخارطة عمل محددة قد تكون سلبياتها أكثـر من سلبيات المعارضة في حد ذاتها.اليوم والبلاد أمام تحديات كبيرة الجميع في انتظار ما الملموس لأننا شبعنا من الكلام وسوق الكلام.
النصر