• تطوير البنية التحتية وإنشاء مراكز بيانات بمعايير عالمية وتأهيل العنصر البشريكشفت الوزيرة المحافظة السامية للرقمنة، مريم بن مولود، يوم أمس عن مضمون...
كشف رئيس مصلحة التعاون والأنظمة المعلوماتية بوزارة الدفاع الوطني، رابح نسيم إكلف، يوم أمس، أن أهم التهديدات التي تواجه التحول الرقمي في الجزائر،...
أمر وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي مدراء المؤسسات التربوية بتخصيص قاعة لجمع الكراريس المسترجعة من التلاميذ، ليتسنى للمؤسسة العمومية...
* بوجمعة: المشروع أخذ بالكثير من انشغالات المحامين وألغى نظام المدافعةأكد وزير العدل حافظ الأختام، لطفي بوجمعة، أن مشروع القانون المتضمن قانون...
غزوة بدر هي أولى الغزوات في العهد الإسلامي حيث شرع الله تعالى الجهاد للمسلمين فكانت فاتحة الانتصارات للمسلمين وكانت بحق فرقانا كما سماها القرآن الكريم :{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} لأنها فرقت بين الحق والباطل وكانت منعرجا حاسما تبينت فيها معالم الدعوة وحقيقة الرسالة السماوية والبعثة النبوية وتأكدت من خلالها أركان الدولة المسلمة الفتية، حيث كان لانتصار المسلمين وانهزام قريش أم القبائل العربية وسيدة المشهد القيادي في شبه الجزيرة العربية الصدى البالغ والأثر الكبير للتعريف بدعوة الإسلام.
ولا شك أن انتصار المسلمين في هذه الغزوة يتطلب منا الوقوف المتأني لمعرفة عوامل وأسباب النصر رغم اختلال موازين القوى بين الطرفين.
حيث كان قوام الجيش القرشي ألف مقاتل ومائة فارس بمقابل ثلاثمائة واثني عشر مقاتل وفارسان فقط حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {هذه قريش جاءتكم بحدها وحديدها} ويصور المشهد القرآني خروج قريش تصويرا بليغا: {ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.
(أولا):أرادوا العير وأراد الله النفير: لقد كانت وجهة رسول الله صلى الله عليه وصحابته الكرم قافلة أبي سفيان التجارية العائدة من الشام لعلهم يستعيضون عن بعض ما تركوه وراءهم في مكة المكرمة، ولكن السفينة نجت بحيلة ودهاء أبي سفيان، وخرجت قريش مستشيطة غضبا، وقد استنفرت قبائل العرب فلو استولى المسلمون على القافلة لما كانوا في نظر القبائل العربية مجرد قطاع طرق أو صعاليك كما تدعي قريش ومن ثم تطالب زعماء المدينة وخاصة راس النفاق بوجوب تسليمهم وإرجاعهم إلى المدينة.
(ثانيا): الشورى الملزمة في حياة المسلمين فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الصحابة ويقول {أشيروا علي أيها الناس} فتكلم أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من المهاجرين وقالوا خيرا ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ظل يقول أشيروا علي أيها الناس فقال سعد بن معاذ وهو أحد سادة الأنصار: كأن تعنيننا يا رسول الله؟ قال نعم: قال امض حيث أمرك الله والله لو خضتنا بنا البحر لخضناه معك ولا نقول لك ما قالت اليهود لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} فتهللت أسارير رسول الله صلى الله عليه وسلم.ثم نزوله عند رأي الحباب بن المنذر في النزول أمام ماء بدر بحيث يشرب المسلمون ولا تشرب قريش.
(ثالثا): الإعداد و الاستعداد: لقد أعد رسول الله صلى الله عليه للمعركة وحضرها تحضيرا جيدا من حيث تقسيم الجيش إلى ميمنة وميسرة وقلب وكان صارما في الأوامر والتوجيهات للصحابة الكرام. وهذا عملا بقوله تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم}. وهذا واجب المسلمين في كل مناحي حياتهم وخاصة في مجال المواجهة العسكرية مع أعدائهم، لأن ذلك من باب العمل بالسنن الكونية التي لا تحابي أحدا ولو كان نبيا من الأنبياء.
(رابعا) الدعاء والتضرع والتذلل: الدعاء والانكسار والتذلل بين يدي الله تعالى والتبرؤ من الحول والقوة وعدم التعلق بالأسباب والتعوال عليها ونسبة الفضل لها سر النجاح والتوفيق.
