أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس، خلال ترؤسه مراسم حفل تكريم أشبال الأمة...
حذّرت منظمة اليونيسف من تعرّض 320 ألف طفل في قطاع غزة لخطر سوء التغذية الحاد، وأشارت إلى أن شخصًا من كل ثلاثة في القطاع يمضون أيامًا بدون طعام، كما...
ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الخميس، جلسة عمل ضمت كل مسؤولي القطاعات المعنية بعمليات التصدير والاستيراد، ويأتي ضمن سلسلة لقاءات دورية لبحث تشجيع...
أكد سفير جمهورية لبنان بالجزائر، السيد محمد محمود حسن، أول أمس الخميس، أن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس اللبناني، السيد جوزيف عون، إلى الجزائر "كانت ناجحة...
تشهد العديد من دول العالم خلال السنوات الأخيرة تصاعدا غير مسبوق في عدد وشدة الحرائق، انطلاقا من أستراليا وكندا إلى دول البحر الأبيض المتوسط، في ظاهرة تتكرر سنويا وتزداد سوءا، وسط تحذيرات من ارتباطها بتغيرات مناخية أحدثت خللا يصفه الخبراء بالخطير في الأنظمة البيئية والمناخية ويدعون لضرورة الاعتماد على تقنيات متطورة قصد التحكم بها والتقليل من آثارها.
إعداد : إيمان زياري
تظهر الأبحاث أن التغيرات المناخية التي يشهدها الكوكب خلال الفترة الأخيرة، تؤدي إلى ظروف أكثر دفئا وجفافا، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة ورطوبة التربة ووجود الأشجار والشجيرات وغيرها من مصادر الوقود المحتملة، مما يساهم في ازدياد موسم الجفاف وطول موسم الحرائق وبالتالي زيادة مخاطر حرائق الغابات.
ارتفاع درجات الحرارة.. وقود الحرائق
ويتوقع الخبراء أن يساهم ارتفاع درجات الحرارة العالمية في ازدياد حجم وتواتر وشدة حرائق الغابات خلال السنوات المقبلة، بحيث يشيرون إلى التأثير المباشر لتغير المناخ الذي يؤكدون على أنه يجعل من الغابات أكثر عرضة للحرائق، وذلك من خلال جفاف الأشجار والشجيرات والعشب وتحويل أوراق الشجر والفروع المتساقطة إلى حطب قابل للاشتعال، بينما تصبح الأشجار التي تعاني من نقص المياه أثناء فترات الجفاف، أكثر عرضة للحشرات والأمراض التي يمكن أن تضعفها وتقتلها، مما يخلق المزيد من الوقود للحرائق. ووفقا لمفوضية الإتحاد الأوروبي، فقد كان موسم حرائق الغابات لعامي 2022 و2023 من بين أسوأ خمسة مواسم مسجلة، مفصحة عن أن عام 2024 وحده، ولدت حرائق الغابات والنباتات العالمية فيه حوالي 1940 ميغا طن من أول أكسيد الكربون، بينما تسبب في وفاة عدد كبير من الأشخاص عبر العديد من دول العالم، بحيث أودت الحرائق في التشيلي بحياة 137 شخصا، وأطلقت حرائق الغابات الكندية خلال 5 أشهر فقط كمية من الكربون تفوق ما أطلقته روسيا واليابان من الوقود الأحفوري في عام 2022، بينما تحولت حرائق الغابات بالولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الحرائق تدميرا وتكلفة في تاريخ الدولة على الرغم من وقوعها خارج موسم حرائق الغابات المعتاد.
حلقة مفرغة
يصف الخبراء العلاقة بين تغير المناخ وحرائق الغابات وتلوث الهواء بالحلقة المفرغة التي تهدد الإنسان والحيوان والكوكب، وذلك بسبب ما ينتج عن حرق الأشجار من كربون وجسيمات دقيقة، تؤدي إلى تدهور الهواء بشكل كبير، إذ تصنف حرائق الغابات على أنها أحد أكبر مصادر الكربون الأسود الذي يوصف بالملوث الهائل ويفاقم موجات الحر، كما يغير أنماط الطقس، ويسرع ذوبان الجليد والثلوج، مما يديم دورة تغير المناخ وحرائق الغابات الشديدة، التي يعد تكرارها وكثافتها نتيجة ثانوية لتغير المناخ، بينما تتسبب أيضا في تفاقم المزيد من الحرائق، مما يؤدي إلى إدامة حلقة مفرغة. وتلحق حرائق الغابات ضررا بالغا بالصحة العامة، نتيجة لإطلاقها مجموعة من الملوثات في الغلاف الجوي، بما فيها الكربون الأسود وأول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة، وقد تتحد هذه الملوثات مع تلوث الهواء، مما يزيد من الآثار الضارة للدخان على صحة الإنسان والطبيعة، وقد قال الرئيس التنفيذي لصندوق الهواء النظيف، جين بورستون، أن «الملوثات الخطيرة، بما فيها الكربون الأسود المنبعث من حرائق الغابات، مجتمعة في نصف ظاهرة الاحتباس الحراري حتى الآن، وتسهم في 8 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا بسبب تلوث الهواء، ويبرز الدخان الكثيف الناتج عن حرائق الغابات التهديد الخطير الذي تشكله الجسيمات المحمولة جوا». إ.ز
المدير الفرعي لحماية الأملاك الغابية بالمديرية العامة للغابات فريطس السعيد
انخفاض بنسبة 91 بالمائة في حصيلة حرائق الغابات بالجزائر
أكد المدير الفرعي لحماية الأملاك الغابية بالمديرية العامة للغابات، السيد فريطس السعيد، أن حصيلة حرائق الغابات بالجزائر قد عرفت إنخفاضا كبيرا مقارنة بالسنوات الأخيرة، أين شهدت سنة 2024 أدنى حصيلة، بنسبة تفوق 91 بالمائة، بينما انخفض عدد الحرائق إلى 73 بالمائة مقارنة بالسنوات الـ10 الماضية، متحدثا عن مقاربة وطنية شاملة من أجل التصدي للحرائق والعمل على احتوائها وتقليل الخسائر.
النصر : ما هي حصيلة حرائق الغابات التي سجلتموها خلال سنة 2024 وكيف تقيمونها؟
شهدت الجزائر خلال سنة 2024 أدنى حصيلة حرائق غابات منذ سنوات، ما يعد إنجازا غير مسبوق ضمن المسار الوطني للوقاية من هذه الظاهرة، حيث قدرت المساحة الإجمالية التي مستها الحرائق بـ3.490.58 هكتارا فقط، في حين أن المعدل السنوي خلال السنوات الـ10 الأخيرة كان يقارب 40.000 هكتار، أي أن الانخفاض بلغ 91 بالمائة، وكذلك الأمر بالنسبة لعدد الحرائق المسجلة والتي بلغ عددها 740 بؤرة فقط، مقابل معدل سنوي خلال نفس الفترة وصل إلى 2800 حريق، أي بانخفاض قدره 73 بالمائة.
ما الذي ساهم في تحقيق هذا التراجع برأيك؟
تحقيق هذه النتائج يعكس نجاح الإستراتيجية الوطنية التي ارتكزت على التدخل السريع، التكامل المؤسسي واعتماد التكنولوجيا الحديثة.
ما هي إستراتيجية الجزائر للتصدي للحرائق والعمل على احتوائها؟
تعتمد الإستراتيجية المتبعة من طرف الدولة الجزائرية على مقاربة وطنية شاملة، تقوم على الإستباق والجاهزية الميدانية والتنسيق المؤسساتي والتكنولوجيا الحديثة، وقد تم تجسيد الإستراتيجية من خلال جملة من التدابير التنظيمية والتقنية والعملياتية، ففي الجانب التنظيمي، أصدرت مراسيم تنفيذية على غرار المرسوم رقم 245/24 المؤرخ في 23 جويلية 2024، والذي يحدد كيفيات تنظيم وتنسيق أعمال الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها، كما تم تنصيب اللجنة الوطنية لحماية الغابات وتفعيل اللجان الولائية والمحلية على مستوى 40 ولاية معنية، بهدف ضمان التكامل بين مختلف الفاعلين.
وماذا عن المستوى العملياتي؟
على المستوى العملياتي، تم تعزيز الجهاز العملياتي لقطاع الغابات بموارد بشرية ومادية تعمل بتناغم مع الأجهزة العملياتية للقطاعات المنوطة بمكافحة الحرائق، سواء كانت برية أو جوية، وفي هذا المجال، فإن الجهاز العملياتي لقطاع الغابات مكون من 5683 عامل غابات، و3245 عاملا موسميا، إلى جانب 544 فرقة تدخل أولى، و364 سيارة إطفاء «س س س آف آف آل» و493 برج مراقبة و2799 نقطة مياه، فضلا عن تجهيزات إضافية مثل الخيم الميدانية وحقائب الظهر المائية.
وعلى الصعيد الوقائي؟
على الصعيد الوقائي تم تنفيذ مجموعة من الأشغال الحراجية الهامة في إطار شبكة الدفاع عن الغابات «دي آف سي إي»، والتي شملت فتح وتهيئة أكثر من 49000 كلم من المسالك الغابية، وإنجاز 29539 هكتارا من الخنادق المضادة للنيران، وتهيئة وتنقية أكثر من 15000 هكتار من المساحات الغابية خلال سنة 2024 وحدها، مع برمجة مساحات إضافية لسنة 2025، كما تم تنفيذ أعمال مشتركة مع مختلف القطاعات منها الأشغال العمومية، سونلغاز، البلديات، السكك الحديدية والاتصالات، وذلك من أجل تنقية حواف الطرق والشبكات المرورية لمنع امتداد النيران.
وترافق هذه الجهود بحملات توعية وتحسيس واسعة النطاق، تشمل وسائل الإعلام والمساجد والمجتمع المدني، وهذه الإستراتيجية متكاملة تشمل ثلاثة أهداف رئيسية هي تحسين المعارف حول مسببات الحرائق والآثار التي يمكن أن تنجم عنها من خلال إشراك دور المواطن وتفعيل دور المجتمع المدني، ثانيا التقليل من عدد بؤر اندلاع الحرائق وثالثا تحسين فعالية التدخل ضد حرائق الغابات خاصة الحرائق الناشئة.
أي دور للتكنولوجيا في الوقاية من الحرائق؟
فعلا، التكنولوجيا تساعد كثيرا في رصد الوضع الميداني، بحيث نعتمد اليوم على استخدام طائرات بدون طيار «درون» بعدد 15 وحدة درون، إضافة إلى 20 طائرة درون أخرى لسنة 2025، مع تكوين 85 إطارا في تشغيلها، وكاميرات مراقبة وخرائط رقمية لتحديد أماكن الخطر، كما يتم تحليل صور الأقمار الصناعية لمعرفة تطور الغطاء النباتي والاستعداد المسبق للتدخل عند الضرورة، إلى جانب ربط شراكات مع مراكز بحث علمي لتطوير أنظمة إنذار مبكر وحلول رقمية ميدانية.
هل تعتمدون على تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالحرائق؟
نعم، هناك مشاريع قيد الاستعمال تعتمد على تحليل المعطيات مثل الرطوبة والرياح ونوع النباتات لتحديد الأماكن المعرضة للحرائق، مثل هذه المعلومات تستخدم لتوزيع الوسائل بشكل أفضل وتحديد أولويات التدخل.
يشهد العالم تزايدا ملفتا في عدد حرائق الغابات خلال السنوات الأخيرة، كيف تساهم التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة في ذلك؟
هذا السؤال يطرح اليوم وبإلحاح على المستوى الدولي، فالمعطيات المناخية الحديثة تشير إلى أن التغيرات في المناخ تعد من الأسباب الرئيسية وراء الارتفاع المقلق في عدد وشدة حرائق الغابات حول العالم خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفعل تأثير ارتفاع درجات الحرارة، توالي موجات الجفاف وتراجع الرطوبة، وكلها عوامل تسرع من قابلية اشتعال الغطاء النباتي، كما تسجل تغيرات حادة في أنماط التساقطات المطرية، خاصة في مناخ البحر الأبيض المتوسط، مما يؤدي إلى نمو سريع للنباتات والأعشاب، ثم تجف هذه الكتلة النباتية في الصيف.
وماذا عن الجانب البشري؟
إلى جانب العوامل المناخية، فإن النشاط البشري غير المسؤول يعتبر العامل الأول لاندلاع الحرائق، ثم تتدخل بعد ذلك العوامل المناخية التي تزيد من حدة هذه الحرائق، فكل 9 حرائق من أصل 10 مسجلة في مناخ البحر الأبيض المتوسط يعود سببها للعامل البشري، من خلال التصرفات الخاطئة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عن قصد أو عن غير قصد، مثل التعدي على الغابات، التوسع العمراني العشوائي، سوء استعمال النار في الفضاءات الغابية وما جاورها، إضافة إلى مختلف مسببات حرائق الغابات، وكل هذا يساهم في خلق بيئة محفوفة بالمخاطر، وبالتالي يرى الخبراء أن هذه الظاهرة ليست نتيجة لعامل واحد، بل نتيجة تراكمات بيئية ومناخية وسلوكية.
ومن هنا، فإن التصدي لتزايد الحرائق يتطلب إستراتيجيات مزدوجة، من خلال الحد من آثار التغيرات المناخية عالميا بخفض الإنبعاثات الكربونية، ومن جهة أخرى تبني خطط تشاركية للوقاية والتدخل السريع، وهو ما شرعت فيه الجزائر كجزء من جهودها الإستباقية.
حاورته: إيمان زياري
في دراسة أعدها خبير البيئة و الاقتصاد الدائري كريم ومان
النفايات.. من الفرز إلى القيمة المضافة
يعتمد الاقتصاد الدائري المستدام على استرجاع النفايات و إعادة استعمالها وفق نظم تقنية و اقتصادية و بيئية محددة، لا يمكن التغاضي عنها لتحقيق الهدف الاجتماعي و الاقتصادي من العملية، و يرى خبير البيئة و الاقتصاد الدائري، كريم ومان، بأن العمل الميداني الجاد، و المدعوم بالمعرفة و البيانات الواقعية هو الطريق الصحيح إلى الاقتصاد الدائري المستهلك للنفايات القابلة للاسترجاع و إعادة الاستعمال من جديد دون الإضرار بالنظم البيئية و الصحية.
فريد.غ
و قد أعد كريم ومان، الذي كان يدير الوكالة الوطنية للنفايات، مديرا عاما لها، دراسة واقعية وافية تتعلق بعملية توصيف النفايات وبعدها التقني، و اعتبرها رافعة إستراتيجية أساسية لتعزيز القيمة الاقتصادية والاجتماعية للإقليم.
و قد حصلت الصفحة الخضراء بجريدة النصر على نص الدراسة، التي تكتسي أهمية كبيرة للجماعات المحلية، و الاقتصاد الوطني، المتوجه نحو التنوع وتحقيق الاستدامة
يقول خبير البيئة الجزائري كريم ومان بأن المؤشرات الناتجة عن عملية التوصيف ليست مجرد إحصائيات، بل تُعد أدوات حقيقية لمساعدة صناع القرار لدى الجماعات المحلية والمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين، موضحا بان الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية يتطلب أولاً وقبل كل شيء معرفة دقيقة بكميات التدفقات المختلفة وتقلباتها الموسمية، حيث يُعد تحديد الكميات الدقيقة لمختلف التدفقات المكونة للنفايات المنزلية عملاً شاقاً ويتطلب خبرة مؤكدة في هذا الميدان.
في الواقع، يضيف المتحدث في تقريره، فإن تقدير كمية صنف معين من النفايات يعني حساب إجمالي كمية هذا التدفق، و ضرب مثالا على ذلك بالقارورات البلاستيكية المصنوعة من مادة ال (بي.يو.تي) المنتجة في نطاق جغرافي معين قد يكون بلدية على سبيل المثال، و ذلك خلال سنة واحدة. ولتحقيق ذلك، يتم اعتماد منهجية التوصيف.
توصيف النفايات.. إجراء علمي دقيق
حسب كريم ومان فإن توصيف النفايات هو إجراء علمي ومنهجي يهدف إلى تحديد التركيبة الكمية (بالوزن أو الحجم) والنوعية (النوع) للنفايات المنتجة من طرف السكان في منطقة محددة. و تعد هذه المنهجية أداة لا غنى عنها لاتخاذ القرار من أجل إدارة عصرية وفعالة للنفايات. تنقسم المنهجية إلى ثلاث مراحل رئيسية هي أخذ العينات، الفرز و الوزن، و الاستقراء على كامل الإقليم المستهدف.
مرحلة أخذ العينات
تُعد هذه المرحلة الأكثر حساسية، إذ تعتمد مصداقية الدراسة بأكملها على جودة العينة المختارة، و الهدف هو جمع كمية من النفايات تعكس بشكل دقيق عادات جميع سكان المنطقة المدروسة.
و يعتمد اختيار عينة ممثلة على أساليب إحصائية دقيقة لضمان أن تعكس العينة تنوع الإقليم المستهدف بالدراسة.و حسب الباحث فإنه و لتحديد هذه العينة، يتم اختيار عدة مئات من الأسر النموذجية، مع مراعاة معايير متعددة، أهمها نوع السكن، و من الضروري أيضا احترام نسبة المنازل الفردية والسكنات الجماعية، لضمان تمثيل خصائص كل نوع من أنواع السكن.
و هناك معيار أخر ذو أهمية و هو المستوى الاجتماعي والاقتصادي للساكنة، إذ يمكن أن تختلف أنماط الاستهلاك بشكل كبير، حسب دخل الأسر، لذلك من الضروري إشراك أسر من أحياء مختلفة، لتمثيل هذا التنوع الاقتصادي و الاجتماعي.
و عادة ما تمتد عملية الجمع على أسبوع كامل لكل فصل من السنة، بهدف التقاط دورة استهلاك عادية، و تسمح هذه المقاربة بالحصول على بيانات دقيقة وتمثيلية للعادات الحقيقية لاستهلاك و إنتاج النفايات لدى الأسر المختارة.
مرحلة الفرز والوزن
بعد جمع عينة النفايات، يتم نقلها إلى منطقة فرز لتحليلها يدوياً، و تبدأ العملية بوزن العينة ككل، ثم تُفرش النفايات على طاولة فرز حيث يقوم العمال بفرزها إلى فئات محددة مسبقاً تُسمى “تدفقات”.
تشمل هذه التدفقات عادةً النفايات العضوية (القابلة للتحلل)، مثل بقايا الطعام، الورق والكرتون، الزجاج، المعادن، المنسوجات، البلاستيك وغيرها. يتم وزن كل تدفق على حدة، ثم تحسب النسبة المئوية لكل فئة مقارنة بالوزن الإجمالي للعينة. على سبيل المثال، بالنسبة لفئة البلاستيك، يتم فرز نفايات تغليف PET إلى فئات فرعية منفصلة، لأنها لا تملك نفس القيمة ولا نفس الاستخدامات الممكنة. تشمل هذه الفئات الفرعية الPET الشفاف، و «البيوتي» الملون، و «البيوتي» المعتم. ويتم وزن كل فئة فرعية بشكل منفصل، ما يسمح بتقديم صورة دقيقة جداً عن جودة وتركيبة كمية «البيوتي».
استقراء النتائج
المرحلة الأخيرة لتحليل تركيبة النفايات تتمثل في استقراء النتائج المتحصل عليها من العينة لتقدير الكميات السنوية لكل تدفق على مستوى كامل الإقليم البلدي، و تعتمد هذه العملية على مبدأ التناسب البسيط.
تُطبق النسب المئوية الناتجة عن الفرز اليدوي للعينة، على إجمالي كمية النفايات المنتجة من طرف إقليم البلدية خلال سنة واحدة.
كيفية حساب الكمية السنوية لتدفق معين الكمية السنوية للتدفق (طن)=
(وزن التدفق في العينة / الوزن الكلي للعينة) × الإنتاج السنوي للنفايات بالطن، و تسمح هذه المقاربة بتحويل البيانات المستخلصة من العينة إلى تقديرات دقيقة للكميات السنوية لكل نوع من النفايات على مستوى البلدية.
و باختصار، يتم تحليل عينة ممثلة من أكياس القمامة بالتفصيل لاستنتاج محتوى جميع نفايات البلدية خلال سنة واحدة.
و قدم خبير البيئة كريم ومان حالة عملية تتمثل في تقييم الكمية السنوية لنفايات تغليف البلاستيك PET لبلدية تعدادها 100,000 نسمة.
كإطار بلدي، كُلفت بمهمة تقدير الكمية السنوية لقارورات البلاستيك PET في بلديتي التي يبلغ عدد سكانها 100,000 نسمة. لإنجاز هذه المهمة، يجب أن أنظم العمل على مدار سنة كاملة لتغطية الفصول الأربعة.
المعطيات الأولية، إجمالي عدد السكان 100,000 نسمة، متوسط حجم الأسرة 5 أفراد، العدد الإجمالي للأسر 20,000 أسرة.
و تعتمد المنهجية أربع حملات توصيف موسمية على عينة ثابتة من 500 أسرة، كل حملة تدوم أسبوعاً.
نتائج توصيف النفايات الموسمية
قام فريق التقييم بفرز ووزن نفايات تغليف البلاستيك PET للعينة وكانت النتائج كما يلي:
حملة الربيع: 160 كلغ
حملة الصيف: 190 كلغ
حملة الخريف: 150 كلغ
حملة الشتاء: 140 كلغ
للحصول على قياس موثوق، تم حساب متوسط الحملات الأربع:
(160 + 190 + 150 + 140)/4 = 160 كلغ.
هذا يدل على أن عينة 500 أسرة تنتج في المتوسط 160 كلغ من نفايات قارورات البلاستيك PET أسبوعياً.
الإسقاط على كامل الإقليم البلدي
حساب النسبة لكل أسرة:
متوسط الإنتاج لكل أسرة في الأسبوع: 160 كلغ ÷ 500 أسرة = 0.32 كلغ/أسرة/أسبوع.
تعميم هذا المعدل على 20,000 أسرة:
0.32 كلغ/أسرة × 20,000 أسرة = 6,400 كلغ/أسبوع (6.4 طن).
الكمية السنوية:
6.4 طن/أسبوع × 52 أسبوع = 333 طن سنوياً.
النتيجة
استناداً إلى حملة توصيف شملت الفصول الأربعة، تم تقدير الكمية السنوية لنفايات تغليف البلاستيك PET في بلديتي ذات 100,000 نسمة بحوالي 333 طنا.
إبراز المؤشرات الرئيسية
الكمية السنوية المقدرة بـ 333 طنا من PET ليست مجرد رقم، بل تتيح استخلاص مؤشرات إستراتيجية عديدة، هذه البعض منها
العدد الإجمالي للقارورات سنوياً 10.1 مليون (333,000,000 غرام / 33 غراما لكل زجاجة).
الإنتاج لكل فرد 101 قارورة/فرد/سنة (أي حوالي قارورتين لكل فرد أسبوعياً).
التدفق اليومي البلدي: 27,650 قارورة تُنتج يومياً (تمثل 9 كلم من القارورات المصطفة يومياً).
الآثار التشغيلية و الاستراتيجية
إن التصور الواقعي لـ 333 طنا سنوياً، أي ما يعادل 10 ملايين قارورة سنوياً (حوالي 28,000 وحدة يومياً)، يعزز بشكل كبير الأبعاد التشغيلية و الاستراتيجية.
هذا التوضيح الكمي يلعب دوراً محورياً في تعبئة المنتخبين والمصالح التقنية للبلدية، إذ يبرر استثمارات كبيرة في أنظمة جمع وفرز واسترجاع فعالة، ضرورية لإدارة مثل هذا التدفق بكفاءة.
وأخيراً، فإن هذه الكمية البالغة 10 ملايين قارورة سنوياً تشكل حجة تجارية قوية وملموسة أمام المستثمرين المحتملين.
مؤشر الاستهلاك
إن كمية نفايات البلاستيك PET المنتجة لكل فرد في بلديتي ليست مجرد مؤشر بيئي، بل هي أيضاً أداة تحليل اقتصادي لمصالح التجارة وللفاعلين في قطاع المشروبات. إن 101 قارورة نفايات بلاستيكية PET لكل فرد في السنة هو مؤشر يعكس الاستهلاك المحلي ويمكن استخدامه من قبل منتجي السلع الاستهلاكية لتقييم سوق المشروبات في بلديتي.
كما يمكن الاستنتاج أن كل فرد في بلديتي ينفق ما بين 3,000 و15,000 دينار جزائري سنوياً على شراء المشروبات، ما يمثل سوقاً إجمالية تتراوح بين 30 مليون دينار و1.5 مليار دينار جزائري لإقليم البلدية بأكمله.
خلاصة الدراسة
تفرض عملية توصيف النفايات نفسها اليوم، إلى جانب بعدها التقني، كرافعة إستراتيجية لتعزيز القيمة الاقتصادية والاجتماعية للإقليم، فالمؤشرات الناتجة عن هذه العملية مثل الكمية السنوية المقدرة بـ 333 طنا من PET، عدد الزجاجات المنتجة أو معدل الاستهلاك الفردي ليست مجرد إحصائيات بسيطة، بل تُعد أدوات حقيقية لمساعدة صناع القرار لدى الجماعات المحلية و المستثمرين و الفاعلين الاقتصاديين.
تثمين هذه المؤشرات يعني أولاً تحقيق إدارة أكثر فاعلية لتدفقات النفايات، عبر استباق احتياجات الجمع و الفرز و إعادة التدوير.
كما تتيح الدراسة قراءة واقعية لإمكانيات السوق المحلي، قادرة على جذب المستثمرين في قطاع التدوير، و تحفيز عملية إنشاء فرص العمل، و تشجيع الابتكار في الاقتصاد الدائري.
و أخيراً، يقول الباحث و خبير البيئة الجزائري كريم ومان، فإن نشر هذه البيانات لدى الجمهور العام، وأصحاب المصلحة، يساهم في تعزيز الوعي الجماعي حول القضايا البيئية، ودفع التغيير نحو سلوكيات مستدامة.
وباختصار، فإن تثمين المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية لإدارة النفايات يحول القضية البيئية إلى محرك حقيقي للتنمية و إبراز جاذبية الإقليم لصالح الجماعات المحلية.
تسقط البيئة عن العناوين الرئيسية للأخبار، رغم التقارير الأممية حول قصف منشآت نووية في الشرق الأوسط، و لا ينتبه العالم للتبعات الوخيمة التي سيتحملها الكوكب بفعل الحروب الدائرة، التي خلفت وتخلف موتى بالآلاف وأطنانا من الأنقاض، ودمارا يخترق عمق التربة وهواء ملوثا بالسموم، وبصمة كربونية عالمية تعادل بصمة أكثر من 100 دولة مجتمعة.
البصمة الكربونية للحرب تعادل بصمة 100 دولة مجتمعة
وقد كشفت دراسة بحثية جديدة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، أن البصمة الكربونية للأشهر 15 الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة تتجاوز البصمة الكربونية للانبعاثات السنوية المسببة للاحتباس الحراري لأكثر من 100 دولة، مما يهدد كوكب الأرض بشكل أكبر ويؤدي إلى تفاقم حالة الطوارئ المناخية العالمية، إلى جانب ما خلفه العدوان من قتلى مدنيين. كما أوضح التقرير أن 50 بالمائة من هذه الانبعاثات الكربونية نتجت عن توريد واستخدام الأسلحة والدبابات.
وتوصلت الدراسة إلى أن أكثر من 99 بالمائة من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، المقدر أنها تولدت خلال الفترة الممتدة بين 7 أكتوبر 2023 ووقف إطلاق النار المؤقت في جانفي 2025، ناتجة عن القصف الجوي الإسرائيلي والغزو البري لقطاع غزة.
وجاءت حوالي 30 بالمائة من غازات الاحتباس الحراري المنبعثة في نفس الفترة، من عمليات إمداد الولايات المتحدة الأمريكية للكيان بحوالي 50 ألف طن من الأسلحة.
أما ما نسبته 20 بالمائة من الانبعاثات فناتجة عن عمليات الاستطلاع والقصف الجوية الإسرائيلية، والدبابات ووقود المركبات العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون الناجم عن تصنيع وتفجير القنابل والمدفعية.
ويقدر الباحثون أن التكلفة المناخية للعدوان على غزة واليمن وإيران ولبنان، ستكون طويلة الأمد وتعادل شحن 2.6 مليار هاتف ذكي، أو تشغيل 84 محطة طاقة تعمل بالغاز لمدة سنة كاملة، ويشمل هذا الرقم ما يقدر بـ557.359 طنا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
من جهتها، قالت أستريد بونتس، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحق الإنسان في بيئة نظيفة وصحية مستدامة : «إن ما نواجهه يؤثر بشدة على جميع أشكال الحياة في غزة، ويهدد أيضا حقوق الإنسان في المنطقة، بل وحتى في العالم بسبب تفاقم تغير المناخ».
إعادة الإعمار.. التكلفة الأكبر بيئيا
وغير بعيد عن الآثار البيئية للحرب على غزة وفي المنطقة عموما، تسلط الدراسة الضوء على التكلفة المناخية التي تعتبرها أكثر أهمية، وتأتي من إعادة بناء غزة التي اختزلها الكيان الصهيوني فيما يقدر بنحو 60 مليون طن من الأنقاض السامة، وخلصت الدراسة إلى ضرورة نقل الأنقاض بالشاحنات، ثم إعادة بناء 436 ألف مسكن، و700 مدرسة ومسجد ومستشفى ومكاتب حكومية ومباني أخرى، إضافة إلى كيلومترات من طرق غزة، ما سيكلف حوالي 29.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل إجمالي انبعاثات أفغانستان لعام 2023.
واعتبر محللون سياسيون، هذا التقرير بمثابة تذكير صادم ومحزن بالتكلفة البيئية والبيولوجية لحملة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع وشعبه المحاصر، محملين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة المسؤولية أيضا في ذلك، من خلال توفيرها لموارد عسكرية لا حدود لها من أجل تمكين إسرائيل من تدمير أكثر بقاع العالم كثافة سكانيا.
من جانب آخر، أشارت الدراسة إلى مخلفات الحرب الإقليمية بانضمام اليمن، بحيث أطلق الحوثيون ما يقدر بـ400 صاروخ على إسرائيل بين أكتوبر 2023 وجانفي 2025، مما أدى إلى توليد قرابة 55 طنا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، بينما ولد رد الفعل الإسرائيلي ما يقارب 50 ضعفا من غازات الاحتباس الحراري.
وعن التصعيد بين إسرائيل وإيران، أشارت تقديرات أخرى إلى أن العملية تجاوزت 5 آلاف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، علما أن إسرائيل قد تسببت في أكثر من 80 بالمائة منها.
وفي لبنان، فإن أكثر من 90 بالمائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المقدرة بـ3747 طنا، نتجت عن تبادلات متقطعة، جاءت من قنابل جيش الدفاع الإسرائيلي، بينما 8 بالمائة منها فقط مرتبطة بصواريخ حزب الله.
تهديم البرنامج النووي الإيراني.. تهديم للكوكب
حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل في 13 من جوان الجاري، من تداعيات الضربات العسكرية ضد المنشآت النووية وقالت:»...يجب عدم مهاجمة المنشآت النووية أبدا، بغض النظر عن السياق أو الظروف، إذ قد يلحق ذلك الضرر بالناس والبيئة». وبتوسيع الأهداف وسعت إسرائيل من نطاق المخاطر البيئية المحتملة، وأكدت الوكالة الدولية توثيق هجمات على نطنز الإيرانية التي تضم محطتين نشطتين لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى منشأة ثالثة قيد الإنشاء.
وأكدت الوكالة، أن أضرارا لحقت بمحطة تخصيب الوقود التجريبية وأضرار محتملة على منشأة تخصيب الوقود تحت الأرض، معتقدة أن هناك تلوثا إشعاعيا وكيميائيا في كلا الموقعين.
وموضحة، أن أجهزة الطرد المستخدمة لتخصيب اليورانيوم تستخدم سداسي فلوريد وهو شديد التفاعل، وإذا تم إطلاق اليورانيوم من الخزان أو أجهزة الطرد المركزي، سيتحول عند ملامسته للرطوبة في الهواء إلى فلوريد الهيدروجين وغاز فلوريد اليورانيوم.
وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن اليورانيوم 235 يصدر إشعاعات ألف بشكل أساسي، وحتى مع إمكانية حجبها عن طريق الجلد، فإنها خطيرة عند استنشاقها، بينما حددت الخطر النووي الأساسي الناجم عن نطنز، في تسرب فلوريد اليورانيوم المكون من يورانيوم عالي التخصيب.مضيفة، أن الآثار البيئية للهجمات على المواقع العسكرية تتباين تباينا كبيرا وتعتمد على المواد والأنشطة الموجودة في كل موقع، وتتمثل هذه الأخطار في الملوثات النموذجية لهذه المواقع، والزيوت، ومواد التشحيم والمعادن الثقيلة، والمواد النشطة، ومركبات الحرائق، والديوكسينات والفورانات.
إيران المتضرر البيئي الأكبر
تشير الإحصائيات التي نشرتها مختلف الهيئات الدولية المتخصصة في المناخ والبيئة ودراسة النزاعات، إلى أن إيران تواجه بصمة بيئية أكبر جراء الحرب مقارنة بإسرائيل، مع أن حوادث بيئية ذات صلة قد وقعت في الكيان أيضا، ففي جوان أصابت صواريخ مجمع مصفاة بازان للنفط قرب حيفا، مما تسبب في اندلاع حرائق وأضرار بخطوط الأنابيب.
كما تبرز التقارير أن كل ذلك يمكن أن يلحق أضرارا بالمناطق الحضرية، بما فيها المباني التجارية والسكنية، جراء مخاطر استنشاق مواد البناء المسحوقة ومنتجات الاحتراق.ويمثل الأسبستوس الذي حظرت إسرائيل استخدامه في عام 2011، مشكلة في أجزاء كبيرة من المنطقة، ولا يزال يثير قلقا بالغا في غزة خاصة وأن إسرائيل تحتفظ بأكثر من 100 مليون متر مربع من ألواح الإسمنت الأسبستي.ولعل من أبرز المخاوف التي أشارت إليها وكالة الطاقة، هي مخاطر التلوث المرتبطة بمنشآت الصواريخ المتضررة، إذ تمتلك إيران مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب والسائل، والعديد من أنواع وقود الصواريخ السائلة شديدة السمية، مثل بعض صواريخ إيران قصيرة المدى التي تعتمد على تصاميم سكود السوفيتية، والتي تستخدم كوقود ثنائي ميثل هيدرازين غير متماثل، وكمؤكسد حمض النتريك الأحمر المدخن المثبط.وقد ثبت أن إدارة هذه الأنواع وغيرها من وقود الصواريخ السائل والتخلص منه أمر بالغ الصعوبة في بيئات مثل أفغانستان وليبيا وأوكرانيا.وبحسب ما أشار إليه تقرير خاص لمرصد النزاعات والبيئة، فإن الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، تشكل تهديدا للغلاف الجوي العلوي، بحيث تعتبر طبقات الستراتوسفير والميزوسفير حساستين بشكل خاص لحقن الملوثات، إذ تكون عمليات إزالتها بطيئة جزئيا بسبب عدم هطول الأمطار.
ويمكن للتلوث أن يغير التركيب الكيميائي ودرجة الحرارة وأنماط دوران المواد، ويعتمد ذلك على حجم التأثير الدقيق المسجل على تركيبة الوقود أو المواد، والارتفاع الذي تطلق فيه.
إعداد: إيمان زياري
الخبيرة البيئية فاتن الليثي
غزة نقطة ساخنة وسيناريو المنشآت النووية ينذر بكارثة عظمى
وصفت الخبيرة البيئية والبروفيسور بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة باتنة، البروفيسور فاتن الليثي، العدوان على غزة بالنقطة الساخنة، واعتبرت أن الأخيرة تعاني وبكل المقاييس من مخاطر بيئية متعددة الأبعاد.
وأوضحت، أنها تجمع بين أوجه التلوث بمستوياته القاتلة وتراكم النفايات بأحجام مهولة، إلى جانب فقدان التنوع البيولوجي بكافة أشكاله ومظاهره برا وبحرا، إضافة لما تدفع به العمليات الحربية المكثفة وآلاف أطنان الذخائر والقنابل من آثار سلبية على الاحترار وتغير المناخ.
واعتبرت الليثي، أن الحروب من بين العوامل الرئيسية المسؤولة عن تدمير البيئة، إذ تسبب تلوثا مباشرا وغير مباشر وتدهورا في التنوع البيولوجي وتغيرا في المناخ.وبحسبها، تشمل الأضرار البيئية للحروب، تلوث الهواء والماء والتربة بالمواد السامة، وتدمير الغابات والأراضي الزراعية، وفقدان الأراضي الصالحة للزراعة، كما أن استخدام الأسلحة وتحركات القوات وتدميرها أعمال تزيد من تدهور البيئة والتلوث سريع الانتشار والعابر للحدود.وأضافت الخبيرة البيئية، أن الحروب تتسبب كذلك في آثار سلبية أخرى على البيئة مثل تدمير الموائل الطبيعية، وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يفاقم مشكلة تغير المناخ، مضيفة أن تأثيرها يمتد لاقتصاديات الدول والقدرة على التعافي البيئي بعد توقف الحروب.وبشأن الأضرار البيئية التي لحقت بغزة جراء الحرب واسعة النطاق، أوضحت أنها أفرزت مزيجا من تدمير الأراضي الزراعية، وتهجير السكان والقصف والحصار الإسرائيلي الشامل، مما أدى أيضا إلى معاناة القطاع من المجاعة.مشيرة إلى أن الكيان الصهيوني وبحلول مارس 2024، كان قد دمر ما يقرب نصف الغطاء النباتي «أشجار» والأراضي الزراعية بواسطة الجرافات والقنابل.كما تتحدث من جانب آخر، عن الخطر الكبير الذي يتهدد المياه في غزة وأوضحت أن النزاع أدى إلى إغلاق محطات معالجة مياه الصرف الصحي، مما تسبب في تلويث الشواطئ والمياه الساحلية والتربة والمياه المعدنية.
نحو تكرار سيناريو «فوكوشيما» و»تشرنوبل»
وبالنسبة للحرب على إيران، وصفت الخبيرة الأمر بالخطير، خاصة في حال تضمن سيناريوهات تشمل ضرب بقية المنشآت النووية، فكل واحدة منها تخدم وظائف مختلفة في البرنامج النووي كتخصيب اليورانيوم والبحوث العلمية، وتوليد الطاقة، وتحدد طبيعة هذه المنشآت نوع وكمية المواد المشعة المخزنة بها، مما يفرز عواقب بيئية.وتحذر الليثي، من الآثار الوخيمة لضرب المحطات النووية الإيرانية ، مؤكدة أنه سيؤدي إلى كوارث بيئية تشبه ما حدث في «تشرنوبل» سنة 1986 و»فوكوشيما» 2011.
موضحة، أنه يمكن للانفجار الفوري الناتج عن ضرب المحطة أن يدمر البيئة التحتية التي تقع ضمن 1 إلى 5 كيلومترات حولها، مع مستويات إشعاعية عالية جدا وتأثيرات حرارية تؤدي إلى حرائق بحسب قوة الضربة. وتشير الخبيرة، إلى احتمال أن تكون هذه المنطقة قاتلة على الفور لأي شخص، ومن المرجح أيضا حسبها إنشاء منطقة استبعاد كبرى، وستكون هذه المنطقة ملوثة بشدة الغبار المشبع مع مرور الوقت، مما يجعلها غير صالحة للسكن على مدى عقود من الزمن، في ظل تلويث التربة ومصادر المياه، والنباتات، وكل إمدادات الغذاء، مما يؤدي حسبها إلى تدهور بيئي طويل الأمد يمتد تأثيره إلى أجزاء واسعة من المنطقة.
إ.ز
زين العابدين هبول مطور أنظمة دفع خاصة بالأقمار الصناعية
الأقمار الصناعية فعالة جدا في حماية البيئة والتنبؤ بالكوارث
أكد الباحث الجزائري المتخصص في تطوير أنظمة الدفع الخاصة بالأقمار الصناعية، من جامعة "بيهانغ" بالصين، زين العابدين هبول، على أهمية الأقمار الصناعية التي تعد حاليا واحدة من أهم التقنيات التي توفر بيانات ومعلومات تساعد في حماية البيئة والتنبؤ بالكوارث الطبيعية قبل حدوثها، كما تحدث عن مجهودات الجزائر في هذا المجال، موضحا أنها لم تصل بعد إلى المعدلات التي تحقق الاكتفاء الذاتي.
وحتى توفر الجزائر عددا كافيا من الأقمار الصناعية تغطي مساحتها الشاسعة، يرى الباحث أن الحل يمكن في الأقمار صغيرة الحجم التي يتوجه نحوها كل العالم اليوم لخصائصها التقنية والاقتصادية غير المكلفة كما تطرق في حديثه للنصر، إلى اقتراحات وحلول تنهض ببلادنا في مجال التطبيقات الفضائية المتخصصة في الأمن البيئي.
تقدم معلومات استباقية للوقاية والتدخل السريع
وأوضح الباحث، أن الدول تسعى لتطوير بناها التقنية والمعلوماتية في ميدان الأقمار الصناعية نظرا لأهميتها في حماية البيئة من الأخطار سواء حرائق، أو القطع الجائر لأشجار الغابات خصوصا الكبيرة منها وكذا مواجهة التلوث باختلاف أوجهه.
وتوفر هذه التقنية معلومات تسمح بعقد مبادرات عالمية لحماية البيئة والمسطحات المائية، والحفاظ على الغابات الكبرى، مشيرا إلى بعض الأنواع كالأقمار الصناعية المزودة بكاميرات، أو الكاميرات متعددة الأطياف، والأقمار المزودة بالرادارات.
وتحدث المتخصص في تطوير أنظمة الدفع الخاصة بالأقمار الصناعية، من جامعة "بيهانغ" الصينية، عن البرامج المتخصصة في حماية البيئة التي تشترك فيها عدة دول، وتسمح بتوفير معلومات عبر "الساتل" مثل برنامج "غروب اون إيرث أوبسيرفيشن"، الذي تشترك فيه أكثر من 100 دولة ممثلة في شركات، ومجتمع مدني، وجمعيات، حيث تعمل هذه المؤسسات مع بعضها كما أوضح، على توفير معلومات ميدانية لمواجهة التغيرات المناخية.
كما يوجد البرنامج الأوروبي "كوبرنيكوس" مفتوح المصدر الذي يوفر البيانات من خلال الأقمار الصناعية "سانتينال 1" و"سانتينال2" راصدا تغيرات الغطاء الأخضر، وجودة التربة، وذوبان الجليد في القطبين، وكذا قياس حرارة سطح الأرض ومقارنتها بما كانت عليه في سنوات سابقة، بالإضافة إلى برامج أخرى تابعة لوكالة "ناسا"، وبرامج للأمم المتحدة.
وأوضح في هذا الصدد، أن الدول لا تستطيع العمل لوحدها في هذا الجانب مما يسبب نقصا في المعلومات، فالأقمار الصناعية التابعة لدولة معينة وفقا له، عندما تدور حول الأرض تستطيع استشعار اندلاع حريق في منطقة تكون فوقها ومن ثمة تعلم تلك الدولة بما يحصل فوق أراضيها.
الذكاء الاصطناعي طور عمل الأقمار الصناعية
وعرج هبول، إلى تطور عمل الأقمار الصناعية بعد تزويدها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي ساعدت على تجاوز بعض التحديات السابقة من بينها الدراسات النظرية والتطبيقية التي تعتمد على عدد كبير من الباحثين ليحللوا بيانات ضخمة، ناهيك عن توفر ما يُعرف حاليا بدمج البيانات عن طريق الذكاء الاصطناعي، وقد ساعد في ذلك تزود الأقمار الصناعية بمجسات البطارية، كاميرات، كاميرات حرارية، ورادارات.
كما أشار الباحث، إلى استخدام تقنيات أخرى مساعدة مثل التعليم العميق لتصنيف الغطاء النباتي واكتشاف التغيرات الطارئة عليه من خلال نماذج الذكاء الاصطناعي المطورة.
ومن التحديات التي ذكرها أيضا، صعوبة التقاط القمر الصناعي لما يجري داخل بعض الغابات بسبب كثافة الغيوم، وذكر على سبيل المثال غابة الأمازون.
وتحدث بالمقابل، عن برمجيات حديثة مثل "جان"، وتقنيات نزع الضباب والتشويش في الصورة، فضلا عن قدرتها على التعرف على ما يحصل والتنبؤ بالحرائق حسب طبيعة المناطق، إذا كانت جافة أو حرارتها مرتفعة، وقال هبول إن هذا التطور أسهم في منح الوقت للدول حتى تستعد لمواجهة التهديدات القادمة.
هكذا تحقق الجزائر التصنيع الذاتي للأقمار الصناعية
وبحسب الباحث المتخصص في تطوير أنظمة الدفع الخاصة بالأقمار الصناعية، من جامعة "بيهانغ" بالصين، زين العابدين هبول، فإن وكالة الفضاء الجزائرية كانت تملك عدة أقمار صناعية مخصصة للاستشعار ذكر منها "آلسات 1"، "آلسات 1 بي"، "آلسات 2 آ"، "ألسات 2 بي"مردفا، أنها كانت موجهة لمراقبة استخدام الغطاء النباتي، وأخرى لرصد الحرائق في الغابات وقد شاركت في مهمات عديدة.
مضيفا، أن المتصفح يستطيع الولوج إلى موقع وكالة الفضاء الجزائرية ليشاهد صورا عديدة التقطتها أقمار صناعية لاندلاع حرائق في دقائقها الأولى، واعتبر أن التنبؤ المبكر يساعد على التدخل في وقت أسرع ويحصر انتشار اللهب.
وتحتاج الجزائر وفقا للمتحدث، إلى توسيع استخدام هذه التقنية نظرا لشساعة مساحتها وما تحتاجه عملية مراقبة كل الغطاء النباتي، ناهيك عن توظيفها في المجال الزراعي، وكذا حماية المسطحات المائية.
ويرى، أن الأقمار الصناعية صغيرة الحجم مثل "ميكرو سات"، "نانو سات"، "كيوب سات"، تعد حلا أنسب لأن تصنيعها وإرسالها إلى الفضاء غير مكلف فضلا عن أن العالم كله يتوجه حاليا نحوها.
واعتبر الباحث، أن مشروع الانطلاق في إنتاج الأقمار الصناعية ليس بتلك السهولة كونه يحتاج إلى قاعدة صناعية جيدة وتكنولوجيات جد متقدمة في الإلكترونيات، والطاقة، والإرسال، ومشوار الجزائر في هذا المجال ما يزال طويلا حتى تستطيع الوصول إلى صناعة ذاتية.
ومن جملة الحلول والاقتراحات التي طرحها ويرى أنها ستحقق الفائدة، لفت إلى التوجه نحو الخوصصة لأن عددا كبيرا من شركات الأقمار الصناعية في العالم هي شركات خاصة حسبه.
وذكر، أن المعدل العالمي حاليا يشير إلى أن 50 بالمائة من الأقمار الصناعية تنتجها شركات خاصة تبيع البيانات، والصور والمعلومات والجزائر بدورها تستطيع الاستثمار في فتح المشاريع للشركات الناشئة أو شركات خاصة صغيرة.
مضيفا، أن البلد في حاجة إلى التطور في جانب المعلومة المحينة وتوفيرها، وذكر مثلا الرغبة في التعرف على التغيرات الطارئة في الغابات والتي تحتاج إلى توفر معلومات محينة حول الغطاء النباتي، كذلك الأمر فيما يخص نسب التلوث، ورمي الأوساخ، والقطع الجائر، والتخلص من النفايات المنزلية، وقال إن توفرها يسمح بمواجهة المشكلة سواء بتقنيات الأقمار الصناعية أو أخرى عادية.
كما تحدث الباحث أيضا، عن الاستعانة بشركات تقدم أبحاثا لتقنيات برامج مفتوحة المصدر، تحتوي على صور ملتقطة بأقمار صناعية يمكن أن يلج إليها أشخاص عاديون و يضيفون معلومات جديدة حول المشاكل البيئية فضلا عن رفع صور وإرسالها بالهاتف، وهكذا يستطيع المسؤولون على البرنامج الكشف عن المشكلة مباشرة، مثل إنذارات الحرائق.
واعتبر، أن هذه التقنيات أصبحت تشكل حجر الأساس سواء في حماية البيئة، أو التصدي للكوارث الطبيعية في كل أنحاء العالم.
إيناس كبير
صممه متربصان بمعهد التكوين المهني بتبسة
مبتكر يحول النفايات إلى غاز حيوي صديق للبيئة
عرض مؤخرا، متربصان بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بن طبال سليمان في مدينة تبسة، مشروعا في مجال الاقتصاد الدائري يحمل اسم Bio Gaz، وهو نظام متكامل لتحويل النفايات العضوية “الزراعية، الحيوانية، والمنزلية” إلى غاز حيوي صديق للبيئة، مما يقدّم حلا مستداما للتحديات البيئية والطاقوية.
وحسب المدير الولائي للتكوين المهني بالولاية لزهر بوذراع، فإن هذا الإنجاز ثمرة جهود المتربصين إسلام طالب وياسين طاهري، تخصص تقني سامي في الكيمياء الصناعية، وقد أشرفت عليه كوادر المعهد، حيث يلعب دورا مهما في تعزيز الطاقة المتجددة، وتحقيق الاستدامة البيئية، وتمكين الاقتصاد المحلي، فضلا عن تقديم حلول عملية لإدارة النفايات.
من جهتهما، أوضح المتربصان للنصر، أن آلة إنتاج الغاز من النفايات العضوية هي عبارة عن برميل توضع فيه النفايات، مكون من صمام بغطاء لإدخالها وآخر لخروج الغاز، زيادة على نقطة لخروج العصارة، وصمام أمان كبير.
ويمكن بفضل المبتكر، إنتاج 1متر مكعب من الغاز الحيوي ، من 10 كلغ من النفايات العضوية، مما يسمح بإنتاج الغاز للتدفئة والطهي، ويعود بالفائدة على سكان مناطق الظل على وجه الخصوص.
كما تكمن أهمية المشروع حسب المتربصين الاثنين، في الاستغلال الاقتصادي للنفايات وتثمينها من خلال استخلاص الطاقة منها، إلى جانب المحافظة على البيئة والمحيط، ويمكن الاستفادة من البيوغاز المستخرج، في إنتاج الطاقة الكهربائية وكذا استخدامه كوقود للسيارات.
وقد أكد مدير القطاع، أن مؤسساته تشتغل على فكرة الاستثمار في كفاءات الشباب كأساس للتنمية المستدامة، والمشروع يعكس قدرات المتربصين على تقديم حلول مبتكرة للتحديات البيئية.
ع.نصيب
حققت مراكز التخييم للتدخل داخل المناطق الغابية بقسنطينة، نتائج جيدة وساعدت على خفض معدل الكوارث جراء الحرائق التي عانت منها الغابات في سنوات سابقة.
إيناس كبير
ووفقا لمسؤول الإعلام والاتصال على مستوى محافظة الغابات بالولاية علي زقرور، فإن الغطاء النباتي استعاد أنفاسه بفضل تجنيد المورد البشري وتدريبه على التدخل السريع حماية للأمن البيئي والغذائي.
تتمركز هذه المخيمات في مناطق غابية رئيسية بولاية قسنطينة، يسهر أعوان من محافظة الغابات والحماية المدنية على مراقبة وحماية المحيط من التجاوزات والتصرفات الخاطئة الصادرة من مواطنين، إذ يتجندون على مدار 24 ساعة لتفعيل التدخل الفوري والسريع في حالة تسجيل أي اتصال وحتى صعود دخان ينذر باندلاع حريق.
والواضح أن هناك تحسنا ملحوظا في حالة المحيط الغابي بفضل هذا الإجراء، وهي مؤشرات رصدها مواطنون عبروا عن استحسانهم لفكرة المخيمات التي تعتبر حلا سريعا لمنع اشتعال الحرائق وانتشار النيران في حالة وجود شرارة، بدليل أن شهر ماي كاملا و النصف الأول من جوان لم يسجلا حوادث حرائق، ما كان له تأثير إيجابي على حرارة الجو.
مخيمات خاضعة لمعايير علمية
وقال مسؤول الإعلام والاتصال على مستوى محافظة الغابات بولاية قسنطينة، إن تجربة مراكز التخييم انطلقت السنة الماضية واختيرت من طرف لجنة علمية ولائية لتبدأ عملها منذ الفاتح ماي إلى غاية 31 أكتوبر.
وقد تمركزت في ست غابات رئيسية في الولاية، وذكر زقرور ثلاثة مراكز بالشراكة مع الحماية المدنية، وهي مركز شطابة للتخييم ببلدية عين سمارة، المنطقة التي عرفت كذلك دعما من طرف الولاية لاستصلاح البيت الغابي، إضافة إلى مركز بني يعقوب ببلدية ابن باديس في مركز الحرس البلدي سابقا، ومركز التخييم الشقرف ببلدية الخروب.
وأشار إلى ثلاثة أخرى تابعة لمحافظة الغابات، منها مركز المراقبة للغابات «الكنتور» ببلدية زيغود يوسف، ومركز المراقبة بالجباس بالإضافة إلى فرق التدخل على مستوى كل من المحمية البيولوجية جبل الوحش، وغابة المريج وفرقة الدعم والتدخل على مستوى المحافظة.
وأوضح، المتحدث أن هذه المناطق اختيرت لأنها تضم غطاء نباتيا كبيرا يحتاج إلى تدخل سريع، أيضا لقربها من منابع الماء وتوفرها على الكهرباء، بالإضافة إلى شبكات الهاتف والاتصالات اللاسلكية.
مراكز التخييم حققت نتائج إيجابية
وأكد المتحدث، أن نقاط التخييم داخل المناطق الغابية حققت نتائج فعالة منذ تثبيتها، بالرغم من تسجيل المحافظة حوالي 400 تدخل إلا أن الكوارث الناتجة عنها غائبة تماما.
وعن الأجهزة والمعدات المزودة بها، ذكر أن كل مخيم مدعم بوسائل متحركة، وسيارتي تدخل، وكذلك بالنسبة للمورد البشري المكون من ستة أعوان وعونين موسميين، بالإضافة إلى فرق الحماية المدنية الجاهزة والمتاحة طوال 24 ساعة صيفا وشتاء.
كما قال، إن الأعوان والضباط خاضعون للتدريب، خصوصا في جانب التعامل مع تقنيات التكنولوجيا الحديثة مثل استخدام الكاميرات المسيرة «درون» صغيرة وكبيرة الحجم، المتوفرة في المخيمات والتي تغطي حتى 40 كلم.
تجريب تقنيات مبتكرة أخرى بالتعاون مع معاهد وجامعات
وتحدث، عن تجريب تقنيات مبتكرة أخرى بالتعاون مع معاهد وجامعات لتدعيم عمل الأعوان، مثل الكاميرات الحساسة التي تُركب في أبراج المراقبة والمباني داخل الغابات وهو مشروع مبتكر من جامعة تيزي وزو.
وقدم زقرور، نماذج عن حالات التدخل، مشيرا مثلا إلى تلقي اتصال بخصوص اشتعال حقل قمح في منطقة معينة، فكان التدخل سريعا من طرف أعوان الحماية المدنية ومحافظة الغابات، وتم إطفاء الحريق في حينه دون تسجيل أي كوارث إلا تضرر حوالي 200 متر من الحشائش.
وأردف مسؤول الإعلام والاتصال، أن مخيمات التدخل سهلت العمل مقارنة بما كان عليه الوضع سابقا، خصوصا في المناطق الغابية الكبيرة أين يكون التدخل من المركز الإداري بطيئا في العادة، ما يؤدي إلى احتراق مساحات واسعة، بينما أصبح الأمر ممكنا وسريعا وفوريا حاليا بفضل المخيمات، خصوصا وأنها تسهر على مهمة الرقابة أيضا.
وذكر محدثنا، بعض التدخلات السريعة التي قاموا بها، قائلا إن اتصالا وصلهم من أشخاص حول اندلاع دخان بالقرب من منطقة ذراع الناقة، سمح بالسيطرة على النيران في وقت وجيز جدا دون تسجيل أي كوارث، مثمنا هذه الاستراتيجية التي يرى بأنها مهمة خصوصا في فصل الصيف. وأضاف، أن عدة ولايات أصبحت تعتمدها عليها على غرار باتنة، معسكر، سطيف، مع اقتراح تعميمها في كل القطر الجزائري.
وتعمل مراكز التخييم للتدخل داخل المناطق الغابية، في جانب التحسيس وخلق الوعي البيئي لدى المواطنين أيضا، حيث انطلقت قافلة تحسيسية وفقا لمحدثنا، شهر ماي المنصرم لتجوب مختلف بلديات قسنطينة بالإضافة إلى تعاون مواطنين مع أعوان محافظة الغابات في هذا الجانب من خلال الرقم الأخضر 1070 لحماية الأمن البيئي والغذائي في الوطن.
وفقا لنظام كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ
شهر ماي 2025 ثاني أكثر الأشهر حرارة في العالم
قال علماء في مجال التغيرات المناخية بنظام كوبرنيكوس التابع للإتحاد الأوروبي، إن شهر ماي 2025، كان ثاني أكثر الأشهر دفئا على مستوى العالم منذ بدء تسجيل درجات حرارة قياسية على مستوى كوكب الأرض، في وقت سجلت درجات حرارة عالية جدا بغرينلاند نتيجة لتأثير التغيرات المناخية.
وأوضحت خدمة كوبرنيكوس في نشرتها الشهرية، أن متوسط درجات حرارة الأرض خلال شهر ماي، كان أعلى بمقدار 1.4 درجة مئوية عن ما سجل في فترة ما قبل الصناعة 1850/1900.
وأضاف الباحثون، أن الشهر الماضي كان ثاني أعلى درجة حرارة بعد ماي 2024، والذي صنف هو الآخر كثاني أدفأ ربيع في نصف الكرة الشمالي، حيث انخفض المعدل هذه السنة بمقدار 1.12 درجة مئوية فقط عن الرقم القياسي لشهر ماي 202.
وبحسب خبراء البرنامج، فإن درجات الحرارة العالمية المتوسطة قد ارتفعت بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة في 21 من الأشهر 22 الماضية، وقال مدير خدمة كوبرنيكوس، كارلو بونتيمبو «قد يمنح هذا الانخفاض المؤقت الكوكب بعض الراحة، ولكن من المرجح أن نشهد خرقا آخر لعتبة 1.5 درجة مئوبة في المستقبل القريب بسبب استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي».
من جانب آخر، أشارت دراسة أصدرتها مجموعة «وورلد واذر آتريبيوشن غروب» أن تغير المناخ الناتج عن الإنسان قد تسبب في موجة حر غير عادية في أيسلاندا وغرينلاند، خلال شهر ماي الماضي، حيث ارتفعت درجات الحرارة بنحو 3 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي الأمر الذي أدى إلى تسريع ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند.
إ.زياري
في إطار حملة مكافحة حرائق الغابات: منابر المساجد للتحسيس ورفع درجة الوعي البيئي
أطلقت محافظة الغابات لولاية الجزائر، حملتها لمكافحة حرائق الغابات لموسم 2025، مستعينة بمنابر المساجد لرفع درجة الوعي لدى المواطنين خاصة في المناطق المجاورة للغابات، فيما انطلقت حملة وطنية واسعة جندت لأجلها كافة الإمكانيات البشرية والمادية المتطورة.
المبادرة وبحسب المكلفة بالإعلام والاتصال على مستوى محافظة الغابات للجزائر العاصمة، السيدة هجيرة حلاس، تأتي بالتنسيق بين مديرية الغابات والحزام الأخضر، ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف حيث تم بعد جلسة عمل إعداد قائمة بأسماء المساجد المعنية بالخطاب التحسيسي أيام الجمعات.واستنادا إلى ذات المصدر، فإن مديرية الغابات للعاصمة مقسمة إلى 3 مقاطعات، هي مقاطعة الشراقة، مقاطعة باينام، ومقاطعة بير خادم، بحيث يتم انتقاء مسجد في كل مقاطعة يوم جمعة، أين يشرف تقنيون من المديرية على تقديم دروس توعوية للمصلين قبل خطبة الجمعة.
ويحرص تقنيو الغابات من خلال هذا الدرس على تحسيس المصلين وتوعيتهم، مع تقديم الأسباب الردعية والنصوص القانونية التي تعاقب على المخالفات التي قد تصل إلى الجناية، فضلا عن الطرق الوقائية من انتشار الحرائق، خاصة بالنسبة للأحياء المجاورة للغابات كغابة بوشاوي وغابة باينام، من أجل إشراكهم في عملية حماية الغابات والتبليغ السريع عن الحرائق قصد السيطرة السريعة والفعالة على النيران.وأضافت السيدة حلاس، أن هذه الحملة انطلقت قبل عيد الأضحى، على أن تستمر طيلة فصل الصيف بمعدل خطبة في كل مقاطعة كل يوم جمعة، علما أن المبادرة بدأت الصيف الفارط بطريقة محتشمة، لتشمل هذه المرة نقاطا أوسع بهدف رفع درجة الوعي لدى المواطنين وإشراكهم في عملية حماية الغابات ونشر ثقافة التبليغ.يذكر أن كافة مديريات الغابات الولائية قد باشرت حملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات 2025، من خلال تنظيم دوريات لمنع جلسات الشواء وتنظيف الغابات من القمامة، وكذا إطلاق طائرات الدرون في عديد الولايات، للإطلاع على حالة الغابات بشكل أسرع وفي المناطق التي يصعب الوصول إليها وتسهيل عملية التدخل في حال تسجيل حرائق.
إ.زياري
مدير وحدة البحث في النباتات الطبية بولاية الأغواط: نطور بحوثا لزيادة خصوبة التربة ومقاومة المحاصيل للجفاف
يقود مدير وحدة البحث في النباتات الطبية بولاية الأغواط، البروفيسور فتحي بن رابح، جهودا علمية دقيقة تهدف إلى فهم العلاقة المعقدة بين النباتات والبكتيريا النافعة، كما يشتغل على جينات محورية تتحكم في المناعة النباتية خاصة في العقيدات الجذرية، ويعمل على استثمار نتائجه في تطوير محاصيل زراعية أكثر مقاومة للجفاف ونقص المغذيات، وعلى رأسها نبات الفصفصاء الغني بالبروتينات.
لينة دلول
كما يتحدث الباحث للنصر، عن مشواره العملي وكيف اختار تخصصه البحثي، ليقدم نموذجا ناجحا يقتدي به الطلبة الباحثون في الجامعات الجزائرية، معرجا لوصف طبيعة الأبحاث التي يشتغل عليها و فعالياتها البيئية و الاقتصادية، خصوصا وأنها تفتح آفاقا مهمة للزراعة المستدامة في البيئات الجافة وشبه الجافة.
هكذا نحسن استجابات مناعية للنباتات
وأكد المدير بمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة «CRBt»، والمدير العلمي للوحدة البحثية حول النباتات الطبية بالأغواط التابعة للمركز ذاته، البروفيسور فتحي بن رابح، أن الجينين MtPR10 وMtGRF8 ، يمثلان عنصرين أساسيين في منظومة مناعة العقيدات الجذرية لدى النباتات.
لأنهما كما أوضح، ينتجان بروتينات وظيفية تلعب دورا بالغ الأهمية في تنظيم التفاعلات الخلوية التي ترافق عملية التعايش بين النباتات و البكتيريا، وبشكل خاص بين البقوليات وبكتيريا الريزوبيا، وتعتبر هذه التفاعلات حاسمة في تكوين العقيدات الجذرية، وهي البنى التي يتم من خلالها تثبيت النيتروجين الجوي داخل التربة، ما يساهم في خصوبتها.
وأضاف بن رابح، أن هذه البروتينات تعمل على تثبيط بعض آليات المناعة الطبيعية لدى النبات، بما يسمح بحدوث التعايش السلمي مع البكتيريا المفيدة، دون أن يتم التعرف عليها كعوامل ممرضة، وهذا التوازن الدقيق بين المناعة والتسامح يعد مفتاحا لفهم آليات التكافل الحيوي في البيئة الزراعية، وله تطبيقات واعدة في تحسين مردودية المحاصيل الزراعية، لا سيما في البيئات الجافة وشبه الجافة.
وفيما يخص اختياره التخصص في هذا المجال الدقيق من البحث، والمتمثل في مناعة العقيدات الجذرية، بدلا من التوجه إلى مسارات أخرى أكثر شهرة في علوم النبات، أوضح البروفيسور أن الأمر لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة مسار أكاديمي وتراكمي طويل بدأ من الجزائر.
وقال في هذا الصدد :»كنت طالبا جامعيا في الجزائر، ثم انتقلت إلى فرنسا لمواصلة دراستي الجامعية، حيث تحصلت على ليسانس، ثم ماستر، ثم دكتوراه في تخصص البيولوجيا.
وذكر، أنه في بداية مشواره العلمي كان مهتما أكثر بـالمناعة الحيوانية، لما تتمتع به من وفرة في المعلومات الجينية وتشعب في آليات الدفاع، غير أن اهتمامه أخذ منحى آخر عندما أدرك أن النباتات على عكس الحيوانات، لا تملك القدرة على الهروب أو الحركة عند تعرضها للخطر بل تطور استراتيجيات دفاعية معقدة وثابتة في مكانها. هذا الإدراك العلمي كما أضاف، كان نقطة التحول التي دفعته إلى التركيز على المناعة النباتية، والتي وصفها بأنها مجال غني جدا علميا لكنه أقل استكشافا مقارنة بالمناعة الحيوانية. ومن هنا بدأ تعميق اهتمامه بالعلاقة التفاعلية بين النبات والبكتيريا المفيدة، وخاصة تلك التي تدخل في تكافل مع البقوليات.
التكوين في الجزائر نقلني إلى مخابر دولية مرموقة
وأوضح بن رابح، أن هذا الاختيار قد مكنه من العمل في مخابر دولية مرموقة، على غرار المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا «CNRS»، بالإضافة إلى مساهمته في أبحاث جماعية داخل فرق بحث مختصة في الجينات النباتية ومناعة الجذور، وهو ما أتاح له اكتساب خبرة عميقة عززت موقعه كباحث في علم الجينات النباتية، ومكنته لاحقا من الإشراف على وحدة بحثية متخصصة في الجزائر.
وشدد البروفيسور، على الأهمية البالغة لفهم وظيفة العقيدات الجذرية في سياق العلاقة التكافلية بين النبات والبكتيريا المثبتة للنيتروجين، مبرزا أن هذا التوازن الدقيق يعد أساسيا لضمان نجاح التفاعل الحيوي الذي يغني التربة ويعزز نمو النبات.
وأوضح، أن فشل النبات في تنظيم الاستجابة المناعية بشكل دقيق قد يؤدي إلى تدمير البكتيريا النافعة بشكل سريع، مما يفقدها القدرة على الاستفادة من الدور الحيوي الذي تقوم به في تثبيت النيتروجين وتحويله إلى شكل قابل للاستغلال داخل الخلايا النباتية.
وأضاف قائلا :» إذا لم يتم التحكم الجيد في المناعة، فإن البكتيريا قد تعامل كعنصر ممرض، ما يؤدي إلى القضاء عليها قبل أن تنجز وظيفتها.»
وصرح المتحدث، بأن من أهداف هذا النوع من الأبحاث، هو تطوير نباتات ذات استجابات مناعية أقل حدة تجاه البكتيريا النافعة، ما يطيل من عمر هذه الأخيرة داخل العقيدات، ويحسن من قدرتها على تحويل النيتروجين الجوي إلى مركبات مفيدة للنبات وبذلك، يتحقق هدف مزدوج رفع مستوى النمو النباتي وتعزيز تركيز النيتروجين العضوي في الأنسجة النباتية.
وفيما يخص المنهجية المعتمدة، أشار البروفيسور إلى أن الدراسة انطلقت من تحديد مجموعة من الجينات الرئيسية عبر تقنيات حديثة تصنف ضمن ما يعرف بـعلوم الأوميكس، وبشكل خاص تقنيات الترانسكريبتوميكس والبروتيوميكس، التي تمكن من دراسة البروتينات المنتجة في ظروف معينة.
أبحاث تتطلب صبرا طويلا و نظرة استراتيجية
وأضاف، أنه بعد هذه المرحلة العامة، يتم التعمق في دراسة الجينات المرشحة الأكثر أهمية، وهنا تُستخدم تقنيات دقيقة مثل الاستنساخ الجيني والتحليل الجزيئي وهي أدوات تتيح فهم الوظيفة الدقيقة لتلك الجينات ودورها في التفاعل المناعي والتكافلي داخل العقيدات.
ولم يخف بن رابح، التحديات الكبيرة التي واجهها فريقه خلال دراسة الجينات المرتبطة بمناعة العقيدات الجذرية، مشيرا إلى أن العمل في نظام بيولوجي معقد مثل العلاقة التفاعلية بين النبات والبكتيريا، يطرح صعوبات علمية ومنهجية دائمة.
وأكد، أن هذا النوع من الأبحاث يتطلب صبرا طويلا ونظرة استراتيجية، إذ أن ما يقارب 70 بالمئة من النتائج التجريبية يتم استبعادها، بينما تستثمر فقط 30 بالمئة منها في الوصول إلى استنتاجات دقيقة، لأن مسار البحث مفتوح على احتمالات غير متوقعة، ولا يمكن التحكم مسبقا في مخرجاته.
ومن بين أبرز التحديات التي واجهها الفريق الذي يشرف عليه، صعوبة تحديد الجينات ذات الصلة الدقيقة بالتفاعل المناعي، فضلا عن التعقيدات التي تواجههم عند محاولة فهم العلاقات الوظيفية والتشابك بين هذه الجينات.
وقال البروفيسور، بأنه وخلال مراحل البحث ظهرت نتائج غير متوقعة تماما، منها التعرف على مجموعة أخرى من الجينات التي يبدو أنها تلعب دورا في التفاعل المناعي، إلا أن دورها الدقيق لا يزال غير مكتشف، ولا تزال العلاقة التي تربطها مع الجينين الأساسيين قيد الدراسة.
نتائج فتحت أفاقا بحثية واعدة
وأشار البروفيسور، إلى أن هذه النتائج فتحت آفاقا بحثية واعدة، حيث يسعى في المراحل المقبلة إلى تعميق البحث حول هذه الجينات الجديدة، وفهم تأثيرها وآليات تدخلها في شبكات الدفاع النباتي، بما قد يقود مستقبلا إلى تحسين قدرة النباتات على التكيف والتعايش مع البيئات المختلفة.
كما أكد، أن نتائج البحث الذي يشرف عليه لا تظل حبيسة المخابر، بل تهدف أساسا إلى تطوير محاصيل زراعية أكثر مقاومة للضغوط البيئية، مثل الجفاف ونقص المغذيات، وذلك من خلال تحسين القدرة التعايشية للنباتات مع البكتيريا المثبتة للنيتروجين.
وأكد، أن هذه النتائج توظف خصوصا مع نبات الفصفصاء أو الألفالفا لما له من أهمية اقتصادية وغذائية كبيرة، كونه نبات غني بالبروتينات التي تشتق في جزء كبير منها من النيتروجين.
وأوضح أن تعزيز قدرة الفصفصاء على تثبيت النيتروجين بطريقة أكثر كفاءة سيؤدي إلى إنتاج أكبر من البروتينات في نفس المساحة الزراعية، وهو ما يسمح حسبه بتحقيق مكاسب مزدوجة، منها تقليل الحاجة إلى الري والمساحات المزروعة، وفي الوقت نفسه تحسين نوعية النبات وقيمته الغذائية، مما يفتح آفاقا مهمة للزراعة المستدامة في البيئات الجافة وشبه الجافة.
وفيما يخص الجانب التطبيقي، كشف المتحدث أن الجزائر انطلقت بالفعل في برامج ومشاريع بحثية لنقل هذه المعارف المخبرية إلى الميدان الزراعي، مؤكدا أن فريقه يعمل ضمن مشروع ممول من طرف الدولة تحت مظلة البرنامج الوطني للبحث (PNR).
وعن واقع البحث العلمي في الجزائر، أشار بن رابح إلى أن البلاد تمتلك كفاءات بشرية وقدرات تكنولوجية عالية في مجال البيولوجيا الجزيئية، ما يجعلها قادرة على دخول غمار المنافسة العلمية العالمية.
و شدّد في المقابل على أن العقبة الكبرى التي ما تزال تعرقل التقدم، تتعلق بـصعوبة استيراد المواد الكيميائية والمستلزمات المخبرية الضرورية.
مضيفا بالقول، أن تسهيل الإجراءات الإدارية وتحديث أنظمة الاستيراد وتوفير المرونة في تسيير التجهيزات والمشتريات العلمية، تمثل أولى خطوات اللحاق الفعلي بالركب العلمي العالمي.
حاز فريق من الباحثين الشباب بمركز البحث في البيئة لولاية عنابة، التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بقيادة الباحثة ريميتة فريال، على براءة اختراع من المعهد الوطني الجزائري للملكية الفكرية، في أول اختراع لتنقية المياه المستعملة في مجال المحروقات بتقنية النانو الخضراء.
إيمان زياري
وتمكن الفريق مؤخرا، من نيل براءة اختراع لمشروعه الرائد وطنيا، بعدما كان قد قدم ملفا حوله سنة 2023، وهو بحث يعتمد على استعمال تقنية النانو الخضراء الفريدة من نوعها تكنولوجيا، لمعالجة النفايات السائلة.
بدأ المشروع من فكرة للباحثة والدكتورة في البيولوجيا فريال ريمية خريجة جامعة باجي مختار عنابة، حيث التحقت بمركز البحث في البيئة وباشرت نشاطها رفقة الباحثين هناك حول تثمين ورقمنة النفايات والطاقات المتجددة، وكذا مشروع محطة تصفية المياه الملوثة بالمحروقات، إلى جانب مشروع تربية المائيات.
نبتة سامة تحيي مياها ملوثة وتنقذ البيئة
أوضحت صاحبة الفكرة للنصر، أن أولى مراحل مشروع محطة التصفية انطلقت منذ نحو 3 سنوات، عندما دخلت الدكتورة ريمية في شراكة مع المركز، للعمل على بحوث جادة حول التحكم أولا في تقنية النانو الخضراء، ومن ثم استخلاص جسيمات النانو من بعض النباتات، على غرار نبتة «لايلونت» السامة، التي كانت قد صنفت ضمن خانة الخطر من قبل مصالح الغابات.
وقالت، إن ذات المصالح تقدمت في وقت سابق إلى المركز من أجل طلب المساهمة في التخلص من هذه النبتة بطريقة لا تلحق أضرارا بالبيئة، وهكذا أخضعت جسيماتها للتجارب على الفئران أين تم تحديد مستوى التسمم، ومن ثم التأكد من طبيعتها السامة. انتقلت التجارب بعد ذلك إلى المياه وبشكل خاص المياه الملوثة بالمحروقات والمعادن الثقيلة وتم التأكيد بأنها غير سامة.
من أجل اقتصاد دائري
لم تكن انطلاقة فريق الباحثين الذي نجح في تجاربه الأولى حول هذه الجسيمات اعتباطية، حيث أكدت الدكتورة ريمية، أن استراتيجية مركز البحث بعنابة تمركزت دائما حول التوجهات الوطنية والاحتياجات الراهنة.مضيفة، أن المركز يعتمد جملة من الركائز في مقدمتها العمل من أجل تحقيق وإرساء الاقتصاد الدائري، وذلك من خلال التخلص من الأشياء السلبية عبر إعادة استغلالها لأغراض بيئية مفيدة.وأوضحت الباحثة، أن العمل كان عن طريق التخلص من النبتة السامة في الطبيعة عبر نزعها، ثم استغلاها لاستخلاص جسيمات مفيدة خاصة في مجال معالجة وتنقية المياه، وهو موضوع تصنفه في خانة المواضيع الأكثر أهمية في ظل الكثير من المشاكل التي تواجه العالم وليس الجزائر فحسب، بسبب تزايد مخاطر تلوث المياه وشحها، والجفاف الذي يتهدد العديد من المناطق.وقد نجح فريق البحث المكون من 8 أفراد كما أشارت إليه، في إطلاق أول مشروع مصغر بقيادتها، بينما يتولى باقي الفريق مهامه كلا وفق تخصصه، علما أن المجموعة تضم أيضا مهندسا في البيولوجيا ومهندسة في التقنيات وغيرهم.
فعالية حتى في تحلية مياه البحر
ولأن المشروع يرتكز على تنقية المياه الملوثة ومعالجتها، فقد أكدت الباحثة أن التقنية التي يعتمدها فريق العمل من خلال محطة التصفية، لا تقتصر فقط على تصفية المياه الملوثة بالمحروقات أو المعادن، وإنما تمتد فاعليتها إلى عملية تحلية مياه البحر.
وأوضحت أن مياه البحر الواجب تحليتها يجب أن تخضع للمعالجة أولا باعتبارها مياها ملوثة، وهذا هو الدور الذي تقوم به محطة التصفية التي تمكنت من تقديم إضافة ملموسة.
ويشكل المشروع بكل ما يقدمه من فوائد وخدمات لإعادة استعمال المياه الملوثة وتنقيتها، استجابة للقوانين والالتزامات الدولية التي تفرضها الوحدة العالمية للموانئ، والتي تفرض عقوبات على الدول التي تطرح مياها ملوثة في البحار، مما يجعل هذه المحطة نقطة إيجابية في مسار برنامج تنقية المياه على المستوى الوطني.
من الموانئ إلى المؤسسات الصناعية
وكشفت الباحثة فريال ريمية، أنه من المنتظر أن تباشر وحدة تصفية المياه المتنقلة عملها بشكل رسمي على مستوى ميناء سكيكدة، وذلك في إطار تنسيق مشترك مع المركز.
وقالت، إن النتائج الكبيرة التي قدمتها أسالت لعاب العديد من الشركات الصناعية الخاصة، وذلك من أجل الاستفادة من خدماتها في مجال تنقية المياه الملوثة الناتجة عن التصنيع، في إطار سياسة وزارة البيئة التي تفرض على الصناعيين تنقية المياه التي ترمى في السدود أو الوديان كذلك، ومعاقبة كل من يتجاوز ذلك بعقوبات صارمة تصل إلى درجة الغلق النهائي.وأوضحت الباحثة، أن التجارب العملية للوحدة بدأت على مستوى مينائي سكيكدة وعنابة قبل نحو سنة، وكان يفترض تشغيل أول محطة بميناء عنابة، إلا أن بعض العراقيل حالت دون ذلك، فتم التواصل مباشرة مع ميناء سكيكدة. وبعد التجارب جرى تبني المشروع وتقرر وضع وحدة التنقية خلال أجل أقصاه شهر، وبسعة 5 أمتار مكعبة في الساعة.مضيفة، أن سعة الوحدة يحددها الزبون، علما أنها وصلت إلى معالجة 40 مترا مكعبا في الساعة، ما يعني أن الوحدة تتناسب مع حجم المياه الملوثة المراد معالجتها.
ابتكار وصناعة جزائرية خالصة
كما تمكن فريق العمل الذي نجح في صناعة وحدة تنقية المياه الملوثة بالمحروقات أو المعادن الثقيلة، من تقديم منتج جزائري 100 بالمائة، بحيث قالت رئيسة الفريق فريال برتيمة، إن كل ما تم الاعتماد عليه في المشروع جزائري، بداية بالفكرة، والفريق، والكفاءات التي عملت عليه وصولا إلى المواد التي دخلت في عملية الإنجاز، بما في ذلك التجهيزات التي وفرت بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية.
ودعت الباحثة، الشباب من خريجي الجامعات إلى المضي قدما في مجال البحث والابتكار، مؤكدة على ضرورة الإيمان بأن الفكرة يمكن جدا أن تتحول إلى حقيقة. لتثني على المراحل المتقدمة التي بلغتها الجزائر في هذا الميدان بفضل فتح الباب أمام المبدعين والشغوفين بخدمة البلاد وتقديم تسهيلات ومساعدات ساهمت في الكشف عن خزان هائل من الكفاءات الشبانية.
ابتكره ابن مدينة الوادي محمد عبد النور دادي
نظام زراعي صديق للبيئة يدمج تربية المائيات في عملية الزراعة
قدم متربص بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بحساني عبد الكريم بالوادي، مشروع تخرج يتمثل في نظام زراعي مبتكر صديق للبيئة، يدمج بين تربية الأسماك والإنتاج الزراعي في دارة مغلقة مزودة بأداة لتصفية المياه الزائدة، ولوحة طاقة شمسية لتشغيلها وقت الحاجة.وقال دادي محمد عبد النور، وهو متربص مستفيد من تكوين تأهيلي موجه للمستفيدين من منحة البطالة، أن مشروع تخرجه عبارة عن تصميم نظام زراعي في دارة مغلقة، تتكون من 04 أنظمة منها حوض لتربية الأسماك، وجهاز لترشيح المياه وتصفيتها، والأحواض المخصصة لاستنبات الشتلات والبذور وتعمل كلها بالطاقة الشمسية.
وذكر صاحب المشروع، أن الحوض المائي المخصص لتربية الأسماك يستغل ما تنتجه هذه الكائنات الصغيرة من نفايات غنية بالعناصر الغذائية للنبات، ويعيد معالجتها لتصبح آمنة للاستعمال عبر أداة مدمجة بمضختين، واحدة تعمل على سحب مياه الحوض وتحويلها إلى نظام الترشيح الذي يزيل الفلتر الميكانيكي للنفايات الصلبة، ومضخة ثانية تدفع المياه المصفاة من أسفل الحوض الغنية بالأسمدة الطبيعية نحو أحواض الزراعة.
وأضاف محمد عبد النور، أن نظام النباتات تمتص العناصر الغذائية المتحللة في المياه وذلك على شكل عناصر غذائية، حيث تتم العملية عن طريق الجذور التي تعتبر مهمة في استمرار دورة المياه أيضا، بداية من صندوق الأسماك، و مرورا بأداة الترشيح التي توظف لأجل تصفية الماء بشكل جيد عن طريق إزالة النترات الزائدة من المياه، ونقلها عبر الجاذبية أو الأنابيب إلى حوض الأسماك.كما تم تخصيص جهاز لتوليد الكهرباء يعمل حسب ذات المتربص، عن طريق الطاقة الشمسية النظيفة والمتجددة، لتشغيل المضخات المثبتة على النظام الزراعي المبتكر في صندوق مياه تربية المائيات، وتدوير جهاز ترشيح المياه المستعملة فيه كذلك، بالإضافة إلى تشغيل جهاز تزويد الأسماك بالأوكسجين في المياه، مؤكدا حرصه على استغلال كل ما هو صديق للبيئة، التزاما بتوصيات الأستاذ المشرف على مشروع.
وأشار المتربص، إلى خاصية نظامه الزراعي الذي يعتمد بالأساس على دورة المياه المستدامة ويقلل من استخدام هذه الثروة بشكل مفرط في الزراعة، ناهيك عما تكلفه من حاجة للطاقة كهربائية وأسمدة كيميائية للزراعة، حيث يسمح بإنتاج الخضروات الطبيعية والأسماك بطريقة مثالية، تضمن الحصول على غذاء صديق للبيئة صالح في المناطق الحضرية والنائية.
ويمكن استغلال المشروع حسب المتحدث، في زراعة المساحات الصغيرة على غرار المشاتل الخاصة باستنبات شجيرات مختلف المزروعات من خضر وفواكه، وذلك في بيئة آمنة بعيدا عن الأمراض التي تتسبب فيها الزراعة في المساحات العادية، وهو ما يؤهله لأن يكون مشروعا يدر على صاحبه أموالا بما يوفره من شتلات للمزارعين.كما يسهل تجسيد هذا النوع من المشاريع في الزراعة على الأسطح، وداخل الأفنية في المنازل لاستزراع نباتات الزينة وحتى الخضروات وبعض الفواكه، التي يمكن أن تنتج في البيوت دون الحاجة لزراعتها بالطريقة الكلاسيكية التي قد تتأثر بالأعشاب الضارة ومختلف عوامل البيئة الأخرى.
ويأمل المتربص مستقبلا في تطوير مشروعه أكثر، بعد الأخذ بعدد من توصيات الأساتذة المشرفين عليه في المعهد، وإدخال بعض التعديلات الأخرى التي تتطلب تثبيت أجهزة ذكية في نظامه الزراعي كأجهزة قياس دراجات الحرارة، والرطوبة، و قوة الرياح، والتي تعزز من قوة المشروع ونجاحه ضمن الأنظمة المثالية كحل مستقبلي للأمن الغذائي المستدام و إدارة موارده. منصر البشير
فرصة الجزائر لتحقيق التحول الطاقوي والاستدامة
الاستثمارات الخضراء تثري الاقتصاد وتقلص البصمة الكربونية
تبرز العلاقة الوثيقة بين التحول الطاقوي والاستثمار الأخضر، كأحد أبرز محاور التحول العالمي نحو تحقيق تنمية مستدامة، في ظل تصاعد التحديات المناخية وتزايد الحاجة الملحة إلى حلول جذرية للحد من الانبعاثات الكربونية، ويرى خبراء أن هذه العلاقة تشكل فرصة ذهبية أمام الجزائر لتنويع اقتصادها وتقليص بصمتها الكربونية، نظرا لتوفر إمكانيات طبيعية هائلة وإرادة سياسية تعترف بحتمية تنويع الاقتصاد الوطني.
إعداد : إيمان زياري
يمثل دمج الطاقة المتجددة قضية حاسمة في السعي لتحقيق التنمية المستدامة على نطاق عالمي، ويشكل جزءا أساسيا في الاقتصاد الأخضر. ومع تزايد المخاوف بشأن تغير المناخ ونضوب الموارد الأحفورية، تقدم الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهربائية والطاقة الحرارية الأرضية، استجابة فعالة للتحديات البيئية المعاصرة، بحيث لا يقتصر هذا الاستخدام المتزايد لمصادر الطاقة المتجددة على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فحسب، بل يعزز أيضا الانتقال إلى أنظمة طاقة أكثر مرونة واستدامة.
وقد صنفت تركيزات غازات الاحتباس الحراري بحسب تقرير صادر عن هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة في العام 2021، كواحدة من أربعة مؤشرات رئيسية لتغير المناخ التي يفرض علاجها التوقف عن الاعتماد على الطاقة المنتجة من الوقود الأحفوري، الذي يعد السبب الرئيسي لتغير المناخ.
وبحسب تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، فإن هذا الوضع يوجب تسريع التحول إلى الطاقة المتجددة من خلال الاعتماد على تكنولوجيات الطاقة المتجددة وتحسين الوصول إلى المكونات والمواد الخام على مستوى العالم، إلى جانب تحقيق تكافؤ الفرص في مجال تقنيات الطاقات المتجددة، وإعادة توجيه دعم الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر متجددة. مع ضرورة توفير استثمارات ثلاثية في الطاقات المتجددة لا يجب أن تقل عن 4 تريليون دولار أمريكي سنويا بما في ذلك الاستثمارات في التكنولوجيا والبنية الأساسية، لتحقيق هدف الانبعاثات الصفرية الصافية بحلول عام 2050.
خفض انبعاثات الكربون.. تحدي الاقتصاد الأخضر
وبينما يعبر التحول الطاقوي عن التوجه نحو استخدام مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، يمثل الاستثمار الأخضر الآلية المالية والاقتصادية التي تدعم هذا التحول وتسرع من وتيرته، إذ يمثل خفض انبعاثات الكربون تحديا رئيسيا للتنمية المستدامة، وتلعب الطاقة المتجددة دورا محوريا في هذا المسعى، فمن خلال استبدال الوقود الأحفوري ببدائل متجددة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية، يمكن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل كبير.
ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، فإن التحول الكبير إلى هذه الأنواع من الطاقة، يمكن أن يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بنسبة تصل إلى 70 بالمائة بحلول سنة 2050، مما يسهم في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وعلى عكس محطات الطاقة التي تعمل بالفحم أو الغاز، والتي تصدر كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون لدى حرق الوقود الأحفوري، تولد محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، الكهرباء دون أي عملية ملوثة، فضلا عن أن استخدام تقنيات وأنظمة إدارة طاقة أكثر كفاءة يزيد من كفاءة الطاقة الإجمالية، مما يحد من الطلب على الوقود الأحفوري وعواقبه البيئية.
* الخبيرة في الطاقات المتجددة الدكتورة كريمة قادة تواتي
فرصنا كبيرة لتنويع اقتصادنا في ميدان ما يزال فتيا
قالت الخبيرة في مجال الطاقات المتجددة، وعضو المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الدكتورة كريمة قادة تواتي، إن الجزائر تمتلك قدرات هائلة في ميدان الطاقة المتجددة، وفرصا كبيرة لتنويع اقتصادها في إطار ما يصطلح عليه بالاستثمارات الخضراء، خاصة في ميدان الطاقات المتجددة الذي ما يزال فتيا جدا في الجزائر، ويمكنه أن يفتح باب التصنيع وبطاقات هائلة بدلا من اللجوء للاستيراد.
وترى الخبيرة، أن استمرار الاعتماد بشكل كبير على عائدات صادرات النفط والغاز، يجعل من اقتصاديات الدول هشة أمام تقلبات أسعار السوق العالمية، ويقيد نمو قطاعات أخرى، وهنا تبرز الاستثمارات الخضراء كخيار إستراتيجي لا غنى عنه لتأمين مستقبل اقتصادي ومراع للبيئة. معتبرة، هذا التحول أكثر من ضروري وقدمت قراءات إيجابية حول مستقبله في ظل امتلاك الجزائر لإمكانيات طبيعية ضخمة في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وقالت، إنها مزايا طبيعية تجعل الاستثمارات الخضراء ممكنة و ذات كفاءة في إنتاج الطاقات المتجددة، والإدارة المستدامة للموارد والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، فهي لا تتيح حسبها، تنويع مصادر الطاقة وتقليص الاعتماد على المحروقات فحسب، بل تسهم أيضا في تنويع الاقتصاد الجزائري ككل، كما تعزز الأمن الطاقوي للبلاد عبر الحد من التبعية لتقلبات أسواق الوقود الأحفوري.
موارد طبيعية هائلة وتشريعات ملائمة
كما تؤكد الدكتورة قادة تواتي، على أن هذا الواقع يجعل من التحول الطاقوي مشروعا وطنيا واعدا، تتصدره الطاقات المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة، إلا أنها تعترف بصعوبة تحقيق ذلك دون جهود منسقة واستثمارات كبيرة، وتهيئة بيئة مشجعة.
ويشمل السعي، تحديث البنية التحتية أولا لتكون أكثر ذكاء ومتانة مع تكييف الشبكة الكهربائية وتطوير حلول التخزين، كما يحتاج الأمر حسبها لاستثمارات كبرى في الطاقات المتجددة التي تعتبر فرعا في الاقتصاد الأخضر، مدعومة بإطار تنظيمي مستقر وجذاب يعزز الاستثمار وتطوير المشاريع، ويسهل استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية والشركات التكنولوجية.ويتطلب إنجاح هذا التحول كما تضيف المختصة في الطاقات المتجددة، جهودا ضخمة على مستوى التشريعات، وذلك من خلال إنشاء بيئة تشريعية مستقرة وجاذبة للاستثمار، من أجل تشجيع المشاريع الخضراء واستقطاب الشركاء الدوليين والتمويلات الخارجية، خاصة في ظل المنافسة الإقليمية المتزايدة في مجال الانتقال الطاقوي.
محاور إستراتيجية للتحول
ومن بين أهم المحاور التي يجب التركيز عليها، ذكرت الخبيرة، تشجيع الكفاءة الطاقوية خاصة في قطاعات البناء والصناعة، من خلال التوجه نحو مبان ذات طاقة إيجابية قادرة على إنتاج جزء من حاجياتها عبر الطاقة الشمسية، إلى جانب توسيع استخدام الشبكات الذكية المحلية التي تعتمد على مصادر متجددة وأنظمة تخزين متطورة، ما يمنح المجتمعات المحلية استقلالية طاقوية أكبر.
كما تركز على الاستثمار في مواد تخزين مبتكرة مثل البطاريات عالية الكثافة وطويلة العمر لتلبية الطلب المتزايد، مع الحرص على بناء اقتصاد دائري شامل قائم على إعادة التدوير وإعادة استخدام المكونات الطاقوية، في سبيل تقليص الهدر وتعزيز الاستدامة.
كما يطلب هذا التحول من جانب آخر بحسب المتحدثة، إرادة سياسية حقيقية تتجسد في استراتيجية وطنية واضحة، واستثمارات موجهة وشراكة فاعلة بين الدولة والقطاع الخاص، كما تبرز الحاجة إلى تعبئة التمويل الأخضر والشراكات الدولية وتكوين كفاءات وطنية قادرة على قيادة هذا التحول البيئي الاقتصادي.
وأكدت الخبيرة في الطاقات المتجددة كريمة قادة تواتي، أن وزارة الطاقة والطاقات المتجددة كانت قد وضعت برنامجا خاصا خلال سنة 2011، يتضمن إنتاج 22 ألف ميغا واط بحلول عام 2030، تندرج ضمنه الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية. وقد أعيد تجسيده سنة 2015، بعد دراسة لتقييم السياسات العمومية في الانتقال الطاقوي، خاصة وأن المشروع لم يتحقق أو يجسد بالمستوى المطلوب ولم يحقق سوى 4 بالمائة من التطلعات.
مستقبل واعد لتصنيع الألواح الشمسية وتجهيزات الطاقة المتجددة
وترى الدكتورة قادة تواتي، أنه في ظل توفر إرادة الدولة وحرص الرئيس على تنويع الاقتصاد خارج المحروقات، فإن ما أنجز إلى غاية الآن يعتبر مقبولا، لكنه يفرض استغلال الإمكانيات الهائلة للجزائر بشكل أكبر خاصة في ميدان الطاقة الشمسية، لأننا نمتلك أكبر حقل شمسي، مما يشجع التوجه نحو الاستثمار في كل سلاسل الإنتاج بداية من الألواح الشمسية، ووصولا إلى كل التجهيزات التي تدخل في عملية إنتاج الطاقة الشمسية.
وتحدثت الخبيرة أيضا، عن غنى الجزائر من حيث المعادن خاصة السيليسيوم، وهو ما يجعل النجاح في إنتاج ألواح الطاقة الشمسية مشروعا واعدا، و الاستثمار في كل التجهيزات حتى الأسلاك الكهربائية التي يمكن تصنيعها ضروريا.مؤكدة، أنه وعلى الرغم من أن الجزائر حققت إنتاج طاقة من مصدر الشمس والرياح لم يتعد 4 بالمائة، إلا أنها تمتلك من القدرات ما يسمح بتجاوز هذا الحد، في ظل وجود فرص كبيرة لتحقيق تنوع اقتصادي في حقيقي وتحول آمن وناجح نحو الطاقات المتجددة والاستثمار الأخضر التي تعتبره فتيا ولم يخضع للتطوير اللازم.وقد أرجعت السبب، إلى حجم البرنامج الضخم والمقدر بإنتاج 15 ألف ميغا واط فقط في الطاقة الشمسية، مما يجعل النجاح في فتح مصانع لإنتاج الألواح الشمسية مثلا أمرا ناجحا 100 بالمائة.وبحسب برنامج وزارة الطاقة، فإن تطبيق هذا البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة على أرض الواقع، سيؤدي إلى خفض نمو الطلب على الطاقة بشكل تدريجي، وبالتالي سيبلغ إجمالي موفور الطاقة المحققة حوالي 93 مليون طن مكافئ نفطي. منها 63 مليون طن مكافئ نفطي بحلول عام 2030 والباقي يأتي بعد ذلك.
وهذا ما يوضح كما أوضحت الباحثة، أهمية البرنامج المذكور لتوفير الطاقة، والذي يتطلب تنفيذ مجموعة من التدابير بما في ذلك إشراك الأطراف المعنية في القطاعين العام والخاص، وتكييف الإطار القانوني الذي يحكم كفاءة الطاقة.
تعتمد عائلات الديكور النباتي لتزيين مداخل شققها وجدران وزوايا شرفاتها وتعتبره خيارا بيئيا و صحيا وعصريا، فتتجه لاختيار أنواع مناسبة للفضاءات المغلقة، يتم تنسيقها في الغالب مع قطع الديكور أو ألوان المفروشات وخاماته للحصول على التوليفة المثالية.
روبورتاج / أسماء بوقرن
وحسب ما أكده أصحاب مشاتل وتجار ينشطون في مجال بيع الزهور ونباتات الزينة، فإن هناك اهتماما متزايدا بهذا النوع من الديكوارت، وأن الأمر لم يعد يقتصر فقط على الحصول على نبتة للزينة، بل هناك وعي بأهميتها البيئية وفعاليتها في تلطيف الأجواء داخل البيوت، ناهيك عن تأثيرها الإيجابي على الصحة الجسدية والنفسية، الأمر الذي زاد من فضول الناس لمعرفة معلومات أكثر عن النباتات و كيفية العناية بها والحفاظ عليها.
يقف المتصفح لمجموعات افتراضية خاصة بالزراعة والعناية بالنباتات المنزلية، على مدى الاهتمام بالنبات كقطعة أساسية في ديكور البيت، لا من أجل اللمسة الجمالية فحسب، بل لأجل اعتبارات عديدة ترتبط بتنقية هواء المسكن، وطرد الحشرات، وحتى التخلص من الطاقة السلبية، و الاعتقاد بجلب الحظ، كما أن بعض الأوراق مفيدة للصحة وتسكن أنواعا من الألم. ومن بين الصفحات التي تلقى اهتماما وتفاعلا، وساعدت في نشر الوعي البيئي بأهمية النباتات، صفحة «عشاق نباتات الزينة» ومجموعة «محبي نباتات الزينة المنزلية»، و «عالم الزهور والنباتات» و «عالم الزراعة». وتقدم جميعها نصائح وتوجيهات تتعلق بزراعة النباتات المنزلية، تحت شعارات «دعوا الطبيعة تدخل بيوتكم» ، «فلنزرع الجمال ونحصد السكينة»، أو «نبتة صغيرة اليوم، تعني راحة وبهجة دائمة غدا»، و «اجعلوا كل ركن في بيوتكم يزهر بالحياة».
الفضاءات التفاعلية لتعلم تقنيات الزراعة المنزلية
وتركز بعض الصفحات على تعليم الناس أسماء النباتات، وخصوصية كل نبتة لتوجيه عملية الاقتناء بما يلبي حاجة كل فرد، مع نشر صور توضيحية لتسهيل التعرف عليها وطلبها من صاحب المشتلة أو محل بيع النباتات.
ويجد المهتمون بإضفاء حلة جميلة على أرجاء البيت من رحم الطبيعة الخلابة، ضالتهم في هذه الصفحات و المجموعات، أين تتاح معلومات حول طرق العناية بالنبتات، ويبحثون عن حلول لبعض المشاكل التي تصادفهم عند سقي أو زراعة نبتة معينة. ويكون التفاعل واسعا في كثير من الأحيان، حيث تستقطب المنشورات الهواة وكذلك المهتمين والمتخصصين في عالم الزراعة، وقد لاحظنا إلمام البعض بأسماء النباتات، وطرق وقايتها من الأمراض والحشرات، وكيفية التدخل عند ملاحظة تغير غير طبيعي على النبتة.
فمثلا، أوضح منشور لسيدة، أن الورد الجوري يجذب عنكبوت الغبار أو ما يعرف بالعنكبوت الأحمر، والذي يمتص عصارة الأوراق ويسبب في اصفرارها وذبولها، وذكرت المعنية مراحل العلاج، وفصلت في أنواع المبيدات العضوية والطبيعية الواجب استخدامها لإنقاذ حياة النبتة.
وعي بتقنيات الزراعة وإلمام بأنواع النبتات
ولم يعد التوجه نحو إضفاء لمسة خضراء طبيعية على البيت، متوقفا على شراء النباتات ذات الأوراق والأزهار الجميلة والاكتفاء بسقيها وفقا لتوجيهات البائع، بل صار هناك وعي بتقنيات الزراعة والتسميد، وطرق اختيار التربة حسب كل صنف، وحسب الموسم أيضا، وهو ما لاحظناه خلال جولتنا بين محلات لبيع النباتات بقسنطينة، وأكده لنا أصحاب مشاتل.زرنا خلال استطلاعنا محل «غاردن فيش» بعلي منجلي، وهو مختص في بيع الأسماك ونباتات الزينة، وقد لفتنا خلال تواجدنا في المكان، أن الإناث يشكلن غالبية الزبائن، واللافت أنهن لا يكتفين باختيار النبتة ودفع ثمنها، بل يسترسلن في السؤال عن كل ما يتعلق بها بما في ذلك أصلها. قالت سيدة للنصر، بأنها تختار بعناية النباتات التي تتلاءم وطبيعة المناخ كما تراعي خصوصية الفصل، وتجري بحثا على غوغل أو عبر مجموعات الزراعة، حول النبتة قبل شرائها، لتكون خلفية تقرر على أساسها اقتناء نوع معين أو تجنبه، خصوصا في حالة رصدت بعض المؤشرات التي تدل على صعوبة العناية به.
وأوضحت، أنها لا تكترث كثيرا بشكل النبتة الخارجي، ليقينها بأن كل ما هو أخضر ووليد الطبيعة يضفي جمالا على محيط البيت، بل تأخذ بعين الاعتبار الفوائد الصحية للنبتة وطرق الاهتمام بها، وما إن كانت تشكل خطرا على الحيوانات الأليفة التي تملكها.
أما السيدة فوزية التي اختارت تشكيلة من نباتات الزينة، فأوضحت أن بعضها يذبل سريعا رغم إتباعها الدائم للتوجيهات المتعلقة بطرق العناية، وهو ما دفعها للبحث أكثر عن كل ما يتعلق بالأصناف التي اختارتها هذه المرة.
كما استفسرت عنها من خلال المجموعات المتخصصة في عالم النباتات، وسألت جيدا عن خصوصيتها والمشاكل التي سبق وأن صادفت البعض عند اقتنائها، خصوصا ما تعلق بالعناية بنبتة «لاجيتان» المفضلة بالنسبة لها. معلقة بأنها تجد متعة في العناية بها.
وترى المتحدثة، بأنها نبتة تؤثر إيجابا على نفسيتها وتخلصها من التوتر ومن الطاقة السلبية، حيث تضعها في رواق البيت، إلى جانب أصناف أخرى مثل «لاميزار» و»الألوفيرا»، مردفة بأنها تهتم بكل ما يتعلق بالزراعة.أخبرنا أمير فريوة البائع صاحب المحل، أنه مختص في العناية بالنباتات المنزلية وزراعتها في مشتلة خاصة، موضحا أن عشاق النباتات المنزلية الذين يترددون غالبا على محله يملكون ثقافة واسعة حول كيفية العناية بمختلف الأنواع والأصناف، وتجدهم أثناء جولتهم داخل المحل أكثر الزبائن اهتماما بقراءة البطاقات المرفقة مع كل نبتة. كما يحاول هؤلاء حسبه، التأكد من مدى صحة المعطيات التي بحوزتهم ويطلبون معلومات إضافية حول المكان المناسب لوضع النبتة في البيت، وما إن كانت تبعث هواء ساما عند وضعها في مكان مغلق خصوصا ليلا.
من جهته، قال عامر بن سويسي، صاحب مشتلة بعلي منجلي، إن الزبائن صاروا أكثر وعيا بدور طرق العناية الصحيحة في إطالة عمر النبتة، بما في ذلك اختيار المكان المناسب لها، عند المدخل بعيدا عن أشعة الشمس، أو في الشرفة، زيادة على معرفة طرق سقيها.
هذه النبتات تمنح الأكسيجين
ذكر البائع أمير بعض النباتات الرائجة هذه الأيام، على غرار نبتة القطيفة والعنكبوتية، وقال إنها تحتاج للسقي مرة كل ثلاثة أيام، وتتأثر بالرطوبة، ولها القدرة على العيش داخل البيت أو خارجه مع شرط توفر الإضاءة.وأوضح، أنها تؤثر سلبا على عملية التنفس ليلا، ما يستدعي وضعها في فضاء مفتوح إلى غاية الصباح، على خلاف نبتة «جلد النمر» التي يمكن تركها في الداخل لكونها تبعث الأكسيجين ليلا، إلى جانب نبتة الدفنباخيا، والموسيتيرا التي تعمل على امتصاص الهواء الملوث.أشار البائع إلى نبتة قال إنها تحظى بشعبية كبيرة، وهي زئبق السلام «سباسيفينا» وأخبرنا أن منها صنفين، الأول ذو أوراق خضراء، والثاني يتميز بأوراق ملونة وقال إنه ينصح بسقيها كل أسبوع، مع الحرص على وضعها في مكان مفتوح ليلا لحاجتها للأكسيجين ليلا، وكذلك الأمر بالنسبة لنبتة سبيدرمان التي تحتاج كثيرا للأكسيجين ولرطوبة مرتفعة، وينصح من يقتنونها بسقيها مرة كل أسبوع.مضيفا، بأن العطرشة والنعناع والحبق، أنواع مطلوبة جدا ومناسبة بشكل كبير للشق.
وحسب عامر، عامل في مجال الزراعة، فإن نباتات مثل غازانيا، والبيتونيا والكروتون تحتاج إلى معدل رطوبة مرتفع، مع وضعها في مكان مفتوح كالسطح أو الشرفة لحاجتها للإضاءة، فكلما كانت الإضاءة متوفرة اكتست الأوراق ألوانا مختلفة وزاهية. وهو نفس التأثير على نبات اليوكا، وزنبق السلام، والفيلوداندرون، كاكتوس، البونساي، دراسينا، التي يجب وضعها في الخارج ليلا، مع سقيها كل ثلاثة إلى أربعة أيام. ومن خصائصها كما أوضح، أن أورقاها مكسوة في الخلف بشعيرات رقيقة، تذبل وتموت بمجرد لمسها باليد.
عشوائية السقي تهدد حياة النبتة
وهناك حسب البائع أمير، نبتات تموت من كثرة السقي، مثل الصبار الذي يحتاج الماء مرة واحدة فقط كل 25 يوما أو كل شهر، فمن خصائصه أن عمر نموه طويل كما قال.وتتوفر بمحله «غاردن فيش» نبتات صبار عمرها 20 سنة، تنمو في حرارة بين 20 و 30 درجة، ويمكن تركها ليلا في مكان مغلق، كما تتوفر نباتات أخرى كالخزامى، والزعتر، ونبتة القطيفة، والبوتونيا، والبيقونيا التي تتطلب طريقة خاصة في السقي، وذلك بتجنب لمس أوراقها بالماء.
أما الشيفليرا، والبوتوس، فتسقى وفقا لطبيعة المناخ السائد حسبما أوضح، ففي فصل الحر مثلا تسقى كل ثلاثة أيام، أما في فصل الشتاء فتسقى مرة كل أسبوع. ولها خاصية العيش في الماء، إلى جانب الموستيرا، وقطر الندى، والبامبو والسونسيفيريا «جلد النمر»، ونبتة البطاطا الحلوة ذات الأوراق البنفسجية، مشيرا إلى أن الإضاءة تلعب دورا مهما في إعطاء اللون البنفسجي الجميل لأوراق هذه نبتة.
نباتات لتحسين المزاج وجلب الحظ و طرد الحشرات
وتطرق البائع خلال حديثه، إلى أنواع أخرى مطلوبة، تستعمل كنباتات زينة لما تضفيه من جمالية على المكان على غرار الجيرانيوم، وهي نبتة يفضل وضعها في الشرفة لحاجتها لأشعة الشمس، كما يتوجب أن تسقى كل ثلاثة أيام.
تنمو النبتة في حرارة بين 25 و 35 درجة مئوية، فيما تعد نباتات «الحظ» الأكثر رواجا في الآونة الأخيرة، حسبه، ومن الأنواع الرائجة البامبو، وسنسفيريا للتخلص من الطاقة السلبية وفتح أبواب الرزق، وهي مجرد اعتقادات سائدة.
ويركز زبائن في فصل الصيف كما أخبرنا، على شراء النباتات الطاردة للحشرات، كنبتة الحبق ذات الأوراق الصغيرة التي تزهر في هذا الفصل، مشيرا إلى أنها تتطلب اهتماما خاص، حيث يتم سقيها مرة في الأسبوع أو كل ثلاثة أيام، مع تجنب قطف أوراقها، وهو خطأ شائع يتسبب في موتها، وعليه ينصح بقطع القليل من أغصانها بالمقص بدل اليد لتجديد عملية النمو.
«البونساي والدفنباخيا» خطر على الحيوانات الأليفة
وينصح المختص في زراعة النباتات المنزلية ونباتات الزينة، الأسر التي تربي حيوانات أليفة بتجنب اقتناء بعض الأنواع كالبونساي، والسنسفيريا، والدفنباخيا لاحتوائها على مادة سامة مضرة بالحيوانات المنزلية، كما توجد أنواع أخرى ذكرها البائع عامر أيضا، منها الألوفيرا التي قد تسبب القيء والإسهال والخمول، ونبات البوثوس الذي يعرف باسم «اللبلاب الشيطاني»، الذي يسبب تهيج الفم والقيء وصعوبة البلع، ونبات الجاد «اليشم»، الذي له نفس التأثير على الحيوان.
وتعد النبتات العملاقة كنبتة فيلودندرون، من الأصناف المطلوبة من أصحاب السكنات الفردية، ويفضل وضعها عند مدخل البيت لما توفره من جمالية، علما سعرها يصل إلى 5500 دج.
وأشار أمير، إلى أن الأسعار تختلف حسب الصنف، فمثلا سعر نبتة البونساي 4800 دج، أما اليوكا الملونة فتكلف 4500 دج، وهو نفس سعر سونسيفيريا، إلى جانب نباتات أخرى أقل كلفة وحجما كزهرة البشاروز، التي تسقى مرة كل 15 يوما، وبعض الأنواع المستوردة المقاومة للبرد والحرارة.
الأسمدة والتربة.. عاملان مهمان لضمان عناية آمنة بالنبتة
قال عامر بن سويسي، صاحب مشتلة بعلي منجلي، ومختص في زراعة مختلف أنواع النباتات الداخلية والخارجية، بأن التربة تشكل عاملا مهما جدا في ضمان نمو النبتة، حيث ينصح بتجنب استعمال التربة الطينية سواء السوداء أو الحمراء، إلا في حالة استصلاحها عن طريق إضافة نوع من التربة يسمى الكومبوست وهو عبارة عن بقايا نبات، كذلك نوع آخر مستورد من التربة يسمى «الطيرو» وينصح باستعمالها في الزراعة والعناية بالنباتات المستوردة، خصوصا اليوكا والبوساي والكلانشو. مع العمل على ضمان التهوية داخل الإصيص وتجنب السقي عند الارتفاع المحسوس لدرجة الحرارة
أما بخصوص الأسمدة كالحديد، فهي ضرورية حسب أمير، لتجنب اصفرار الورق وضمان دفئ للجذور شتاء، وسماد «أم بي كا» وفيه أصناف، 15/15 ويستعمل في فصل الشتاء ليساعد على نمو النبتة. وهناك صنف 20/20 للحفاظ على الزهرة من السقوط، فيما يستعمل 21/21 في فصل الصيف لخروج الثمار، ويستخدم «المن» صيفا كسماد لصد الحشرات، أما سماد «الماستيك» فيستخدم ضد البكتيريا، والتسميد عموما عملية مهمة جدا لضمان عناية جيدة،. أ ب
مختصون يحذّرون من المخاطر الصحية ويؤكدون
أخطاء تحول مخلفات النحر إلى عامل مهدد للبيئة
تسجل منظمات وجمعيات مهتمة بالبيئة، سلوكيات سلبية خلال أيام عيد الأضحى متعلقة بالذبح العشوائي للأضحية، ناهيك عن تلويث المحيط والمناطق العمرانية بالنفايات الحيوانية، وعدم الالتزام بالتوصيات والإرشادات التي تقدم من خلال المنشورات التوعوية، أو بإشراك المساجد ولجان الأحياء في الدعوى للانخراط في مسعى حماية المحيط، وهو ما يعد عدم مبالاة بالأضرار الصحية والبيئية التي تخلفها هذه التصرفات غير المسؤولة.
إيناس كبير
تتحول شوارع وأحياء عمرانية في اليوم الأول من عيد الأضحى، إلى مسالخ على الهواء الطلق، حيث يعتبرها مواطنون بديلا مناسبا لضيق المساحة داخل المنزل ما يصعب مهمة ذبح الأضحية، بينما يخرج إليها آخرون للاستمتاع بفرحة العيد مع الجيران.
ويتحول الوضع إلى حالة من الفوضى عند تشكل برك الدماء التي تجتمع حولها الحشرات، أما مساء فتتلوث الشوارع بأكياس القمامة التي توضع داخلها الجلود، والأجزاء غير المرغوب فيها مثل الأمعاء، ناهيك عن التبن والفضلات، التي تُرمى بشكل عشوائي مع عدم الالتزام بالوقت المحدد للرمي والذي غالبا ما تعلن عنه مصالح البلدية ويتمثل في برنامج مرور شاحنات القمامة، وهكذا تتراكم القذارة و تتسبب في أضرار صحية وتلويث البيئة.
ممارسات خاطئة وعدم التزام بالتوصيات
ويُرصد ناشطون بيئيون، تصرفات خاطئة يقوم بها مواطنون عن جهل أو غير وعي، وذلك وفقا لما ذكره مسؤول التطوع في جمعية حماية البيئة والطبيعة، هشام بوعيشة.
ومن بين ما يسجل عادة من سلوكيات خلال هذه الفترة، وضع كل الفضلات في كيس واحد دون فرزها وهو أمر اعتبره خاطئا خصوصا في حالة عدم فصل الجلود، ورمي النفايات في كل وقت وعدم الالتزام بساعة واحدة وهي صباح العيد، ناهيك عن الاعتماد على الأطفال لنقل أكياس قمامة يفوق حجمها قدرتهم على التحمل، ما يؤدي إلى تمزقها وبقائها مرمية في الطريق أو في مسارات الحي السكني.
وهناك أيضا، حالات الذبح العشوائي وعدم تنظيف الدم، وكذا رمي الفضلات أمام الأشجار وفي التربة ظنا أنها قد تكون مفيدة للبيئة وتتحول إلى سماد طبيعي، الأمر الذي اعتبره مناف تماما للصحة.
كما تحدث أيضا، عن الاحتفاظ بالجلد داخل المنزل إلى أن يتعفن ويصبح غير قابل للتنظيف أو الاستخدام، فيتأذى عمال النظافة والسكان بسبب الرائحة الكريهة التي يفرزها
كما قال بوعيشة، إن المواطن لا يعي بعد قيمة الجلود التي تعد موردا اقتصاديا مهما للدولة، و بدل رميها توجد جهات أخرى تستفيد منها فبالرغم من حرص مصالح البلدية والجمعيات والمتطوعين على تقديم التعليمات اللازمة للناس قبل النحر عن طريق التوعية والإعلام، إلا أنها لا تُطبق و تُسجل كل سنة تصرفات سلبية تتسبب في تراكم النفايات وانبعاث الروائح الكريهة.
متطوعون يتجندون خلال أيام عيد الأضحى
وأفاد مسؤول التطوع في جمعية حماية البيئة والطبيعة، أنهم يبدأون في عملية التوعية والتحسيس بالاهتمام بالنظافة قبل العيد بـ 10 أيام، وذلك بالتنسيق مع الكشافة، ولجان الأحياء، والجمعيات المهتمة بالبيئة.
ومن الوسائل التي يعتمدونها في هذه العملية، ذكر تعليق المنشورات التوعوية في الشوارع، حيث تتضمن مخاطر رمي النفايات الحيوانية في الوسط الحضري أو المساحات الخضراء، وكذا توزيع أكياس قمامة كبيرة الحجم على المواطنين بشكل مجاني ليجمعوا فيها الجلود، والتبن والفضلات مع التأكيد على فصلها عن بعضها.ويضيف المتحدث، أنهم يشركون الأطفال أيضا في هذه الحملة لخلق الوعي لديهم بضرورة الحفاظ على البيئة.
أما في أول يوم من عيد الأضحى، فيخرج متطوعون إلى الشوارع صباحا لمراقبة الوضع، مع التوجه نحو حاويات القمامة وإخراج الجلود لرشها بالملح لتستفيد منها البلدية. و عن الأحياء التي يركزون عليها في مدينة قسنطينة، أشار إلى المناطق الواسعة وذات الكثافة مثل زواغي سليمان، والإخوة عباس، وحي «القماص»، وحي الأمير عبد القادر «الفوبور».
سجلنا وعيا نسبيا لدى المواطن
من جهتها، ترى رئيسة المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة بقسنطينة، الأستاذة بمركز التكوين المهني بالمنظر الجميل، رولا ساكر، أن هناك تحسنا نسبيا في وعي المواطن خلال السنوات الأخيرة، خصوصا في بعض الأحياء الحضرية التي استفادت من توجه بعض العائلات نحو الذبح في المسالخ والاستعانة بجزارين محترفين مما ساهم، وفقا لها في تقليص التلوث والحد من انتشار صور تشكل برك الدماء، وتراكم النفايات.
وعقبت، أن الأمر لا يعني تجاوزا كليا للتصرفات العشوائية، لأنها تبقى حاضرة خصوصا في المناطق التي لم تصلها حملات التوعية بشكل كاف.
كما اعتبرت، أن إدارة النفايات الحيوانية خلال أيام عيد الأضحى، ما تزال تعرف عدة نقائص بالرغم من الجهود المبذولة من قبل السلطات والمجتمع المدني، مع تسجيل غياب استراتيجية واضحة ومستدامة على مستوى عدة بلديات أين يتم التركيز فقط على جمع النفايات.
و بهذا الخصوص اقترحت المتحدثة بعض الآليات التي تساعد في تنظيم العملية مثل إنشاء وحدات صغيرة متنقلة لتحويل الجلود إلى مواد أولية للصناعة الحرفية، أو استخراج الدهون الحيوانية واستخدامها في صناعة صابون الطبيعي.
تحفيزات اقتصادية للمواطنين والجمعيات
وبخصوص مخطط الرقابة والمتابعة الذي ستتبعه المنظمة قالت ساكر، إنهم سيركزون على تشكيل فرق مراقبة وتوجيه ميدانية بالتعاون مع لجان الأحياء التي تكون مهمتها توجيه المواطنين إلى نقاط جمع الجلود تفاديا لرميها بشكل عشوائي، مع تحديد وقت الجمع، ثم التنسيق مع مصالح البلديات عند عملية الجمع، فضلا عن مرافقة الفرق المكلفة بالتنظيف السريع للمواقع.
وذكرت، بعض أساليب التحسيس والتوعية المعتمدة، وهي مقسمة حسبها إلى ثلاثة محاور أساسية، أولها الحملات الميدانية قبل عيد الأضحى وتشمل توزيع مطويات، وتنظيم ورشات حول النظافة والطرق الصحية للذبح، والتواصل مع المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشرح كيفية التعامل مع النفايات الحيوانية، وأيضا التعاون مع المساجد لزيادة الوعي عبر خطبة الجمعة، والمدارس من خلال الأنشطة التربوية.
وتطرقت المتحدثة أيضا، إلى التحفيزات الاقتصادية للمشاركة الاجتماعية في الحفاظ على البيئة خلال أيام عيد الأضحى. وأوضحت أنها تتمثل في تحفيز الأطفال من خلال مسابقات بيئية، والعمل على إقناع السلطات المحلية بدعم الجمعيات النشيطة ماليا، مقابل جمع الجلود لاستخدامها في الصناعات التقليدية.
من جهة أخرى، ترى الأستاذة بمركز التكوين المهني رولا ساكر، أن إشراك الشباب في تكوينات حول إدارة النفايات خطوة أساسية للحد من تلوث البيئة في هذه المناسبة.
وذكرت المتحدثة، بعض الأنشطة التي قاموا بها في المركز الذي تشتغل به، حول الرسكلة، وتنظيم تكوينات صغيرة للمتربصين، وكذا عقد شراكات مع مديرية البيئة لبرمجة تكوينات مجانية ليوم واحد، وأخرى مدفوعة لثلاثة أيام، وقد اعتبرتها خطوة تشجيعية لمساعدتهم على التعرف على نشاط إعادة التدوير، والمشاركة في تقليص التلوث، وكذا توفير فرص اقتصادية بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، والوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية.
النفايات الحيوانية تضر الصحة والبيئة
وفي الجانب الصحي، أفاد الطبيب البيطري إسكندر قيدوم بوزياني، أن دم الأضحية بعد الذبح يعد ناقلا للجراثيم، وأول عامل للإصابة بالعدوى وبالأخص من ناحية البكتيريا التي تتشكل في التربة وتجتمع أمام المنازل مسببة التهابات، وتقرحات جلدية، وحساسية وتكون حسب الموضع الذي أصيب بالعدوى.
وبالرغم من أن بقاء النفايات الحيوانية في المحيط قصير المدى، إلى أن جلبها للحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض الذي ينقل مرض «الليشمانيا»، والديدان، والحيوانات الضالة المحتمل إصابتها بداء الكلب خصوصا في مواسم ارتفاع درجات الحرارة، يشكل خطرا أساسيا.
كما أشار البيطري، إلى تهيج حساسية الجهاز التنفسي لدى من يعانون من الروائح الكريهة، وقد يسبب التلوث نوبات ضيق تنفس قاسية للبعض، وسيلان في الأنف، وتزيد حدة الحالة حسب درجة الحساسية التي يعاني منها الإنسان.
وعن الطريقة السليمة للتخلص من اللحم الفاسد، أو الأعضاء غير المرغوب فيها من الأضحية، نصح قيدوم بوزياني، بالاعتماد على الطريقة التقليدية وهي فعالة وفقا له، وتتم عبر دفن الجزء المعني بواسطة الجير الذي يمنع انتشار الرائحة الجاذبة للحيوانات.
مضيفا، أن موقع الدفن يجب أن يكون بعيدا، وأن يتعدى عمق الحفرة مترا إلى متر ونصف، ثم تُفرش بالجير الذي يوضع فوقه الجزء الفاسد ويسكب مرة أخرى فوقه ثم طمره بالتراث، وهو الأسلوب الصحيح وفقا له، الذي يحولها إلى مادة عضوية تستفيد منها التربة.
واعتبر الطبيب البيطري، أن الذبح أمام العمارات وفي الشوارع هو المشكلة الأصلية التي يجب التخلص منها، خصوصا عندما يكون بطريقة عشوائية مع إهمال جانب النظافة، ونصح بالذبح في المنازل خصوصا إذا كان يتواجد فيها قنوات الصرف، والمياه.
إ.ك
تبرز السيارات الكهربائية كأحد الحلول الناجعة في طريق التحوّل العالمي نحو مستقبل أكثر استدامة، يعد بعالم نظيف وخال من الانبعاثات الكربونية، ويراهن البعض على أنها البديل الأكثر صداقة للبيئة، خصوصا في ظل تسارع عجلة الابتكار لاعتمادها بشكل أكثر، مع ذلك تطرح تحديات بيئية، وتقنية، واقتصادية أمام هذا المسعى، ويعتبر خبراء أن الانتقال سيكون معقدا، خصوصا وأن هناك أسئلة مهمة لا تزال تطرح بخصوص مدى الاستدامة الفعلية لهذه المركبات.
إعداد :إيمان زياري
يشهد العالم تحوّلا جذريا نحو ما يصطلح عليه بالتنقل الكهربائي، الذي يشكل خطوة كبيرة ومهمة نحو تحقيق هدف استدامة البيئة، وتقليل الانبعاثات الكربونية التي يفرزها خط النقل التقليدي.
وتأتي السيارات الكهربائية، والحافلات، والدراجات الكهربائية كحل مثالي وأكثر انتشارا، مدعوما بتطورات تكنولوجية مستمرة، تعمل على توفير حلول مبتكرة لكل تلك العراقيل والصعوبات التي تواجه هذا الحلم الأخضر، كما يبرز ذلك التغيير الشامل في النظرة العالمية نحو الحفاظ على البيئة وبناء مستقبل أكثر استدامة.
وتزيد الحاجة إلى هذا البديل في ظل ثورة السيارات الكهربائية التي تعرف زخماً متزايداً على مستوى العالم، وتزايد المخاوف بشأن تلوث الهواء، وانبعاث الكربون، والتكاليف العالية للوقود التقليدي، حيث تعتبر السيارات الكهربائية حلا للعديد من تحديات النقل في العالم، مشكلة لاعبا رئيسيا في معادلة مكافحة تغير المناخ.
مع ذلك، يواجه هذا التحول العديد من التحديات البيئية واللوجيستية بداية بمصادر الطاقة، والمواد الخام المستخدمة في البطاريات، ووصولا إلى إعادة التدوير بعد انقضاء العمر الافتراضي للبطارية.
استمرار في نمو المبيعات العالمية
يكشف تقرير لوكالة الطاقة الدولية صادر منتصف ماي الجاري، أنه وعلى الرغم من حالة عدم اليقين الكبيرة حول مستقبل السيارات الكهربائية في العالم، إلا أنه تم تسجيل عام آخر من النمو القوي، وصارت حصة سوق السيارات الكهربائية على مشارف تجاوز 40 بالمائة بحلول عام 2030، مع تزايد أسعارها في السوق العالمية.
ويظهر التقرير، أنه من المقرر أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية العالمية 20 مليون سيارة في هذا العام 2025، وهو ما يمثل أكثر من ربع السيارات المباعة في جميع أنحاء العالم وفقا للنسخة الجديدة من تقرير التوقعات العالمي للسيارات الكهربائية السنوي، الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.
ويظهر ذات المصدر، أنه وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية الأخيرة التي ضغطت على قطاع السيارات، فقد واصلت مبيعات السيارات الكهربائية العالمية تحطيم الأرقام القياسية مع تزايد أسعار الطرازات الكهربائية، بحيث تجاوزت المبيعات 17 مليون سيارة عالميا في عام 2024، مما يرفع حصة هذه المركبات في سوق السيارات إلى أكثر من 20 بالمائة لأول مرة، وفقا لتوقعات الوكالة التي قالت إن مبيعات السيارات الكهربائية قد ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2025 بنسبة 35 بالمائة على أساس سنوي.
وقد شهدت جميع الأسواق الرئيسية والعديد من الأسواق الأخرى، أرقاما قياسية جديدة لمبيعات الربع الأول من العام.
ورغم الشكوك الكبيرة التي ما تزال تحيط بملف السيارات الكهربائية، إلا أن الطلب على هذه المركبات يشهد نموا قويا عالميا، ما يعكسه حجم المبيعات التي تسجل أرقاما قياسية جديدة، بما يؤثر بشكل كبير على صناعة السيارات العالمية.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول :» نتوقع هذا العام أن تباع سيارة كهربائية واحدة من بين كل أربع سيارات مباعة عالميا مع تسارع النمو في العديد من الاقتصاديات الناشئة، وبحلول نهاية العقد من المتوقع أن تتجاوز هذه النسبة سيارتين من أصل كل 5 سيارات».
أما بالنسبة للأسعار، فيشير تقرير الوكالة إلى انخفاض متوسط سعر السيارة الكهربائية التي تعمل بالبطارية في عام 2024، وذلك في ظل تزايد المنافسة وانخفاض التكاليف.
* الباحثة في مركز تنمية الطاقات المتجدّدة سعيدة مخلوفي
الجزائر سوق واعدة
تؤكد الباحثة في مركز تنمية الطاقات المتجددة، الدكتورة سعيدة مخلوفي، بأن سوق السيارات الكهربائية تشهد زخما كبيرا في خضم حاجة ملحة للانتقال نحو بديل آمن بيئيا، لكن الطريق سيكون طويلا نحو اعتماد واسع النطاق لهذه السيارات في الجزائر، لأنه لا يزال مليئا بالتحديات، بدءا من الفجوات في البنية التحتية إلى تردد المواطن والمستثمرين.
مشيرة، إلى العديد من العقبات التي ترى بأنه من الواجب التغلب عليها قبل أن تنتشر السيارات الكهربائية على الطرق الجزائرية.
ضعف البنية التحتية للشحن أول عائق
ويُعد ضعف البنية التحتية للشحن في نظر الباحثة، أحد أبرز التحديات أمام اعتماد السيارات الكهربائية في الجزائر، وتكشف أنه وإلى غاية الآن تم تركيب 1000 نقطة شحن موزعة على كامل التراب الوطنى، وإدراكاً لهذا التحدي، تقول إنه يتعين على الشركات المصنعة والموردين التعاون مع الجهة المعنية لضمان توفير الشواحن على نطاق واسع، مع التركيز على المواقع الاستراتيجية مثل الطرق السريعة، والمراكز الحضرية، والمجمعات السكنية، للقضاء على هاجس انحصار المدى وتشجيع اعتماد السيارات الكهربائية.
التكلفة الأولية مرتفعة
وتعتبر الدكتورة مخلوفي، التكلفة الأولية المرتفعة لاستيراد السيارات الكهربائية وإنشاء شبكة نقاط الشحن مصدر قلق رئيسي في الجزائر موضحة، أن تجاوزه ممكن من خلال تبني سياسة تخفيض التكاليف عبر إلغاء الرسوم الجمركية على المكونات الأساسية للسيارات الكهربائية وهي خطوة حيوية بالنسبة لها، بحيث تُسهم هذه السياسة في خفض تكاليف الصيانة، مما يجعل الأسعار أكثر تنافسية.
وللتحكم أكثر في الأسعار، ينبغي بحسب الخبيرة إعطاء الأولوية لتوطين إنتاج البطاريات، وتحقيق وفرة الحجم في التصنيع على المدى الطويل والتركيز على دور التقدم في تكنولوجيا البطاريات، بحيث من المتوقع أن تصبح أسعار السيارات الكهربائية أكثر تنافسية، مما يتيح للجزائر فرصة لعب دور بارز في تصنيع البطاريات وإعادة تدويرها، أو استعمالها في تطبيقات أخرى.
وضع تسعيرة تنافسية لشحن السيارات الكهربائية
وتقول الباحثة، إنه بالنظر إلى دعم الحكومة الجزائرية لأسعار الوقود والكهرباء، فإن نجاح المرحلة الأولى لنشر السيارات الكهربائية ممكن، مع ضمان رضا الزبائن من خلال تقديم أسعار تنافسية، وهذا التوجه يشكل كما أوضحت، أحد التحديات الرئيسية لتعزيز سياسة التنقل المستدام في الجزائر. وأضافت، بأن بلادنا تتمتع بظروف ممتازة لتطبيقات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والتي يمكن أن تكون مصدرًا نظيفًا لطاقة شحن بطاريات السيارات الكهربائية.
ولأجل دعم هذا التوجه أجرت مخلوفي، دراسة حديثة على مدينة الجزائر العاصمة، استعرضت فيها الفوائد التقنية والاقتصادية للسيارات الكهربائية ومحطات الشحن المرتبطة بها، أين ركزت الدراسة على زيادة تدريجية في مسافات التنقل الأسبوعية، مع تركيب نظام طاقة شمسية في موقف السيارات القريب من محطة المترو.
وأظهرت الدراسة، أن السيارات الكهربائية يمكنها تغطية أكثر من نصف استهلاكها للطاقة من نظام الطاقة الشمسية، مما يحقق اكتفاءً ذاتيًا بنسبة 40% في المتوسط. ويمكن أن ترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 50% عند التنقل لمسافات أقل من 1000 كيلومتر أسبوعيًا.
وتؤكد النتائج المتحصل عليها قدرة الأنظمة الشمسية على تقليص تكاليف التنقل، خاصة عند استخدام محطات الشحن المنزلية، مما يعزز من جدوى السيارات الكهربائية، ويمهد الطريق لانتشارها الواسع في الجزائر.
حذرت الدراسة مع ذلك، من الاعتماد المفرط على محطات الشحن عالية القدرة، التي قد تعاني من انخفاض في نسبة تشغيلها في المرحلة الأولى من الاستخدام.
نقص الوعي لدى المواطن
وتقول الباحثة، إن المواطن الجزائري لا يزال غير مدرك لفوائد السيارة الكهربائية، وأن العديد من الأفراد ينظرون إلى السيارات الكهربائية كمنتج غير مألوف، ويفتقرون إلى المعرفة حول التوفير طويل الأجل والفوائد البيئية التي تقدمها هذه السيارة. ولمعالجة هذا الأمر، يجب على الشركات والهيئات الحكومية استيراد السيارات، واعتماد حملات توعية واسعة النطاق، ويمكن حسبها أن تلعب التجارب العامة للقيادة، والبرامج التعليمية، والحوافز للمستهلكين دورًا حاسمًا في تعريف المواطن بالتنقل الكهربائي، وإبراز إمكانية التوفير في حجم تكاليف الوقود، والصيانة الدنيا، والفوائد البيئية، وهذا ما ترى بأنه سيساعد في تغيير تصورات المواطن والتحول إلى اقتناء سيارة كهربائية.
تكنولوجيا البطاريات وقيود المدى
تصنف الدكتورة مخلوفي، أداء البطاريات ضمن أحد الهموم الأساسية للأشخاص الذين يفكرون في اقتناء سيارة كهربائية، فعلى الرغم من تحسن بطاريات السيارات الكهربائية، إلا أنها لا تزال حسبها لا تتطابق مع المدى أو الراحة التي توفرها السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود.
ويشكل المدى المحدود مصدر قلق كبير خاصة للجزائريين الذين اعتادوا حسبها، التنقل لمسافات طويلة أو التجول بالسيارة، كما تؤثر التكلفة العالية للبطاريات بشكل كبير على السعر الإجمالي للسيارات الكهربائية. ولمعالجة هذه المشكلات، تدعو الخبيرة المستوردين لاختيار أنواع السيارات بعناية، من حيث كفاءة البطاريات وأدائها وعمرها الافتراضي، علاوة على ذلك، يمكن أن تساهم الابتكارات في تقنيات الشحن السريع وأنظمة تبديل البطاريات في معالجة قلق المدى ومشكلات الراحة بشكل أكبر.
وتهدف هذه السياسة كما قالت، إلى تعزيز القدرة الإنتاجية للبطاريات مع تقليل الاعتماد على الواردات، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى بطاريات أكثر فعالية من حيث التكلفة والكفاءة، ومع استمرار تطور تكنولوجيا البطاريات، ترى بأن المستهلك سيستفيد من بطاريات أطول أمدًا، وبتكلفة مقبولة، وذات أداء أعلى، مما يجعل السيارات الكهربائية خيارًا أكثر جاذبية.
من جانب آخر، تسلط الباحثة الضوء على دور النصوص والقوانين التنظيمية، وتقول إنه و بدون سياسات مدروسة ومستقرة، قد يتردد المستهلكون، والمصنعون، والموردون في الاستثمار طويل الأجل في التنقل الكهربائي، ولذلك تشدد الباحثة، على ضرورة وجود إطار تنظيمي متكامل يشمل حوافز مستدامة طويلة الأمد.
علاوة على ذلك، فإن تحديد أهداف واضحة لتبني السيارات الكهربائية إلى جانب تشريعات تنظيمية مرنة، سيوفر بيئة سياسية شفافة ومستقرة تعزز الثقة اللازمة لتطوير وتحديث قطاع النقل.
نظام الصيانة والخدمة
وقالت الدكتورة مخلوفي، إن السيارات الكهربائية تتطلب صيانة أقل مقارنة بالسيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي، إلا أن الجزائر يجب أن تستعد للمرحلة بالتفكير في إنشاء مراكز خدمة متخصصة، و تحضير فنيين مؤهلين في هذا المجال. وبحسب ما نبهت إليه الباحثة، فإن غياب نظام خدمة متين قد يمنع المشترين المحتملين من التحول إلى السيارات الكهربائية.
ولمواجهة هذا التحدي، يتعين علينا كما أوضحت، إنشاء شبكة خدمات قوية مزودة بكوادر مدربة وموارد كافية، تشمل الحلول المقترحة لتوسيع شبكة الخدمات، من خلال إدخال وحدات خدمة متنقلة للصيانة و تطوير منصات عبر الإنترنت للبحث عن مركز خدمات وصيانة قريب.
ومع توسع سوق السيارات الكهربائية، تتوقع الخبيرة أن ينمو نظام الخدمة بشكل طبيعي، مما يجعل من السهل على المستهلكين صيانة سياراتهم.
تبنّي الحافلات الكهربائية بين الطموح البيئي والواقع الاقتصادي
توضح الباحثة من جهة ثانية، أن الجزائر تتمتع بشبكة واسعة من الحافلات تشكل العمود الفقري لوسائل النقل الجماعي، ومع ذلك تقول خبيرة الطاقات المتجددة سعيدة مخلوفي، إن الاعتماد المستمر على وقود" الديزل" يضر بالبيئة والمواطنين على حد سواء، ما يفرض تحولا نحو استخدام الحافلات الكهربائية يشمل الطرق بين المدن، وهو ما من شأنه أن يساهم في خفض الانبعاثات، وتقليل تكاليف النقل، وتطوير وسائل النقل الجماعي.
وعلى الرغم من أن الحافلات الكهربائية تتطلب استثمارًا أوليًا مرتفعًا، إلا أنها توفر حسب محدثتنا مزايا مالية على المدى الطويل، فهي تحتاج إلى صيانة أقل بكثير، مما يلغي العديد من التكاليف المرتبطة بمحركات "الديزل".
وحسبها، فإنه مع مرور الوقت ستؤدي وفرة الوقود وتقليل الصيانة إلى جعل هذه المركبات خيارًا أكثر ملاءمة من الناحية الاقتصادية، علاوة على ذلك، فإن دمج محطات شحن تعمل بالطاقة الشمسية، يمكن من تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة غير المتجددة.
كيف نتجاوز التحديات؟
رغم الفوائد العديدة للتحول نحو استخدام الحافلات الكهربائية، إلا أن هناك تحديات كبيرة تقول الباحثة، إنه يجب علينا أخذها بعين الاعتبار عند بدء رسم خريطة نشر الحافلات الكهربائية في الجزائر.
ويُعد نقص محطات الشحن من أبرز هذه التحديات، لا سيما في المناطق الحضرية وعلى الطرق السريعة التي تربط المدن، ففي ظل غياب عدد كافٍ من نقاط الشحن، قد يصعب تشغيل الحافلات الكهربائية بكفاءة على المسافات الطويلة. ولضمان نجاح هذا التحول يتعين على كل من الحكومة والقطاع الخاص التعاون لإنشاء محطات الشحن، وخاصة في المناطق التي تشهد كثافة عالية في حركة الحافلات.
ومع وجود شبكة شحن كافية، يمكن للحافلات حسب الباحثة، أن تعمل بسلاسة، ما يشجع السائقين على الانتقال من الديزل إلى الكهرباء بثقة أكبر.
تحديات تقنية تعرقل انتشار الحافلات الكهربائية
تُعد التكلفة من أبرز العقبات التي تواجه التوسع في استخدام الحافلات الكهربائية، وتشير الباحثة إلى أنه حتى مع تقديم الحكومة لإعانات مالية لتخفض أسعار هذه الحافلات، فإن التكلفة تبقى مرتفعة بالنسبة لكثير من الناقلين، مما يجعل عملية التحول صعبة.
وتقترح خيارات التأجير التي ترى بأنها قد تساعد في تخفيف العبء المالي، مع ذلك توضح أنها قد لا تكون مناسبة للجميع، وسيظل الاستثمار الأولي مصدر قلق رئيسي.
وأشارت الخبيرة، إلى أنه رغم تطور تقنيات البطاريات، والجهود المستمرة لزيادة عمرها وتسريع عملية الشحن، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، فزمن الشحن المرتفع وتكاليفه يمثلان عائقًا أمام التشغيل الفعال لمسافات طويلة.
ومن الضروري كما قالت، تحسين هذه الجوانب لضمان تشغيل الحافلات بكفاءة، خصوصا مع استمرار التقدم التقني وتوفير دعم مالي أفضل، حيث يمكن أن يصبح التحول إلى الحافلات الكهربائية أكثر سهولة بمرور الوقت.
* الخبيرة في المناجمنت الطاقوي والبيئي فتحية ياسمين روابح
تأثير بيئي مشجع تقابله مشاكل البطاريات
من جهتها، تؤكد الخبيرة في المناجمنت الطاقوي و البيئي، والتنمية المستدامة، الدكتورة بجامعة البليدة، فتحية ياسمين روابح، أن السيارات الكهربائية تحظى بشعبية متزايدة في ظل تميزها بنقاط قوة تجعل منها محط أنظار الحريصين على حماية الكوكب من التغيرات المناخية الناتجة عن الانبعاثات الكربونية لوسائل النقل، إلا أنها تعترف بوجود جملة من العراقيل التي تقول بأنها لا تزال ترهن الانطلاقة القوية لهذه المركبة الخضراء.
وتشير الخبيرة، إلى أن إحدى أكبر نقاط القوة لهذه السيارة تكمن في التأثير البيئي الأقل، بحيث لا تنتج عنها أي انبعاثات لغازات ثاني أكسيد الكربون، أو أكسيد النيتروجين، أو الجسيمات الدقيقة أثناء القيادة، مما يساعد على تحسين جودة الهواء في المدن على مدار دورة حياتها بأكملها.
وتؤكد، أنه رغم إنتاج البطارية والكهرباء، فإن هذه السيارة تملك بصمة كربونية أقل من بصمة السيارة التي تعمل بالوقود، خاصة إذا كانت الكهرباء من مصدر متجدد.
ولأن السيارات الكهربائية تعتمد على الطاقة النظيفة، فإن تكاليف تشغيلها بحسب المتحدثة، تكون أقل من ملء خزان الوقود بالبنزين أو الديزل، خاصة إذا تم شحنها في المنزل خلال ساعات الذروة المنخفضة.
وتضيف الخبيرة في المناجمنت الطاقوي والبيئي، أن السيارة الكهربائية تحتوي على عدد أقل من الأجزاء المحركة لها، مع انعدام محرك احتراق أو علبة ميكانيكية معقدة، أو فلتر زيت وما إلى ذلك، مما يقلل احتياجات الصيانة وبالتالي التكاليف المرتبطة بها.
من جانب آخر، تشير الخبيرة إلى أن العديد من البلدان تقوم بتشجيع شراء هذا النوع من السيارات، وذلك من خلال مساعدات متنوعة مثل المكافئة البيئية ومنحة التحويل أو الرسكلة، بالإضافة إلى الاستفادة من المزايا الضريبية.
وأشارت المتحدثة كذلك، إلى أن المحرك الكهربائي يوفر تسارعا فوريا وخطيا بدون اهتزازات، وقيادة هادئة للغاية، وهذا ما يساهم حسبها في قيادة فائقة ويقلل من التلوث، وغالبا ما تعفى السيارات الكهربائية من قيود المرور مما يوفر حركية أكبر.
هذه نقاط ضعف السيارات الكهربائية
على الرغم من جملة الفوائد التي تضمنها السيارة الكهربائية، إلا أن لديها نقاط ضعف تفرض بعض المخاوف، وقد أوضحت الخبيرة أنه رغم التقدم المستمر في التكنولوجيا إلا أن مدى السيارات الكهربائية لا يزال يمثل عائقا في بعض الأحيان، خاصة في الرحلات الطويلة بسبب الخوف من نفاد الشحنة الكهربائية، وهو ما يجعل منه مصدر قلق على الرغم من تطور محطات الشحن بسرعة.
وتتحدث الخبيرة أيضا، عن وقت الشحن الطويل الذي يكون أكثر من وقت ملء خزان الوقود العادي، فحتى مع الشواحن السريعة يستغرق الأمر 20 دقيقة إلى عدة ساعات حسب قوة الشاحن وحجم البطارية ،كما يطرح كذلك مشكل سعر الشراء الذي ترى أنه يبقى أعلى من سعر الطراز الحراري، وأن تضمن مساعدات حكومية لتقليل الفارق.
وتشير الخبيرة، إلى البنية التحتية للشحن والتي تعترف بتوسعها السريع، إلا أن شبكة محطات الشحن ليست كثيفة ومتاحة مثل شبكة محطات الوقود، وعدم توفر الشواحن خاصة في المناطق الريفية وحتى في المجمعات السكنية.
وتطرقت أيضا، إلى إشكالية عمر البطاريات وإعادة التدوير، لأن للبطارية عمرا افتراضيا كما أن استبدالها قد يكون مكلفا، بينما تعتبر إعادة تدويرها قضية بيئية مهمة خصوصا وأن سلاسل التوريد قيد الإنشاء تتحسن باستمرار.
وتشير الخبيرة البيئية فتحية ياسمين روابح، إلى ثقل البطاريات التي تزيد من ثقل السيارات، ما من شأنه أن يؤثر على استهلاك الطاقة وعلى تآكل بعض المكونات كالإطارات والفرامل، مع ذلك تعتبر بأن السيارة الكهربائية تعكس تقدما كبيرا في مجال التنقل المستدام، لأن لها مزايا بيئية واقتصادية مهمة.
وترى، أنه من الضروري مراعاة القيود المتعلقة بالمدى والشحن، بالإضافة إلى التكلفة الأولية لتحديد ما إذا كانت تتناسب مع احتياجات وأسلوب حياة المواطن الجزائري.
ولكي تنجح تجربة السيارات والحافلات الكهربائية على نطاق واسع في بلادنا، لا بد من وضع خطة واضحة وشاملة، فلا يزال غياب محطات الشحن على الطرق السريعة يمثل أحد أبرز التحديات كما قالت، وبدون شبكة شحن كافية لن تتمكن الحافلات ولا السيارات من إكمال رحلاتها الطويلة بكفاءة، ومن هنا كما عبرت، تبرز ضرورة التعاون مع القطاع الخاص لإنشاء نقاط الشحن في المناطق الحيوية.
ورغم أن التكلفة ما تزال مرتفعة، إلا أن هناك وسائل لجعلها أكثر جدوى اقتصاديا، فالدعم يخفف من العبء المالي، كما أن إدخال خيارات دفع مرنة قد يُسهّل اتخاذ قرار التحول، ومن شأن تقسيط المدفوعات أن يقلل الضغط، ويُساهم في تسريع التحول من الوقود إلى الكهرباء.
وأوضحت المتحدثة، أن التعاون بين القطاعين العام والخاص يمكنه أن يُساهم في تقاسم التكاليف وتوفير دعم إضافي. وإلى جانب ذلك فإن استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل محطات الشحن، يساعد في خفض تكاليف الكهرباء على المدى الطويل.
وأوضحت، أن الانتقال إلى مركبات الكهرباء في الجزائر يسير ببطء ورغم كل التحديات فإن الاستثمارات الاستراتيجية، والدعم الفعّال ومشاركة المجتمعات المحلية يمكن أن تمهّد الطريق لتحول ناجح، بأنه في حال تبنّي التنقل الكهربائي، فإننا سنكون أمام فرصة كبيرة لتصدر مشهد النقل المستدام.
وأضافت، أن التغلب على تحديات البنية التحتية، التكلفة، الوعي، التكنولوجيا، السياسات، وشبكات الخدمة، أمر حاسم لتحقيق اعتماد واسع النطاق، وذلك من خلال الاستفادة من المبادرات الحكومية، التصنيع المبتكر، والشركات الاستراتيجية، حيث يمكن للمستثمرين المعنيين بقطاع النقل تسريع تحول الجزائر نحو شبكة نقل متطورة وأكثر استدامة.
مؤكدة، على أهمية التخطيط المتكامل، الدعم الحكومي ، والاستثمار المدروس، ودورهم في ضمان نجاح التحوّل نحو تنقل مستدام ناجح.
تتجدد مشاهد تمزيق الكتب والكراريس ورميها عشوائيا في الشوارع ومحيط المؤسسات التربوية مع اقتراب نهاية السنة الدراسية، ما يتسبب في تلوث المحيط وهدر مورد ثمين يمكن تدويره، وتجنبا لتكرار سيناريو السنوات الماضية تجند ناشطون بيئيون ومتعاملون اقتصاديون وجمعيات للتحسيس بأهمية استرجاع الورق خلال هذه الفترة قصد إعادة تدويره، خدمة للبيئة و للاقتصاد معا، وقصد التكريس لثقافة جديدة ينخرط فيها كل أفراد المجتمع بما في ذلك التلاميذ الصغار.
غرس ثقافة بيئية لدى الأطفال
وأكد متدخلون للنصر، أن المعالجة الناجعة لهذه السلوكيات لا تكون فقط بالتحذير من مخاطرها البيئية، بل أيضا عبر غرس ثقافة بيئية لدى الأطفال منذ الصغر، وتشجيع تداول الكتب المستعملة، واستحداث تطبيقات ذكية لتوزيعها على المحتاجين، وتفعيل مشاريع استثمارية لتدوير الورق المدرسي بما يخدم الاقتصاد الأخضر ويحفظ جمالية المحيط.
وتجدر الإشارة، إلى أن السوق المحلية عرفت ظهور العديد من المؤسسات الناشئة والجمعيات التي تنشط في مجال إعادة تدوير الورق والكرتون، بعضها تعمل مقابل مبالغ رمزية، بهدف تشجيع الأفراد على التقليل من التلوث البيئي والمحافظة على الموارد الطبيعية، والحد من فاتورة الاستيراد وتعزيز الاقتصاد التدويري.
* ياسين طالبي صاحب مؤسسة متخصصة في جمع وتدوير الورق
تدوير الكراريس والكتب المدرسية خطوة بيئية واعدة
كشف ياسين طالبي، صاحب مؤسسة متخصصة في جمع وتدوير الورق والكرتون، عن مشروع اتفاقية مرتقبة سيتم توقيعها خلال السنة الجارية بين مديرية التربية ومديرية البيئة، تهدف إلى تنظيم عملية إعادة رسكلة الكراريس والكتب المدرسية التي يتخلص منها التلاميذ نهاية كل سنة دراسية، بدل رميها أو تمزيقها بشكل عشوائي. وأوضح طالبي، أن مؤسسته تعمل منذ سنوات على جمع كميات معتبرة من النفايات الورقية من المؤسسات التربوية، خاصة تلك التي تظهر انخراطا حقيقيا في تبني ثقافة بيئية. وقد تم في هذا الإطار تزويد عدد من المدارس بحاويات كبيرة مخصصة لجمع الأوراق المستعملة، ليتم نقلها لاحقا إلى مراكز التدوير، ومعالجتها بطريقة تساهم في حماية البيئة وتقليص حجم النفايات. وأكد المتحدث، أن هذه الخطوة ساهمت في ترسيخ وعي بيئي لدى التلاميذ، الذين باتوا أكثر إدراكا لأهمية الورق كعنصر قابل لإعادة الاستخدام وليس مجرد نفاية، كما لاقت المبادرة تجاوبا كبيرا من الأولياء، حيث بادر العديد منهم إلى تسليم كتب وأوراق قديمة متوفرة في منازلهم للمشاركة في العملية.
وأشار طالبي، إلى أن الجمعيات البيئية المحلية تلعب دورا محوريا في تنظيم حملات دورية لجمع الورق، بالتنسيق مع المؤسسات التربوية والمجتمع المدني، ما يعزز فعالية الجهود الرامية إلى تعميم ثقافة التدوير على نطاق واسع.
وفي سياق متصل، كشف أن مؤسسته تخطط لإطلاق مبادرة جديدة مع نهاية الموسم الدراسي الحالي، هدفها تحفيز التلاميذ على عدم تمزيق أو رمي كراريسهم وكتبهم، بل توجيهها نحو مسار إعادة الرسكلة من خلال جمع منظم ومدروس، يشرك الأطفال في عملية بيئية تربوية عملية.
وعن نوع النفايات الورقية التي تستهدفها المؤسسة، أوضح أنها تشمل الكراريس، والكتب، والكارتون، وحتى الأرشيف الإداري غير المستخدم، مؤكدا أن نهاية السنة الدراسية تعد ذروة النشاط، حيث يتم تسجيل ارتفاع كبير في كمية الأوراق المهملة.
عملية تدوير الورق رافد اقتصادي حيوي
وشدد المتحدث، على أن عملية تدوير الورق لا تسهم فقط في تقليص التلوث البيئي، بل تشكل كذلك رافدا اقتصاديا حيويا، من خلال الحد من استهلاك الموارد الطبيعية وتقليص الاعتماد على الورق المستورد. كما وجه طالبي رسالة للتلاميذ وأوليائهم، داعيا إياهم إلى تبني ثقافة بيئية حقيقية تنطلق من البيت، وتعتمد على الوعي بقيمة الورق وضرورة تدويره بدل التخلص منه عشوائيا، مشيرا إلى أن هذا الوعي يمكن أن يغرس في النفوس منذ سن مبكرة، ليصبح سلوكا يوميا يعكس احترام الفرد لبيئته ومحيطه.
* محمد عقون صاحب مؤسسة لجمع الأوراق المستعملة
سلات ذكية قيد التجربة في المدارس
أكد محمد عقون، صاحب مؤسسة متخصصة في جمع الأوراق المستعملة، أن مؤسسته تنشط منذ سنوات في مجال تدوير النفايات الورقية، بالشراكة مع زملائه إبراهيم حزمون وعبد الستار لخياري وجميعهم مستثمرون حاصلون على رخص رسمية لجمع الورق من المؤسسات التربوية، وذلك في إطار مشروع بيئي طموح يهدف إلى المساهمة في حماية البيئة وخلق مناصب شغل. وأوضح عقون، أنهم قاموا بإنجاز دراسة شاملة حول سبل التخلص من الأوراق المدرسية بطريقة بيئية وصحية، بالتنسيق مع مديرية البيئة، التي أعدت بدورها سجلا خاصا يوثق فيه نوع الورق، ومصدره، ومسار جمعه من نقطة الانطلاق إلى غاية مركز المعالجة أو الرسكلة. وأشار المتحدث، إلى أن هذا المشروع لا يحمل فقط أبعادا بيئية، بل هو فرصة اقتصادية حقيقية تساهم في توفير ما وصفه «ثورة بيئية وتنموية»، خاصة في ظل الانتشار الكبير للنفايات الورقية طوال السنة، وقال إنه مورد يتضاعف بشكل ملحوظ خلال فترة نهاية الامتحانات، حيث تشهد المدارس كميات هائلة من الكراريس والكتب المهملة. وبين عقون، أن التحدي الأكبر يتمثل في ضعف وعي الأطفال بأهمية إعادة التدوير، ما يدفعهم إلى التخلص العشوائي من الكراريس والكتب، دون التفكير في إمكانية استغلالها بطريقة مفيدة.
وفي هذا الإطار، كشف عن شروع مؤسسته المتمثل في تجربة نموذجية لتوزيع «سلات ذكية» داخل المدارس، بالتنسيق مع مديرية التربية ومديرية البيئة، وهي سلات مخصصة لجمع الكراريس والكتب وحتى الأقلام المستعملة، بهدف فرزها لاحقا وتوجيهها نحو التدوير، مع إبراز بعد توعوي يرافق العملية داخل الوسط التربوي.وأضاف المتحدث، أن عملية التدوير تتطلب توفر شروط معينة في الورق، أبرزها أن يكون نظيفا وغير ملوث بأي مواد «كالأغذية أو المواد الكيميائية»، لأن ذلك يتسبب في تلفه ويمنع إعادة تدويره، مما يجعل عملية الفرز ضرورية قبل كل مرحلة من مراحل الرسكلة.أما فيما يخص مراحل إعادة التدوير، فأوضح أنها تبدأ بعملية الجمع المنظم عبر مؤسسات خاصة تمتلك تجهيزات وعتادا خاصا، يتنقل وفق برنامج عمل مضبوط، كما يجب ضمان تجميع كميات معتبرة من الورق، لأن العتاد المستعمل لا يعمل بكفاءة إذا كانت الكميات صغيرة أو متفرقة. مشددا، على ضرورة ترسيخ ثقافة إعادة التدوير داخل المدارس والأسر، ومشيرا إلى أن الورق ليس مجرد نفايات، بل هو مورد قابل للاستغلال بطرق مستدامة، شرط توفر الوعي والالتزام من جميع الفاعلين، بدءا من التلميذ إلى الإدارة والمجتمع المدني.
* رئيس جمعية البيئة والطبيعة عبد المجيد سبيح
التوعية مهمة لينخرط التلاميذ في خدمة البيئة
وصف رئيس جمعية البيئة والطبيعة عبد المجيد سبيح، تمزيق الكتب والكراريس الذي يتكرر في نهاية كل سنة دراسية، بالسلوك غير المقبول وقال إنه استفحل في السنوات الأخيرة داخل المجتمع، معتبرا أننا أمام أزمة متعددة الأبعاد سلوكية، وتربوية، وبيئية. وأكد سبيح، أن تدخل الجمعية في مواجهة هذه الظاهرة جاء من خلال التنسيق مع مديرية التربية وقطاعات أخرى، حيث تم تركيز الجهود على العمل التوعوي والتحسيسي، باعتباره الأداة الأنجع لتغيير هذا السلوك السلبي.
وأوضح أن الجمعية، اعتمدت على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا فيسبوك، إلى جانب وسائل الإعلام التقليدية، لإيصال رسائلها التربوية والبيئية إلى التلاميذ والأولياء على حد سواء. وفي هذا الإطار، نظمت الجمعية أياما إعلامية و تحسيسية داخل المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها، حيث تم إدراج برامج توعوية موجهة خصيصا للتلاميذ، لحثهم على عدم تمزيق الكراريس والكتب المدرسية، وتبني سلوك بيئي راق، يحترم الكتاب والمعرفة.
كما شمل العمل التحسيسي حسب المتحدث المؤسسات الشبانية، ولجان الأحياء، التي تم إشراكها في نشر الوعي داخل الأحياء السكنية، لما لها من تأثير مباشر على الأطفال والمراهقين، معتبرا أن الحي هو الخلية الأساسية في نشر الوعي السلوكي والبيئي. ومن الجانب التربوي، يرى سبيح أن تمزيق الكتب يعكس غيابا في ثقافة احترام العلم والمعرفة، أما من الناحية الاقتصادية، فاعتبر أن هذا السلوك يؤدي إلى هدر مالي كبير تتحمله الأسر سنويا، داعيا إلى تشجيع تداول الكتب والكراريس بين التلاميذ من جيل إلى جيل بدل التخلص منها. وأشار، إلى أن الظاهرة تترك أيضا أثرا بيئيا سلبيا كبيرا، حيث تشوه المحيط العام، خصوصا عند انتشار الأوراق الممزقة في الفضاءات المفتوحة والأحياء. كما حذر، من الخطر الكامن في قابلية هذه الأوراق للاشتعال، خاصة مع حلول فصل الصيف وانتشار الأعشاب الجافة القريبة من المناطق السكنية، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرائق خطيرة. وأكد، أن النظرة المستقبلية لمواجهة هذه الظاهرة يجب أن تقوم على أساس التحسيس المستمر والمتعدد القنوات، سواء عبر المساجد والمدارس، أو وسائل الإعلام وحتى من خلال جمعيات الأحياء. متابعا بالقول، بأنه من المستحسن استرجاع الكتب والكراريس والاعتماد على رقمنتها وإعادة توزيعها على التلاميذ المحتاجين، عبر تطبيق رقمي خاص يسمح بحصر المحتاجين وإعادة توجيه الموارد، بما يضمن النظافة العامة ويعزز التكافل الاجتماعي.
لينة دلول
الجامعة الخضراء بقالمة
قطب للعلوم و الآداب وسط بيئة طبيعية مثالية
يعد القطب الجامعي الجديد 5 آلاف مقعد بيداغوجي بقالمة، بمثابة نموذج حقيقي للبيئة المثالية بالوسط التعليمي، بيئة محفزة على التحصيل العلمي، و باعثة على الراحة و الهدوء بين الطلبة و هيئة التدريس، و الموظفين الآخرين الذين يسهرون على أمن القطب الجديد الذي اتخذ من سفح جبل ماونة، موقعا له قبل عدة سنوات، في إطار جهود التوسيع الجارية لمواكبة التحولات الاجتماعية و الاقتصادية للبلاد.
قطب علمي واعد، يسميه الطلبة الجامعة الخضراء، مستمدين ذلك من اللون الأخضر الذي يكسو كل المباني، بما فيها رئاسة جامعة 8 ماي 1945، و المدرجات و المخابر و أقسام التدريس و أجنحة الإقامة و القاعة الكبرى للمحاضرات الساسي بن حملة، التي تحتضن الملتقيات الوطنية و الدولية على مدار العام، كل شيء أخضر هنا، حتى الحدائق الجميلة و مواقع الراحة، تحافظ على اخضرارها على مدار العام، متحدية مواسم الجفاف و حرارة الصيف القوية، التي تحول أحراش ماونة إلى هشيم لا حياة فيه.
و تبلغ مساحة القطب الأخضر نحو 21 هكتارا تضم مبنى رئاسة الجامعة و قاعة المحاضرات و كلية علوم الطبيعة و الحياة و علوم الأرض و الكون، و كلية الآداب و اللغات، و إقامات جامعية و مطعم و حظائر واسعة للسيارات.
و خصص المهندسون، الذين صمموا القطب الجامعي الجديد نحو 30 بالمائة تقريبا من المساحة الكلية، لغرس الأشجار و المساحات الخضراء التي تحيط اليوم بالمباني و حظائر السيارات و على جوانب الأرصفة و الطرقات.
و عندما تدخل الجامعة عبر البوابة الرئيسية، كأنك في منتجع غابي سياحي، عشب دائم الاخضرار و أزهار و أشجار من مختلف الأصناف الدائمة الخضرة، بينها الفيكس ريتيزا التي تلائم مناخ منطقة قالمة، و أشجار أخرى أضفت على المكان المزيد من الجمال و الخضرة على مدار العام.
يقول نبيل بن قرايت، المشرف على المساحات الخضراء و حدائق جامعة 8 ماي 1945 بقالمة، متحدثا للنصر، بأن عالم النباتات يعد جزءا رئيسيا من مكونات الجامعة الفتية، و في كل كلية مساحات خضراء و حدائق، بها مختلف انواع النباتات و الأزهار و العشب الطبيعي، و حتى أشجار الفواكه كالتين و التوت.
و أضاف نبيل بن قرايت، الذي قضى 23 عاما في خدمة حدائق جامعة قالمة، بأن فرق العمل المنتشرة عبر الكليات و الرئاسة و الحظائر، تعمل دون انقطاع، لغرس المزيد من النباتات و صيانة المساحات الخضراء، بالسقي و التقليم و التصفيف، مؤكدا بأن التواجد المستمر بهذه الفضاءات الخضراء، يعد أمرا بالغ الأهمية، فعندما تغيب عن هذه الفضاءات فإنها تتعرض للتدهور، و لذا تولي رئاسة الجامعة، و عمداء الكليات، أهمية كبيرة لهذه الفضاءات التي تعد مكونا مهما بالوسط الجامعي.
و قد رافقنا نبيل بن قرايت إلى حدائق المجمع القديم، حيث بساتين التين النخيل، و جداول المياه الجارية، و إلى حدائق الجامعة الخضراء، حيث الرئاسة و كلية علوم الطبيعة و الأرض و الكون، و كلية الآداب و اللغات و الإقامات الجامعية، هنا الاخضرار الدائم و العشب الأخضر و الأزهار و النخيل و التوت و الفيكيس ريتيزا، الشجرة المتوسطية المقاومة للجفاف.
و قادنا الرجل بشغف كبير إلى مشتلة التجارب التي تحولت إلى ميدان للبحث و التطوير في مجال الكائنات النباتية المختلفة.
و في كل مساحة خضراء، نظام للسقي يعمل دون انقطاع و عمال البستنة المدربون في حركة دؤوبة للتقليم و التصفيف و التنظيف و السقي، و مراقبة صحة النباتات المختلفة.
و تقع كلية علوم الطبيعة و الحياة و علوم الكون و الأرض، في قلب منتجع غابي جميل، في رمزية معبرة عن هذا التخصص العلمي الحيوي، الذي يدرس مكونات الطبيعة و الحياة البرية، و بإمكان الطلبة الاعتماد على مخبر طبيعي، يحيط بهم من كل الجهات لاكتساب المزيد من الخبرة، و إجراء الملاحظات و التجارب على أرض الواقع، لدعم مكتسبات المخابر و الأقسام و الدروس النظرية.
و تحرس رئاسة الجامعة بشدة على المساحات الخضراء، و تعتبرها مكونا رئيسيا من مكونات الجامعة الفتية، الآخذة في التمدد و التوسع تحت سفح جبل ماونة، موطن الزان و الفلين و شجرة الأرز، و المنتجعات الغابية التي صارت قبلة للسياح و الباحثين. و تتكون ممرات المساحات الخضراء من مواد صديقة للبيئة، كالخشب و الحجارة و البلاط، و يجد زوار الجامعة متعة كبيرة بحدائق الجامعة، و يحرس هؤلاء الزوار و الطلبة على أخذ الصور التذكارية الجميلة بهذه الفضاءات الخضراء التي تزداد جمالا كل ربيع.
و تعيش بحدائق الجامعة الخضراء، مختلف أنواع الطيور التي وجدت ملاذات آمنة بهذا الوسط الهادئ، المحمي من مختلف أنواع المخاطر كالجفاف و الحرائق و القطع.
يقول طلبة كلية علوم الطبيعة و الحياة و علوم الأرض و الكون، الذين وجدناهم بحديقة الكلية، بأن الوسط الطبيعي الأخضر مهم للغاية في الحياة اليومية للطالب، سواء تعلق الأمر بالدراسة و إجراء التجارب، أو بالتنزه و الراحة و الصحة، مؤكدين بأن الجلوس في حدائق الكلية و التجوال فيها، يبعث على الراحة و النشاط، و يخفف من ضغوط الدراسة و الحياة بالإقامات الجامعية. و بدون مياه لن تكون حدائق الجامعة الخضراء، قادرة على الصمود أمام حرارة الصيف و التغيرات المناخية، التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة، و لذا تحرس رئاسة الجامعة على توسيع شبكات السقي، انطلاقا من البئر المكتشف بكلية سوداني بوجمعة و البئر المتواجد بالمجمع القديم.
و عندما يكتمل مشروع التوسيع ستكون كل الحدائق و المساحات الخضراء، مرتبطة بنظام سقي دائم، و سيكون عمال الحدائق المتمرسين في مأمن من مخاطر الجفاف خلال فصل الصيف.
و نظرا لموقعها بجبل ماونة، فقد أبقى المهندسون المصممون للجامعة الخضراء، على مساحات من النباتات البرية السائدة بالمنطقة، كالضرو و الديس و القندول، لتحقيق الاندماج بين البيئة الأصلية للمنطقة، و البيئة المستجدة، المعتمدة على نباتات جديدة لم تكن موجودة من قبل بهذا الموقع الجبلي، المتميز بالتنوع الطبيعي.
فريد.غ
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية
درجة الحرارة في إفريقيا كانت الأعلى سنة 2024
صنفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية العام 2024 من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في القارة الإفريقية، بينما بلغت درجة حرارة سطح البحر مستوى قياسيا، مع طقس متطرف كانت له آثار وخيمة على الحياة وسبل العيش.
وشددت المنظمة، أن هذه الظروف تبرز الحاجة الملحة لرفع الوعي باستراتيجيات التكيف وتبني الابتكار الرقمي لتعزيز قدرة إفريقيا على الصمود في مواجهة آثار الظواهر الجوية المتطرفة.
دعوة للوعي باستراتيجيات التكيف الفعالة وتعزيز التكنولوجيا
وأوضحت في تقريرها المفصل الأخير الصادر منتصف ماي الجاري، أن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم قد أثرت بشكل كبير على القارة الإفريقية من حيث الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، إذ اعتبر متوسط درجة حرارة الهواء بالقرب من السطح في جميع أنحاء القارة الأعلى أو الثاني على الإطلاق منذ سنة 1900 وإلى غاية الآن. وتحدث التقرير أيضا، عن التذبذب الكبير الذي تم تسجيله في تساقط الأمطار، أين شهدت العديد من المناطق كميات أقل من المعدل الطبيعي، في حين شهدت مناطق أخرى إجمالي هطول أمطار طبيعي أو أعلى من المعدل الطبيعي.
ولوحظت ظروف أكثر جفافا من المعتاد على وجه الخصوص وذلك في الأجزاء الشمالية من جنوب إفريقيا، حيث استمرت الظروف الأكثر جفافا من المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية. ورصدت زيادة في هطول الأمطار في أجزاء من منطقة الساحل وأجزاء عديدة من وسط وشرق إفريقيا، وشمال شرق مدغشقر، وسيشل وأجزاء من جزر القمر وأجزاء من أنغولا.
سطح البحر صفيح ساخن
كما سلط التقرير الضوء على ارتفاع مستوى سطح البحر، وبين أنه يحدث نتيجة الاستجابة لارتفاع درجة حرارة المحيطات، وذوبان الأنهار الجليدية والغطاء الجليدي والصفائح الجليدية، مما يؤثر على حياة وسبل عيش المجتمعات الساحلية والدول الجزرية المنخفضة، أين كان ارتفاع مستوى سطح البحر في الفترة الممتدة بين 1993 إلى غاية 2024 قريبا من المتوسط العالمي، أو أعلى منه في كل منطقة من إفريقيا، باستثناء جنوب البحر الأبيض المتوسط.وقالت المنظمة الدولية في تقريرها، إن درجة حرارة سطح البحر خلال سنة 2024 كانت هي الأعلى على الإطلاق بناء على جملة البيانات المتحصل عليها، موضحة أن درجة حرارة سطح المحيط تلعب دورا في تحديد مناخ إفريقيا، وذلك من حيث الأمطار والجفاف و العواصف القوية، إذ يقدم تتبع درجات حرارة سطح البحر أدلة حيوية حول أنماط المناخ المتغيرة، و تأثيرها على السكان والنظم البيئية في جميع أنحاء القارة.
ظواهر متطرفة بالجملة
وعن الأحداث المتطرفة، فقد شهدت إفريقيا بحسب ذات التقرير، العديد من الظواهر المتطرفة خلال العام 2024، أين تأثرت بأمطار غزيرة وفيضانات وأعاصير مدارية وجفاف وموجات حر، مما أثر على مختلف نواحي الحياة، بداية بالزراعة والأمن الغذائي.وأدت هذه الأحداث إلى مجموعة متنوعة من التأثيرات على الزراعة والأمن الغذائي في جميع أنحاء القارة السمراء،وشهدت منطقة شمال إفريقيا انخفاضا في حصاد الحبوب للعام الثالث على التوالي عن المتوسط العام الماضي، وذلك نتيجة لشح الأمطار على نطاق واسع وارتفاع درجات الحرارة بشكل حاد.وقدر إنتاج الحبوب على مستوى المنطقة الفرعية لنفس السنة بنحو 7 بالمائة أقل من متوسط السنوات الخمس الماضية 2019/2023، بينما أدى الجفاف الحاد الناتج عن ظاهرة النينو إلى انخفاض حاد في حصاد الحبوب لسنة 2024، وانخفض إجمالي الإنتاج بـ16 بالمائة مقارنة بالسنوات الخمس التي سبقتها. بينما أثرت الفيضانات على أكثر من 4 ملايين شخص في غرب إفريقيا.
التكنولوجيا و التمويل الدولي لمسايرة التكيف
ومع تكثيف تأثيرات تغير المناخ، ترى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ضرورة في رفع الوعي باستراتيجيات التكيف الفعالة وتعزيز أطر السياسات، وتعزيز الحلول التكنولوجية المبتكرة، معتبرة إياها أمرا حاسما في بناء المرونة المجتمعية والاقتصادية والبيئية في إفريقيا. مشيرة أيضا، إلى أهمية قضية التمويل الدولي لملف التكيف مع تغير المناخ للدول النامية، والذي تقول بأنه وعلى الرغم من تسجيل زيادة فيه من 22 مليار دولار أمريكي سنة 2021 إلى 28 مليار دولار أمريكي سنة 2022، إلا أن التمويل يظل أٌقل بكثير من الاحتياجات السنوية المقدرة والتي تتراوح بين 187 مليار دولار أمريكي و359 مليار دولار.واعتبر التقرير أن التحول الرقمي يعد أمرا بالغ الأهمية لتعزيز نطاق ودقة بيانات الطقس، وتحسين أوقات التنفيذ في تقديم الخدمات في ضوء التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ والطقس والظواهر المتطرفة. ويؤكد التقرير، على أن التطبيقات المحمولة، والبث الخلوي، وتنبيهات الرسائل النصية القصيرة، وأنظمة الراديو المجتمعية وغيرها من منصات الاتصال، يمكن لها أن تساعد الخدمات الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجية في الوصول إلى المجتمعات المحلية في الميل الأخير بتوقعات محسنة في الوقت المناسب. واعترفت منظمة الأرصاد الجوية العالمية، بوجود وعي متزايد بفوائد استخدام المنصات الرقمية في العديد من البلدان في إفريقيا، لتحسين التنبؤات الجوية والتحذيرات المبكرة.
وأوضح التقرير أن 18 مؤسسة وطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في جميع أنحاء القارة الإفريقية، قامت العام 2024 بتحديث مواقعها الإلكترونية وأنظمة الاتصالات الرقمية لديها، وذلك بهدف تعزيز نطاق وتأثير خدماتها ومنتجاتها وتحذيراتها.
مضيفا، أن أطر خدمات الطقس والمياه والمناخ الوطنية والإقليمية تبقى بحاجة لتعزيز التنسيق بين الخدمات الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية لمعالجة تبادل البيانات المناخية عبر الحدود.
إيمان زياري