ولهذا نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الإعداد المحكم والاستعداد الجيد للمعركة لجأ إلى عريش بني له وطفق يدعو ويلح في الدعاء والرجاء وهو يقول {اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد بعدها أبدا}. وقد رفع يديه الشريفتين حتى ظهر بياض إبطيه، مما جعل أبابكر يشفق عليه قائلا: {لن يضيعك الله}. وهو ما فعله الصحابة أيضا
(خامسا):التأييد الإلهي لعباده المؤمنين: بعدما استفرغ الجهد والوسع في عالم أسباب الأرض تدخلت العناية الإلهية والرعاية الربانية فجاء المدد الرباني والغوث الإلهي: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}. فالنصر من عند الله تعالى وحده، وليس بسبب الإعداد أو الأسباب المادية المحسوسة.
(سادسا): نتائج المعركة أسفرت الغزوة عن انتصار المسلمين وانهزام المشركين ومقتل صناديد الكفر عتبة، شيبة، أبو جهل وغيرهم سبعون رجلا كما أسر منهم سبعون وكان للأسرى قصة وعبرة في تاريخ المسلمين أصبحت دستورا في القانون الدولي الإنساني المعاصر، كما اشتراط النبي صلى الله عليه وسلم تعليم الأسرى لعشرة من المسلمين كمقابل للفداء دليل على اهتمام النبي صلى الله عليه بالعلم والتعليم ورفع الأمية عن الأمة.
(سابعا): الغنائم الدرس التربوي البليغ: ترك كفار قريش ووراءهم أسلحة ودروع وأموال وهي غنائم تنافس المسلمون عليها فقال المهاجرون هي لنا ، وقال الأنصار هي لنا، فترافعت الأصوات وساءت الأخلاق فنزل قول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} درس تربوي بالموقف إياكم والتنافس على لعاعة الدنيا لئن سقطتم أيها الصفوة الطاهرة والقائمين بالحجة، والشهداء على البشرية التائهة الحائرة في الامتحان الأول أمام سقط المتاع فيما خلفه مشركو قريش فكيف بكم غدا لما تفتح عليكم الدنيا قصور كسرى وقيصر وأنتم المؤهلون لقيادة المشهد الحضاري والمستخلفين في الأرض بعد سقوط هذه الحضارات والإمبراطوريات. وقد من الله على عباده بالنصر في هذه الغزوة قائلا: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}.
أهم مسائل الصيام وضبط الفتوى فيها على مذهب الإمام مالك
المسألة الخامسة: صحة الصوم لمن أصبح جنبا.
إذا أصبح الصائم جنبا لم يمنعه صوم ذلك اليوم إذا كان قد نواه من الليل خلافا لمن يرى بعدم صحة صومه، لقوله تعالى:﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. البقرة 186. وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم للذي سأله أنه يصبح جنبا ويريد الصوم: «وأنا أصبح جنبا وأريد الصيام فأغتسل وأصوم» رواه البخاري ومسلم ومالك. ولأن حدثه إذا انقطع لم يبق أكثر من وجوب الطهارة وذلك لا يمنع الصوم.
وكذلك الاحتلام لا يفسد الصوم خلافا لمن يرى بأنه يفسد الصوم لما روي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: « ثلاث لا يفطرن الصائم فذكر الاحتلام» رواه الترمذي.
المسألة السادسة: وجوب الصيام على الحائض إذا طهرت ليلا ولم تغتسل
إذا رأت الحائض الطهر ليلا فنوت الصوم ولم تغتسل حتى طلع الفجر جاز لها صوم ذلك اليوم سواء أخرته بتفريط أو بغير تفريط، خلافا لمن يرى بفساد صومها إن صامت من دون اغتسال، والدليل أنها محدثة وقد زال حدثها قبل الفجر ولم يبق لها سوى فعل التطهير فوجب أن يصحّ صومها كالجنب والمحدث.
القراءة السوسيوثقافية في معلمات التراث الإسلامي ومدوناته
تزخر مكتبة أمتنا بدرر من المعْلَمَات (الموسوعات) والمدونات التي صانت تراث أجدادنا، وحفظت علينا ديننا وهويتنا الثقافية والحضارية، شملت كل فروع العلم والمعرفة التي أبدع فيها أسلافنا. فمن أمَّات التفسير وعلوم القرآن، إلى دواوين الحديث والآثار وعلوم السنة، إلى موسوعات الفقه وأصوله والفتاوى والنوازل، إلى معلمات التاريخ والسير، إلى كتب علوم اللغة والأدب والشعر، إلى أسفار المنطق والفلك والطب والحكمة، وأنى يمم القارئ وجهته في فضاءات تلكم الجنان الفسيحة؛ عاد بكنوز من المعرفة والخبرة والأدب، وذاق من اللذة ما الله به عليم!
إنها القراءة السوسيوثقافية، هذا النمط من القراءة؛ لا يقف عند حدود التلذذ بالمعلومات والنكات العلمية فحسب، بل يجعل القارئ يعيش في أجواء [ثلاثيةالأبعاد] في تلك البيئات، ويتمثل أبعادها وظلالها الاجتماعية والثقافية!!
وأمثل لذلك -من خلال تجربتي الشخصية المتواضعة بمعلمتين اثنتين، الأولى في الفتاوى والنوازل، والثانية في اللغة والأدب، وعلى مثلها يمكن القياس
أما الأولى: فمعلمة الونشريسي: « المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب»، هذا السفر الجليل الذي يعتبر أساسا في التأصيل الفقهي في المذهب المالكي، وبرنامجا عمليا في التدريب على صنعة الفتوى، لكن إدمان النظر فيه، ومقارنة محتواه بواقعنا المعيش في أبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية، يمكنه أن يجعل القارئ ينتقل افتراضيا إلى تلك البيئات، ويعيش في أجوائها ومع فاعليها، كأنهم رأي العين!! فيعرف مثلا: أن المذاهب الفقهية ليست فقط قواعد منهجية واختيارات علمية، بل هي أعمق من ذلك بكثير، إنها: نسق من تلك القواعد ممزوج بواقع اجتماعي وثقافي حي متحرك!!
أما الثانية: فمعلمة القلقشندي: « صبح الأعشى في صناعة الإنشا «، وهو ديوان عظيم يؤسس الملكة اللغوية ويصقلها ويثريها، ويوفر الاستمتاع بطرف الأدب واصطياد أوابده، لكن كثرة مراجعة ذلك السفر والتأمل فيه، يجعل القارئ يدرك أنه نافذة يشاهد من خلالها دولا وأنظمة وحكومات وسياسات، وشرفة يرى من خلالها: شخوصا وملابس وأواني وأدوات وبنايات، وشاشة يتتبع من خلالها: علاقات دولية واجتماعية وتقاليد وعادات!! بل أزعم أنه يكتشف من خلالها عراقة العديد من مدن قطرنا الجزائري خاصة، ووصف جغرافيتها وموقعها [خطوط الطول !!] وخصائصها وساكنتها، وأسواقها وتجارتها، كأنها لم تتغير، ولم تتبدل!! ومن ذلك مدينة قُسْطِينة [هكذا] !!
وهذا غيض من فيض، ولذلك أدعو نفسي وإخواني القراء -لا سيما المتخصصين -إلى اعتبار هذا المدخل في قراءة مثل هاتين المعلمتين وأضرابهما، وإنتاج مقالات وبحوث تكشف خبايا تلك الزوايا، مما من شأنه أن يسهم في نهضتنا العلمية والاجتماعية والثقافية.
وقفـــــــات مع شهـــــــر رمضــــــــــــان (4)
طوبى لمن قام؛ يقول الله – عز وجل –: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة: 16]، وسئلت أمنا عائشة –رضي الله عنها–: كيف كانت صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في رمضان؟ فقالت: «ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة؛ يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا››. وعن أبي هريرة –رضي الله عنه– عن النبي –صلى الله عليه وسلم–: (من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)، وأيضا عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: (أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة صلاة الليل) وعن جابر –رضي الله عنه– أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– قال: (إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة).
أما جبريل الأمين –عليه السلام– فقد جاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم– فقال: (يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه في استغنائه عن الناس).
هذا في قيام سائر الليالي، أما ليالي رمضان فيقول عنها النبي –صلى الله عليه وسلم–: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)وقام النبي –صلى الله عليه وسلم– بأصحابه بعض ليالي رمضان، ثم ترك ذلك إشفاقا على الأمة من فرض القيام عليها فقال: (خشيت أن تفرض عليكم)، ولما أُمِنَ هذا الجانب بوفاة النبي –صلى الله عليه وسلم– وانقطاع الوحي، أمر عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– أبيَّ بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان، فكان القارئ يقرأ بالمئين (المئين هي السور التي تحوي مائة آية أو نحوها) في الركعة حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر».